إذا كانت الفخامة المستتِرة أسلوبًا يُركز على الأناقة البسيطة وإذا كان هذا الأسلوب قد انطلق بدايةً في قطاع الأزياء الفاخرة، فإن التشابك والتداخل القائمين بين سائر قطاعات المنتجات الفاخرة أتاح عبور هذا الأسلوب بانسيابية إلى قطاع الساعات الفاخرة أيضًا. 

وإذ شرعت الدور البارزة في تبني هذا الأسلوب تدريجيًا، أضحت نهاية السنة مناسبة لاستعراض ما تفتّقت عنه قرائح المبدعين والحرفيين الذين لا يحيدون عن سبيل الابتكار المتحرر، بالرغم من أنه في حالة الأناقة المتحفّظة ابتكارٌ يتقيد بالرموز التصميمية الكلاسيكية والرسمية، ويُناغم بينها في منأى عن الإسراف المنفر.

5 ساعات يتدثر الوقت فيها بثوب الفخامة المتحفظة

نستعرض هنا خمسة إصدارات من عام 2024 تَحقّق فيها شرط الفخامة المتحفظة أو "الهادئة".

Chopard L.U.C 1860 Flying Tourbillon

تُعد مجموعة L.U.C نجمًا صامتًا في فئة الساعات الرسمية، إذ تزهو موانئ طرزها بتشطيبات رفيعة تُلائم رموزها الانسيابية التقليدية. 

ومن بين الساعات التي طرحتها شوبارد في عام 2024 ضمن هذه المجموعة، برزت واحدة بعينها بروزًا لافتًا، ما أدى إلى ترشيحها للمنافسة على جائزة جنيف للساعات في فئة ساعات التوربيون. 

صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر الخُلقي بقطر 36.5 ملليمتر، مع ميناء ذهبي يتباهى مركزه بزخارف غيوشيه متموّجة تتخذ نمطًا مضفّرًا، وحلقة مؤشرات تزهو بتشطيبات لامعة تُحاكي أشعة الشمس. 

في الطراز السابق، كان عداد الثواني الصغيرة يستقر عند مؤشر الساعة 6، لكنه يندمج في الساعة الجديدة داخل آلية التوربيون المحلق الذي يُكمل دورة واحدة كل دقيقة. 

ويكتمل الميناء بعناصر قد تبدو مألوفة عند هواة هذه المجموعة، مثل المؤشرات والعقارب الذهبية التي تتخذ هيئة حرف V. 

تجدر الإشارة إلى أن الساعة تحتضن آلية حركة ذاتية التعبئة، تُوفر احتياطيًا للطاقة يدوم 65 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا، ويمكن مطالعة مكوّناتها عند رفع غطاء الجزء الخلفي المزدان بزخارف تُصوّر النحل محلقًا حول خلية ومنتشرًا على نحو عشوائي فوق غطاء الساعة التي اقتصر إنتاجها على عشرة نماذج. 

صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر الخُلقي بقطر 36.5 ملليمتر، مع ميناء ذهبي يتباهى مركزه بزخارف تتخذ نمطًا مضفّرًا.

Chopard

صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر الخُلقي بقطر 36.5 ملليمتر، مع ميناء ذهبي يتباهى مركزه بزخارف تتخذ نمطًا مضفّرًا.

Parmigiani Fleurier Toric Petite Seconde

دشّنت دار برميجياني فلورييه انطلاقتها في قطاع الساعات الفاخرة عام 1996 بإطلاق ساعة Toric QP Retrograde التي تألقت بزخارف متفردة صارت مع الوقت من الثوابت الجمالية في مختلف الإصدارات اللاحقة. 

وقد انبعث هذا التنسيق الجمالي المشمول بالبساطة ثانية في عام 2024 مع ساعة Toric Petite Seconde، لكنه التزم هذه المرة نهجًا يُعيد إرساء معايير الفخامة الهادئة من دون تقديم أي تنازلات جمالية. يتجلّى هذا التوجّه في العلبة المشغولة من البلاتين بقطر 40.6 ملليمتر، والقرص المحزّز، والواجهة المنحنية عند الأطراف، وكذلك في التناغم القائم بين مختلف هذه العناصر والحزام الجلدي المتفرد بلون ذهبي رملي. 

