تعرض كبار جامعي التحف الفنية في قائمة ARTnews Top 200 ومن بينهم جيف بيزوس وبرنارد أرنو وأليس والتون، لخسائر بمليارات الدولارات، وذلك بعد موجة بيع في سوق الأسهم نتيجة مخاوف المستثمرين بشأن التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب وإمكانية حدوث ركود اقتصادي عالمي. 

بحلول نهاية يوم التداول، انخفضت المؤشرات الرئيسة في وول ستريت بأكثر من 2% خلال الأسبوع، فيما سجل S&P 500 تراجعًا بنسبة 3.1%، وهو أكبر انخفاض له منذ سبتمبر، وفقًا لـ NPR. أما في 10 مارس، فقد أفادت وول ستريت جورنال بأن مؤشر ناسداك شهد تراجعًا بنسبة 4%.

خسائر بمليارات الدولارات تطال نخبة جامعي الفن

بحلول نهاية يوم الاثنين 11 مارس، تكبد 24 من بين 30 جامع أعمال فنية من قائمة ARTnews Top 200، والذين يظهرون أيضًا على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، خسائر كبيرة، وفقًا لتحليل بيانات أجرته ARTnews. ومن بين هؤلاء، شهد 11 مليارديرًا تراجعًا في صافي ثرواتهم بنسبة 3% أو أكثر خلال يومي الانخفاض في سوق الأسهم.

أكبر الخسائر كانت من نصيب أليس والتون، مؤسسة متحف كريستال بريدجز للفن الأمريكي ورئيسة مؤسسة Art Bridges ووريثة ثروة وول مارت، إذ خسرت أكثر من 6.5 مليار دولار خلال يومين فقط، متسببة في انخفاض ثروتها الصافية بنسبة 7% إلى 107 مليارات دولار.

بالإضافة إلي والتون، شهد عدد من كبار رجال الأعمال خسائر هائلة، إذ خسر جيف بيزوس مؤسس أمازون، 5.83 مليار دولار، كما خسر برنارد أرنو مالك مجموعة إل في إم إتش 5.3 مليار دولار. وخسر تاداشي ياناي، الرئيس التنفيذي لشركة Uniqlo 1.7 مليار دولار، فيما خسر هاسو بلاتنر، المؤسس المشارك لـشركة SAP 1.5 مليار دولار.

تسببت التراجعات في سوق الأسهم أيضاً في خسائر تجاوزت 500 مليون دولار لكل من، ألان ويرثايمر، رئيس مجلس إدارة شانيل، ورئيس مجلس إدارة HCL Enterprise، شيف نادار، والمؤسس المشارك لشركة KKR هنري كرافيس، والرئيس التنفيذي السابق لشركة KKR جورج روبرتس.

وكان من بين المليارديرات الثمانية الذين تجاوزت خسائرهم منذ بداية العام مليار دولار عندما أغلقت الأسواق في العاشر من مارس، جيف بيزوس بخسارة قدرها 22.5 مليار دولار، وشيف نادار الذي خسر 7.5 مليار دولار، ورئيس مجلس إدارة ريلاينس إندستريز موكيش أمباني الذي خسر 3.86 مليار دولار، وتاداشي ياناي بخسارة قدرها 3.75 مليار دولار، فضلاً عن جورج روبرتس الذي خسر 3.3 مليار دولار، وهنري كرافيس الذي بلغت خسارته 3 مليارات دولار، وأليس والتون التي شهدت خسارة قدرها مليارا دولار، والرئيس التنفيذي السابق لشركة أبولو غلوبال مانجمنت ليون بلاك الذي خسر 1.54 مليار دولار.

على الرغم من أن  ثروات المليارديرات الثلاثين كلهم في قائمة Top 200 لعام 2024 لا تزال تتجاوز 7 مليارات دولار، إلا أن خسائر سوق الأسهم تزيد من الضغوط على سوق الفن العالمي.

التوترات الاقتصادية تزيد من الضغط على سوق الفن العالمي

إلى جانب الضغوط المالية المتزايدة، يواجه السوق الفني تحديات إضافية، بما في ذلك حرائق لوس أنجليس، والصراعات الجيوسياسية المستمرة، والتعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الواردات القادمة من الصين، وهونغ كونغ، وكندا، والمكسيك.

ورغم أن الأعمال الفنية والصور الفوتوغرافية القادمة من هذه الدول لا تزال معفاة من الرسوم الجمركية الجديدة (حتى 11 مارس)، فإن هذا الإعفاء يخضع لتفسير مسؤولي الجمارك الأمريكية، ما يترك السوق في حالة من عدم اليقين.

ردود فعل عالمية وتصعيد تجاري مع كندا

في خطوة تصعيدية، ردت كندا بفرض تعرفة مضادة بنسبة 25% على الصور الفوتوغرافية والمطبوعات واللوحات والرسومات اليدوية بالكامل، باستثناء الأعمال ذات الأغراض المعمارية أو الصناعية أو الهندسية أو الطبوغرافية.

في نيويورك، تواجه المؤسسات الفنية، ودور المزادات، والمعارض التجارية ارتفاعًا في أسعار الطاقة، بعد أن فرضت أونتاريو رسومًا إضافية بنسبة 25% على صادرات الكهرباء إلى الولايات المتحدة.

ارتفاع تكاليف التشغيل في القطاع الفني

لم تتوقف تداعيات الرسوم الجمركية عند سوق الفنون، إذ لا يزال المهنيون في القطاع يحاولون التكيف مع التكاليف المتزايدة على واردات الأخشاب، والنفط الخام، وقطع غيار المركبات، والإلكترونيات، واللوازم المكتبية، والمنتجات الزراعية، ولوازم الضيافة، بالإضافة إلى البضائع المتعلقة بالفن، مثل الحقائب القماشية، والألعاب، والقمصان، والمغناطيس التذكاري.