واحدة من أهم التوصيات للمشتركين في سباق الماراثون: "قاوم الرغبة في الانطلاق بسرعة". في الماراثون، يُنصح بالبدء ببطء، ثم الثبات على وتيرة معتدلة حتى منتصف الطريق، قبل زيادة السرعة تدريجيًّا.
ومع إشراقة عام جديد، يندفع كثيرون بعزيمة لإحداث تغييرات كبيرة: بدء الرياضة، أو الإقلاع عن التدخين، أو تعلم مهارة جديدة. ولكن الدراسات تشير إلى أن 80% من هؤلاء يتخلون عن قراراتهم بحلول فبراير، بينما ينجح 8% فقط.
مثال حيّ على ذلك، النوادي الرياضية التي تشهد في يناير ارتفاعًا كبيرًا في الاشتراكات، إلا أن معظم أرباحها تأتي من المشتركين الذين يدفعون دون انتظام. المدخنون أيضًا يعيشون حماسة مؤقتة، حيث تتراجع مبيعات التبغ في بداية العام، لكنها تعود سريعًا مع انطفاء الحماسة.
للنجاح في التغيير ثلاث خطوات أساسية. أولًا: تفحص الدوافع بصدق. مثلًا، من يرغب في تحسين لياقته قد يدرك أن هدفه ليس مجرد المظهر، بل التمتع بصحة وحيوية تعزز جودة حياته.
ثانيًا: إدراج التغيير تدريجيًّا ودون قسوة، كأن يبدأ ممارسة الرياضة بالمشي لمدة قصيرة يوميًّا وزيادتها تدريجيًّا.
ثالثًا: البحث عن الأسلوب الشخصي المناسب بدلًا من محاولة تقليد الآخرين. مثلًا، تخصيص وقت في أثناء التنقل أو الانتظار لقراءة كتاب، قد يُثمر قراءة 15 كتابًا سنويًّا، دون الحاجة إلى تخصيص ساعات إضافية.
التغيير الحقيقي ليس سباقًا سريعًا ولا قفزة نحو المجهول، بل هو مسار تدريجي يتكامل مع تفاصيل الحياة اليومية. لا يحتاج إلى ضجيج أو إعلان، بل إلى وعي مستمر وتركيز على الهدف. ففي النهاية، الإنجازات الكبرى لا تتحقق بالإفراط في الحماس، بل بصبر طويل وقرارات مدروسة.