بعد أن توسعت فئات بورشه 911 بشكلٍ كبير خلال الحقبة الماضية، قرر الصانع توفير فئة خاصة من أعظم سياراته الرياضية لتكون مخصصة للسير فوق مختلف الدروب.
اليوم تحتفل بورشه بآخر نسخة من هذه الفئة من خلال سيارة حصرية. ففي أعقاب إنتاج 2499 نسخة من 911 داكار، قررت بورشه الاحتفاء بالسيارة التي أتت بالأساس لتكرّم تاريخ الصانع الألماني في سباقات داكار، وتحديدًا نسخة العام 1984 عندما ثبُت أنّ تزويد طراز 911 بنظام تعليق يرفع مستوى السيارة عن الأرض (بالإضافة إلى بعض التعديلات الضرورية الأخرى) يضمن للسيارة مقارعة المركبات متعددة الاستخدامات والتفوق عليها في أصعب راليات العالم وأشدها تحديًا للمكونات الميكانيكية.
911 داكار.. بورشه تكرم آخر نسخة من هذه الفئة
جاء هذا التكريم على شكل نسخة حصرية وحيدة من طراز 911 داكار معززة بحزمة ثلاثية الألوان.
يتباهى القسم العلوي من السيارة التي نفذها قسم التعديل الخاص بالصانع الألماني Porsche Sonderwunsch باللون الأصفر مع خط باللون الأزرق على جانبي السيارة، فيما يزهو القسم السفلي باللون الكحلي. أما العجلات، فطُليت باللون الأصفر وأثرتها لمسات زرقاء على غرار ما هو عليه حال المصابيح الأمامية التي تميّزها حلقة رقيقة مطلية باللون الأزرق.
تحت تركيبة الألوان هذه، تعتمد 911 داكار على مكوّنات طراز 911، وهنا قد يتساءل البعض لماذا لم تعمد بورشه لتجهيز فئة خاصة من طرازي ماكان أو كايان بمواصفات عالية لتكون هي فئة داكار التي تكرم تاريخ الصانع في السباق الشهير.
والجواب هو أنّ هذا التوجّه كان ليعكس تكريمًا منقوصًا لأنّ السيارة التي قادها رينيه ميتج ودومينيك ليموين إلى الفوز في نسخة العام 1984 من داكار والتي تفوّقت على المركبات متعددة الاستخدامات كلها كانت تنتمي إلى الجيل 953 من طراز 911 المصمم أساسًا للقيادة الرياضية على الطرقات المعبدة وليس لسباقات تحدي الطبيعة وتضاريسها القاسية مثل سباق داكار.
جرى تطبيق الألوان الثلاثة التي تميز جسم هذه النسخة الحصرية التي نفذت بطلب من جامع سيارات إيطالي يدويًا، علمًا أنّ هذه الألوان امتدت إلى المقصورة الداخلية التي تغلب عليها كسوة جلدية. في الداخل، يبرز تناغم اللون الأصفر مع الكحلي والأزرق في كل من لوحة القيادة، والكونسول المركزي، ونقش "911 داكار" المطرز في مساند الرأس في المقاعد.
في ما يتعلق بالأداء، وعلى ما أشرنا سابقًا، جُهزّت سيارة 911 داكار بنظام تعليق أكثر ارتفاعًا بمقدار بوصتين مع إمكانية رفع التعليق إضافيًا عند الحاجة بمقدار 1.2 بوصة، ما يعني زيادة إجمالية بهامش الارتفاع عن الأرض بمقدار 3.2 بوصة مقارنةً بما هو عليه الحال في الفئة القياسية من بورشه 911 كاريرا.
ويمكن استخدام نظام الرفع عند سرعاتٍ تصل إلى 170 كيلومترًا/الساعة تقريبًا، وعند هذه النقطة تنخفض 911 داكار إلى الارتفاع القياسي، علمًا بأنّ سرعتها القصوى محدّدة عند 241 كيلومترًا في الساعة.
أتى تحديد سرعة بورشه القصوى إلكترونيًا كي تتلاءم مع قدرات إطارات بيريللي سكوربيون المناسبة لمختلف التضاريس، والتي صُمّمت خصيصًا لـطراز 911 داكار بمقاس يبلغ 245/45 و 19 بوصة في الأمام، و 295/40 و 20 بوصة في الخلف.
ورغم أن هذه الإطارات مناسبة لمختلف التضاريس، إلا أنها ما زالت مصنّفة ضمن الفئة Z من حيث القساوة والقدرة على السير فوق الأسطح المعبدة. أما للسائقين الراغبين في تعزيز الأداء، فإنّ الإطارات عالية الأداء لفصل الصيف أو الإطارات الشتوية المناسبة للثلوج تتوفر اختياريًا.
ميكانيكيًا، تستخدم 911 داكار محركًا بقوة 473 حصانًا، يتألف من ست أسطوانات سعة 3 لترات ويدعمه شاحن توربيني مزدوج، فضلاً عن علبة تروس من ثماني نسب، ما يمكن السيارة من الانطلاق من وضعية التوقف إلى سرعة 100 كيلومتر/الساعة في 3.2 ثانية. كما توفّر السيارة وضعين للقيادة: وضع المسارات الوعرة الذي يعمل تلقائيًا على زيادة هامش الارتفاع عن المسار، ووضع الرالي المخصص للمسارات ذات الأسطح غير المعبّدة لكن المستقيمة مثل المسارات الترابية أو الرملية عمومًا.
ويبقى السؤال: هل هذه هي نهاية سيارة 911 داكار حقيقةً؟ بالنسبة للجيل 992 الحالي، فالجواب هو نعم، ولكن بما أنّ بورشه لم تواجه أي مشكلة في بيع 2500 نسخة في زمن قياسي، فلن يكون من المفاجئ أن نرى فئة داكار تعود في المستقبل مع الجيل المقبل.