شهدت مزادات دار كريستيز المسائية في لندن أداءً قويًا، ما يؤكد انتعاش سوق الفن. فقد حقق المزاد المسائي للقرنين العشرين والحادي والعشرين مبيعات بلغت 103.8 مليون دولار، فيما تجاوز مزادها السنوي فن السريالية التوقعات، محققاً 61 مليون دولار ، ليصل إجمالي المبيعات إلى 167.8 مليون دولار.

وقد صرّحت تيسا لورد، رئيسة قسم فنون ما بعد الحرب والفن المعاصر في دار كريستيز بلندن، لمجلة آرت نيوز، قائلة:

"إحدى السمات المميزة للمزادات في منتصف الموسم هي أن هواة الجمع دائمًا ما يستجيبون بشكل جيد للأعمال الجديدة في السوق، إذا كانت مُسعَّرة بشكل مناسب وعالية الجودة".

وكانت النتائج خير دليل على ذلك، إذ إن 61% من القطع المعروضة في المزاد لم تُطرح للبيع بالمزاد العلني من قبل، وقد بلغت نسبة المبيعات 94٪ من حيث عدد القطع المبيعة، و96٪ من حيث القيمة. كما سُحبت أربع قطع قبل المزاد، فيما لم تجد ثلاث قطع مشترين.

حقق العديد من الأعمال الفنية المعروضة نتائج فاقت التوقعات. فقد سجلت لوحة School IV: Barracuda under Skipjack Tuna لعام 1978 للرسام البريطاني مايكل أندروز رقمًا قياسيًا جديدًا له، إذ بيعت بأكثر من 7.6 مليون دولار، متجاوزة التقدير الأعلى البالغ 6.7 ملايين دولار.

انتعاش سوق الفن.. مزادات كريستيز المسائية في لندن تحقق 167.8 مليون دولار

Christie’s

أما لوحة Schwarze Begleitung من عام 1923 المرسومة بالألوان المائية والتي تحمل توقيع الرسام الروسي فاسيلي كاندينسكي، فقد تجاوزت تقديرها بأكثر من الضعف، إذ بيعت مقابل 2.8 مليون دولار.

وصفت تيسا لورد أجواء المزاد قائلة: "كان هناك طاقة حقيقية، وكان الجو ديناميكيًا وعفويًا، مع عمق واضح في المزايدات". وأضافت: "كانت المنافسة شرسة، والجميع كانوا متحمسين".

كان للأعمال البريطانية حضور قوي، إذ حقق الفنانون البريطانيون نتائج جيدة في المزاد. بيعت لوحة Mark the Collector للوسيان فرويد مقابل مليوني دولار، وبيعت لوحة Between Kilham and Langtoft لديفيد هوكني مقابل 6.6 مليون،  وحققت لوحة Primrose Hill – Early Summer للفنان فرانك أورباخ 3.12 مليون دولار. كما بيعت لوحة Daphne للفنانة بريدجيت رايلي مقابل  1.69 مليون دولار.

انتعاش سوق الفن.. مزادات كريستيز المسائية في لندن تحقق 167.8 مليون دولار

Christie’s

ومن القطع الأخرى الجديرة بالذكر، لوحة Portrait du Docteur Boucard من عام 1928 للفنانة تامارا دي ليمبيكا، وقد بيعت مقابل 8.4 مليون دولار. فيما حقق رسم لإيغون شيلي بعنوان Boy in a Sailor Suit 4.2 مليون دولار.

كما شهد مزاد السريالية، الذي يحتفل بعامه الخامس والعشرين، العديد من النتائج القوية التي حققتها 25 قطعة معروضة. فقد خطفت لوحة La reconnaissance infine لرينيه ماغريت الأنظار، إذ بيعت بأكثر من 12.7 مليون دولار. كما حققت ثلاث لوحات نادرة لبول ديلفو إجمالي 15.7 مليون دولار. وقد بلغت نسبة المبيعات في هذا المزاد 96٪ من حيث عدد القطع المبيعة، و98٪ من حيث القيمة.

وصرح أوليفييه كامو، نائب رئيس قسم الفن الانطباعي والحديث في دار المزادات لآرت نيوز بأنه يعتقد أن هذا المزاد كان أنجح مزاد سريالي على الإطلاق في تاريخ الدار، قائلًا: "العوامل كلها اجتمعت لصالحنا".

وأضاف كامو: "السريالية هي أهم حركة فنية في القرن العشرين. إنها تدور حول فتح الباب أمام العقل الباطن واستخدام تقنيات تختلف تمامًا عن الأساليب الفنية الأخرى". وأكد كامو أن "الأعمال السريالية لا تزال إلى حد ما تُقدر بأسعار أدنى من قيمتها الحقيقية".