في الميناء، تتجسد معالم الأناقة البسيطة بصورة أوضح، ويعود الفضل في ذلك إلى أنامل حرفيي الدار التي تَنطق بلغة الحرفيين الأوائل، ولا سيما أولئك الذين استحدثوا تقنية الزخرفة الحبيبية التي أَعتقها ميشال برميجياني من غياهب النسيان.

يتباهى هذا الميناء المشغول من الذهب الأبيض بلون رمادي مميز، وعقارب ومؤشرات مطلية بالروديوم، بالإضافة إلى عداد للثواني الصغيرة عند مؤشر الساعة 6. 

وتمتد الجماليات الفاخرة أيضًا إلى آلية الحركة ذاتية التعبئة (التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 60 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا)، لا سيما إلى الجسور المزدانة بزخارف من نمط "كوت دو فلورييه". 

في الساعة المشغولة في علبة من البلاتين يميزّها قرص محزز، يعكس الميناء ذو الزخرفة الحبيبية أوضح صورة لمعاني البساطة في الأناقة.

Parmigiani Fleurier

في الساعة المشغولة في علبة من البلاتين يميزّها قرص محزز، يعكس الميناء ذو الزخرفة الحبيبية أوضح صورة لمعاني البساطة في الأناقة.

Cartier Tortue Time Only

يُشير تقرير حديث من منصة "فاشن فايل" إلى أن عمليات البحث عن ساعات كارتييه قد تضاعفت بين عام 2023 وعام 2024. وبالرغم من أن الأرقام التي ساقتها المنصة تخصّ سوق الساعات المستعملة، إلا أن المعطيات كلها تقول إن مكانة الدار بين هواة الجمع راسخةٌ لم تتبدل. 

وقد يكون خير دليل على ذلك الإقبال الكبير الذي حظيت به الإصدارات المنضوية تحت مظلة مجموعة Tortue في عام 2024. 

تعود الجذور الأولى لهذه الساعة إلى عام 1912، حين تجرّأت كارتييه، دون سواها من المنافسين، على المواءمة بين الخطوط المنحنية والمشدودة في بوتقة واحدة. 

في ساعة Tortue Time Only، ترافقت الرموز الأصيلة المستعادة مع تبنّي كارتييه نهجًا تصميميًا مداره الفخامة الهادئة البعيدة عن التكلف، وخصوصًا في العلبة المنحنية المشغولة من البلاتين. 

تقترن هذه العلبة النحيفة بوصلات ممتدة وتاج مرصع بياقوتة حمراء بقطع كابوشون، فضلاً عن ميناء فضي من الأوبالين يتمايز بحلقة دقائق تتبع انحناءات العلبة وعقارب فولاذية تتخذ هيئة تفاحة. 

تُكرّس هذه الساعة، التي طرحتها الدار في 200 نموذج فقط، التقنية لصالح الجماليات الأنيقة المتحفّظة، مع أنها تنتمي إلى فئة ساعات عرض الوقت فحسب، إذ تحتضن آلية حركة ذاتية التعبئة أعادت كارتييه تعديل أبعادها بما يلائم هيئة الساعة الشبيهة بالسلحفاة.  

تتباهى علبة الساعة المشغولة من البلاتين بوصلات ممتدة وتاج مرصع بياقوتة، وتكتمل بميناء فضي من الأوبالين.

Cartier

تتباهى علبة الساعة المشغولة من البلاتين بوصلات ممتدة وتاج مرصع بياقوتة، وتكتمل بميناء فضي من الأوبالين.

Vacheron Constantin Patrimony Limited Edition

في عام 2004، أطلقت فاشرون كونستانتين مجموعة Patrimony، مستلهمة طرازًا كانت قد طرحته في خمسينيات القرن العشرين وجسّدت فيه رؤيتها الإبداعية القائمة على توظيف التقنيات الحرفية لترقية الرموز الكلاسيكية البسيطة. 

