يبدو أن إف. بي. جورن لا يتفوّق في عالم صناعة الساعات فحسب.
فهذا الصانع الذي تستأثر ابتكاراته بأفئدة هواة الساعات والجامعين، أضاف نجاحًا آخر إلى إنجازاته، ولكن هذه المرة في عالم الطهي.
ففي مفاجأة تزامنت مع الاحتفاء بمرور عام على افتتاح مطعم F.P. Journe Le Restaurant، حازت هذه الوجهة أواخر العام الفائت أول نجمة ميشلان.
مطعم F.P. Journe Le Restaurant
يقع مطعم إف. بي. جورن في 49 شارع دو رون في جنيف، وقد كانت فكرة افتتاحه ثمرة لقاء بين صانع الساعات العظيم في جنيف فرانسوا بول جورن والطاهي دومينيك غوتييه الذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا في مطعم Le Chat-Botté في فندق بوريفاج. وحينها اتجهت أنظارهما إلى مقهى أسطوري مدرج بوصفه موقعًا تراثيًا في كانتون جنيف.
على الرغم من حداثة المطعم الفاخر، إلا أنه يحتكر موقعًا ذا أصول عريقة في مجال الطهي، إذ كان يشغله سابقًا المطعم الفرنسي الطراز لابافاريا La Bavaria، الذي افتُتح عام 1912، وشكل مقصدًا لنخبة أعضاء عصبة الأمم، إضافة إلى الوزراء ورؤساء الدول والصحفيين من مختلف أنحاء العالم.
F.P. Journe Le Restaurant
طبق الكركند بالكاري الذي يُقدّم مع الفطر والبروكولي.
بقي التصميم الداخلي للمطعم على حاله إلى حد كبير منذ عام 1942، وفي عام 2012 صُنّف بوصفه جزءًا من التراث الثقافي لمدينة جنيف.
يطغى اللون الأسود على المساحات في تعارض بديع مع الأرضيات الداخلية ذات اللون الأبيض والسقف الخشبي القديم والمجالس التي تتدثّر بكسوة مخملية حمراء.
F.P. Journe Le Restaurant
حلوى السوفليه بالشوكولاته التي يتّخذ وجهها شكل ميناء الساعة.
وقد أدخلت بعض التعديلات الطفيفة على التصميم لتعكس ارتباط المطعم بعالم الساعات، لكنها جاءت بلمسات متزنة ومنضبطة.
فلمنح المطعم هوية متميزة مرتبطة بصناعة الساعات، زُيّنت الجدران برسومات فنية تصوّر آليات حركة الساعات، فيما سُميت الطاولات بأسماء صنّاع ساعات مشهورين مثل كريستيان هوينغز وجوست بورجي بدلاً من أن تحمل أرقامًا تقليدية.
وفي وسط المطعم، تتصدر المشهد ساعة فلكية من القرن السابع عشر، تحمل توقيع صانعها جيوفاني بروجيل فينيسيا. جدير بالذكر أيضًا أن الدار ابتكرت لطاقم العمل في المطعم ساعة خاصة حملت اسم F.P. Journe Elégante “Le Restaurant”، وتزيّن ميناؤها الكلاسيكي الأحمر بعبارة Le Restaurant (المطعم) بدلاً من شعار الدار Invenit et Fecit.
F.P. Journe Le Restaurant
طبق مبتكر قوامه الروبيان المغلّف بعصائب الكنافة.
بالعودة إلى عالم الطهي، فإن قوائم الطعام جاءت أيضًا مستوحاة من عالم الساعات، فيما الأطباق التي تحمل لمسة غوتييه المبتكرة تحتفي بالمطبخ المتوسطي مع لمسات دقيقة من التوابل والحمضيات، مستوحاة من رحلات الطاهي في تايلاند.
وتشمل القائمة أطباقًا مميزة مثل الروبيان المشوي مع عجينة الكنافة، ورافيولي الشانتيريل مع الفطر البري والفستق، وسمك موسى مع الخرشوف والكمأ.
أما المكوّنات، فيجرى اختيارها بعناية فائقة من مورّدين موثوقين بنى غوتييه علاقات وطيدة معهم على مدار عقود.