كشف بحث جديد عن البورتريه الوحيد المعروف لليدي جين غراي، الملكة التي اعتلت عرش إنجلترا في عام 1553 وهي لا تزال في السادسة عشرة من عمرها، ولم يدم حكمها سوى تسعة أيام فقط، ما أكسبها لقب ملكة التسعة أيام.
كانت ليدي جين غراي مجرد أداة في صراعات السلطة التي اجتاحت بلاط تيودور، ثم أُعدمت لاحقًا بتهمة الخيانة. فبعد وفاة إدوارد السادس عام 1553، دفع السياسيون الفتاة الشابة إلى العرش في محاولة لمنع قريبتها، ماري تيودور، من أن تصبح ملكة.

قصة اللوحة القديمة التي يُعتقد أنها لليدي جين غراي

أخضع فريق من المؤرخين وخبراء الترميم، بقيادة هيئة التراث الإنجليزي الخيرية English Heritage، لوحة فنية قديمة لسلسلة من الفحوصات التقنية المتطورة. كانت هذه اللوحة، التي جرى التغاضي عنها لعقد من الزمن، محفوظة لفترة طويلة ضمن مجموعة خاصة. ولأول مرة، يُعاد تقييمها باستخدام أحدث الأساليب العلمية، لتكشف التحليلات أن اللوحة تعرضت للتشويه المتعمد بعد وفاة غراي، إذ خُدشت عيناها وفمها وأذناها.

هذه اللوحة الغامضة، المُعارة لهيئة التراث الإنجليزي الخيرية المعنية بالحفاظ على التراث من مجموعة خاصة، تظهر شابة ترتدي لباسًا متمثلًا في غطاء رأس أبيض وشال. وبحسب هيئة التراث الإنجليزي، اقتنى اللوحة أنطوني غراي، وإيرل كنت الحادي عشر، في عام 1701، بوصفها لوحة لليدي جين غراي. 

تعاونت جمعية التراث الإنجليزي مع معهد كورتولد للفنون في لندن وخبير تحليل حلقات الأشجار إيان تايرز لإجراء تحليل تقني للعمل الفني، وفقًا لما ذكرته راشيل تورنبول، كبيرة المرممين بالمؤسسة.

لغز البورتريه الغامض الوحيد لملكة الأيام التسعة بإنجلترا ليدي جين غراي

English Heritage

ستعود هذه اللوحة النادرة إلى وِرِست بارك، وهو قصر تاريخي من القرن الثامن عشر يقع شمال لندن، حيث كانت محفوظة حتى بيع العقار عام 1917. وبحسب تورنبول: "بينما لا يمكننا الجزم بشكل قاطع بأن هذه اللوحة تعود لليدي جين غراي، إلا أن الأدلة التي توصلنا إليها تقدم حجة قوية للغاية! وبغض النظر عن هويتها، فإن نتائج بحثنا كانت مذهلة".

وفي محاولة لحسم الجدل، تعاونت جمعية التراث الإنجليزي مع معهد كورتولد للفنون في لندن وخبير تحليل حلقات الأشجار إيان تايرز لإجراء تحليل تقني للعمل الفني، وفقًا لما ذكرته راشيل تورنبول، كبيرة المرممين بالمؤسسة، في بيان نُشر الجمعة.

وأظهر تحليل حلقات الأشجار، وهو نهج علمي لتأريخ حلقات النمو في الخشب، أن اللوحة رُسمت على لوح خشبي ربما استُخدم لهذا العمل الفني بين عامي 1539 وحوالي 1571، وفقًا للبيان. 

وتحمل اللوحة، المصنوعة من لوحين من خشب البلوط البلطيقي من شجرتين مختلفتين، علامة تشبه تلك الموجودة على صورة للملك إدوارد السادس، سلف جين على العرش.

وأظهرت عمليات المسح باستخدام تقنية التصوير الانعكاسي بالأشعة تحت الحمراء تغييرات كبيرة أُجريت على زي المرأة ووجهها بعد اكتمال الصورة الأصلية، وفقًا لما ذكرته هيئة التراث الإنجليزي.

ارتبطت صورة جين غراي بلوحة رسمها الفنان الفرنسي بول ديلاروش عام 1833، وهي محفوظة في المعرض الوطني في لندن. هذه اللوحة، رغم أنها رُسمت بعد وفاة غراي بقرون، لا تزال تحظى بجاذبية خالدة. ومع ذلك، لم يكن هناك حتى الآن أي بورتريه موثوق لجين غراي يعود إلى فترة حياتها. 

صرّحت رايتشل تورنبول: "من الأدلة الجديدة التي تشير إلى أن زي الجالسة في اللوحة كان ربما أكثر فخامة في الأصل، تأريخ اللوح الخشبي الذي يتوافق مع فترة حياتها، وصولاً إلى الخدوش المتعمدة على ملامحها. من الممكن أننا أمام بورتريه ملكي سابق لليدي جين غراي، عُدل لاحقاً ليعكس صورة أكثر هدوءاً لها بعد وفاتها".

عُرضت هذه اللوحة المكتشفة حديثاً ضمن سبع لوحات في قصر ريست بارك في مقاطعة بيدفوردشير بإنجلترا. وشملت المجموعة أيضاً بورتريه جيميما ماركيزة غراي، التي كانت مالكة هذا القصر التاريخي في القرن الثامن عشر. وعادت هذه اللوحة إلى المكتبة حيث كانت معلقة قبل بيع العقار عام 1917.