وجهة مفضلة في أبو ظبي

منذ أن افتُتح مطعم بوتشر آند ستيل Butcher & Still سنة 2016 في فندق فورسيزونز أبو ظبي في جزيرة الماريه، تحوّل إلى وجهة مفضلة عند أهل المدينة وزوّارها من الذين يثمنون مقاربته للمطبخ الأمريكي، ولا سيّما أطباق اللحوم المشوية.

بل إن المطعم توّج أيضًا تمايزه في عالم المطاعم في المنطقة بحلوله في المرتبة الثامنة والأربعين على قائمة أفضل 50 مطعمًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحسب ترشيحات الأكاديمية التي تحمل اسم هذه الجائزة والتي يقوم عليها 250 خبيرًا في عالم المطاعم، يتفاوتون بين كتّاب ونقاد في مجال الطعام، وطهاة أصحاب مطاعم وذوّاقة، ويحتفلون من خلال اجتماعهم تحت مظلة الأكاديمية بفن الطهي، وتقنياته المتطورة، وعناصره التراثية.

صنعة متمايزة في Butcher & Still

في بوتشر آند ستيل، يحضر مزيج الفن والتقنيات والتراث في أطباق شواء تستلهم شرائح اللحوم المشوية التي كانت تُقدم بولاية شيكاغو الأمريكية في عشرينيات القرن الفائت، والتي تُعد من لحوم تُنتقى بعناية من الولايات المتحدة الأمريكية، لتعكس الالتزام بأعلى مستويات الجودة والأصالة بموازاة الولاء للمطبخ الأمريكي وتقاليده ومذاقاته. أما سر هذه الصنعة المتمايزة التي يشتهر بها بوتشر آند ستيل، فيكمن في أسلوب الطهي المتفرّد وفي المكوّنات التي تُعد في مطبخه، مثل الزبدة، والصلصات التي تضفي ثراء على الأطباق.  

يشرف على جودة هذا المسار كبير الطهاة مارشال آلن روث، القادم من بنما، والذي يحمل في جعبته خبرة 20 عامًا، فضلاً عن شهادة في فنون الطهي من معهد الطهي الأمريكي. تقوم فلسفة روث على مقاربة للطعام من حيث كونه يجسّد اللغة الفنية التعبيرية الأكثر ثراء، وهو يرى في تجربة تناول الطعام مغامرة يستثير كل عنصر فيها الحواس كافة وتُشبعها، بدءاً من المكان المحيط بك، إلى الشكل الجمالي للأطباق المقدمة، والقوام المثالي لكل مكوّن يدخل في إعداد الأطباق، فضلاً عن الألوان والروائح.

لكن الطاهي المتمرّس يؤكد أن شهرة بوتشر آند ستيل في أبو ظبي لا تقتصر على تقديم منتج متقن الصنع فحسب، بل تُعزى أيضًا إلى التزام هذه الوجهة بالمفهوم الذي ترتكز إليه.

وفي هذا يقول روث: "يمتلك ضيوفنا ذائقة رفيعة، وهم يثمنون قائمة طعامنا التي تجسّد بدقة أسلوب الطهي الذي كان سائدًا في عشرينيات القرن الفائت". يعزو روث أيضًا تمايز التجربة الموعودة في المطعم إلى ما يبديه فريق الخدمة من احتراف، وشغف، و"حس فكاهة" في غالب الأحيان، على ما يقول مضيفًا: "إن أسلوب الضيافة الودود والبعيد عن التكلف قد أسهم في كسبنا قاعدة واسعة من الضيوف الأوفياء الذين يواظبون على زيارتنا والذين تحوّلوا بمرور الوقت إلى أصدقاء لبوتشر آند ستيل".

خيارات وفيرة يتيحها Butcher & Still

بموازاة تجارب العشاء الفاخرة التي يتيحها بوتشر آند ستيل، والتي لا تكتمل دون اختبار طبق توماهوك Signature Tomahawk Chop المعد من أضلاع اللحم البقري المشوية والمعتقة 21 يومًا، يطلق المطعم هذا الصيف قائمة طعام لغداء يوم الجمعة ربما كانت محل ترقّب رواد المطعم وزائريه الجدد ممن يتوقون إلى الاستمتاع بمذاقات أمريكية أصيلة.

ستشمل القائمة مجموعة من الأطايب الشهيرة في المطبخ الأمريكي، مثل حساء الذرة الكلاسيكي وسلطة الدجاج المدخّن، والأطباق المخصصة ليتشاركها أفراد العائلة الواحدة، بما في ذلك طبق American Bounty Platter المكوّن من قطع الذرة الهشة مع صلصة الريمولايد، وأجنحة الدجاج التي تتعزز نكهتها عند إغراقها بصلصة الرانش أو البلو تشيز، وفطائر الجبن، فضلاً عن الأصناف الوفيرة من الأجبان وطبق نقانق اللحوم Sausage Platter.

أما محبو المأكولات البحرية، فيخصهم المطعم بطبق Baby Seafood Tower، النسخة المصغّرة من طبق ثمار البحر المقدّم عادة خلال تجارب العشاء في بوتشر آند ستيل، والذي يزخر بأصناف الروبيان المسلوق وبلح البحر الأخضر والمحار الطازج والأخطبوط الصغير والسلمون.

أما إذا كنتم تؤثرون خيارات أكثر بساطة وأقل تعقيداً، ولكن لا تنفصل عن جوهر المطبخ الأمريكي، فإن الطاهي روث وفريقه قد حرصوا على إثراء قائمة الطعام بشطائر اللحوم المثالية لوجبة في منتصف اليوم. بغض النظر عن اختياركم، لا تفوّتوا في ختام التجربة اختبار المذاق الغني لحلوى الدرّاق Peach Melba المنكهة بصلصة توت العليق والتي تتوجها في الوسط مثلجات بطعم الفانيلا.

تجربة متكاملة  

لا يتبنّى مطعم بوتشر آند ستيل فلسفة الطهي الأمريكي في تقديم أطباق شرائح اللحم المشوية و المستلهمة من فترة العشرينيات فحسب، بل إنه يرتحل بالأبصار أيضًا إلى تلك الحقبة على صهوة مؤثرات تصميمية تستدرج الضيوف للانغماس في عالم الغرب الأمريكي القديم، بدءًا من الأسقف الخشبية البنّية المجوّفة في المنتصف، والمقاعد الجلدية الوثيرة ذات المتكأ المعدني التي كانت ملازمة لحقبة العشرينيات الأمريكية.

وفيما تُرجع بعض عناصر التصميم، مثل طلقات الرصاص الفارغة، أصداء زمن عصابات شيكاغو، تصطبغ الإنارة باللون الأصفر الذي كان يغشى الأماكن وقتئذ وتتخذ المصابيح شكل مراوح الحائط الخشبية المعهودة بحركتها البطيئة الرتيبة في أفلام الغرب الأمريكي. تكمل هذا الطابع التصميمي القديم أيضًا الأبواب الخشبية الثقيلة ذات الفتحات المربعة والزجاج الشفاف، وثريّا بتصميم معدني يذكر بالبنادق القديمة تتدلى من سقف الحجرة السرية The Hideaway التي توفّر قدرًا أكبر من العزلة والخصوصية لمن يريد أن يستغرق أكثر في أجواء الحقبة القديمة.