للاحتفال بمرور عقدين على ذلك التاريخ، طرحت الدار أخيرًا ساعة حصرية في 100 نموذج، بالتعاون مع المصمم الفرنسي الشهير أورا إيتو. تقوم فلسفة إيتو على البساطة المتشابكة مع التعقيد، وهي فلسفة تتقاطع مع الثوابت الجمالية التي أرستها فاشرون كونستانتين في هذه المجموعة والتي يمكن معاينتها فورًا في هذا الطراز المبتكر. 

صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر بقطر 40 ملليمترًا، تقترن بميناء ذهبي تتخلله زخارف دائرية وحيدة المركز تُحاكي، حسب إيتو، تأثير خرزات بيلي المرافق لظاهرة كسوف الشمس. 

يتعزز انعكاس الضوء على الميناء بفضل حصر عناصره بالذهب الأصفر، بداية من العقارب والمؤشرات التي تتخذ هيئة عصا، مرورًا بحلقة الدقائق التي تتواتر عليها 48 حبّة لؤلؤ، ونهاية بإطار نافذة عرض التاريخ عند مؤشر الساعة 6. 

مع اجتماع هذه الرموز الجمالية كلها، تتحقق شروط الفخامة الهادئة، ولكن ذلك لا يحول دون تمايز الساعة بآلية حركة ذاتية التعبئة يتجسّد فيها جوهر صناعة الساعات الفاخرة، وتوفر احتياطيًا للطاقة يدوم 40 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.

صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر يميّزها ميناء تتخلله زخارف وحيدة المركز تُحاكي تأثير خرزات بيلي المرافق لظاهرة كسوف الشمس.

Vacheron Constantin

صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر يميّزها ميناء تتخلله زخارف وحيدة المركز تُحاكي تأثير خرزات بيلي المرافق لظاهرة كسوف الشمس.

Laurent Ferrier Classic Moon Silver

عقب تأسيس علامة لوران فيرييه، فاز إصدارها الأول بجائزة جنيف الكبرى للساعات عام 2010، وبذلك أعلنت أنها ستكون رقمًا صعبًا في القطاع. توالت الأعوام كما توالت الإصدارات، ولكن المنظور التصميمي المتجذر في تقاليد صناعة الساعات السويسرية لم يتغير. 

وقد تجلى هذا المنظور أخيرًا في ساعة Classic Moon Silver التي تحمل في طياتها رموزًا تضعها في خانة القطع الجديرة بهواة الفخامة الهادئة. تأتي هذه الساعة في علبة من الذهب الأحمر بقطر 40 ملليمترًا، تقترن بقرص مُنحن، وتاج بصليّ، وزرّ ضاغط عند مؤشر الساعة 10 لضبط اليوم، وزر آخر بين مؤشر الساعة 8 ومؤشر الساعة 9 لضبط وظيفة أطوار القمر. 

تستوطن الساعة علبة من الذهب الأحمر تقترن بقرص مُنحن، وتاج بصليّ، وميناء فضي مشغول من الأوبالين، يزدان بزخارف عمودية.

Laurent Ferrier

تستوطن الساعة علبة من الذهب الأحمر تقترن بقرص مُنحن، وتاج بصليّ، وميناء فضي مشغول من الأوبالين، يزدان بزخارف عمودية. 

عبر الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، يظهر ميناء فضي مشغول من الأوبالين، يزدان بزخارف عمودية، ويحتضن حلقةً بأرقام عتيقة الطراز تشير إلى تاريخ الشهر، وحلقة ثانية تشتمل على أرقام رومانية للساعات. 

إلى هذه العناصر المنسجمة على الميناء، أضافت الدار نافذتين للأيام والشهور عند مؤشر الساعة 12 وعدادًا للدقائق الصغيرة يحيط بنافذة عرض أطوار القمر عند مؤشر الساعة 6. 

مع أن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها هذا التعقيد على ساعات لوران فيرييه، إلا أن الدار نجحت في تطوير آلية حركة تستطيع تأمين متطلباته وفي الوقت نفسه توفير احتياطي للطاقة يدوم 80 ساعة.