أدرك إدوارد ما ستكون عليه مهنته وأين سيمضي بمسيرته المهنية منذ الصغر. بدأت الحكاية من فكرة متبصّرة انبثقت من تجربة بنّاءة واحدة. يقول ويلبورن، الذي يبلغ اليوم من العمر سبعين عامًا: "حدث ذلك في معرض فيلادلفيا للسيارات، وكنت آنذاك في الثامنة من عمري. رأيت سيارة سايكلون من كاديلاك، فقلت لوالديّ: عندما أكبر، أريد أن أشغل منصب مصمم للسيارات في هذه الشركة". عندما بلغ ويلبورن الحادية عشرة من العمر، كتب رسالة إلى جنرال موتورز، الشركة الأم التي تنضوي كاديلاك تحت مظلتها، موضحًا هدفه. كان اللافت أن الشركة ردت على رسالته، محددة الخطوات المهمة التي يجدر به اتباعها.
قادته تلك الرحلة إلى نيل منصب أول مصمم للسيارات في جنرال موتورز من ذوي البشرة السوداء، قبل أن يرتقي لاحقًا إلى منصب نائب رئيس الوحدة العالمية للتصاميم في الشركة. كان ويلبورن، خلال السنوات الأربع والأربعين التي أمضاها في هذا المنصب، رأس حربة في مسيرة تطوير طُرز مرموقة عدة، بما في ذلك المركبة الاختبارية المبتكرة Oldsmobile Aerotech، التي قادها السائق في السباقات إيه. ج. فويت إلى تحقيق سرعة قياسية آنذاك بلغ قدرها 257 ميلاً/الساعة. وكان لويلبورن بالطبع دور في تطوير مركبات كورفيت.
Illustration by Paola Wiciak
لتصميم الجيل السابع من السيارة الرياضية الأمريكية الشهيرة، جمع ويلبرون مدخلات ومخططات أولية من "الاستوديوهات الأحد عشر كلها الموزعة عبر أنحاء العالم، والتي يعمل فيها أكثر من 200 مصمم"، على ما يقول مضيفًا: "ضخت هذه الخطوة حيوية في الشركة، لا سيّما وأنها تزامنت مع حقبة الإفلاس في قطاع السيارات". وبالحديث عن النسخة الأخيرة من سيارة كورفيت المجهّزة بمحرك في الوسط والتي كثرت حولها الشائعات، يقول: "في آخر يوم عمل لي في جنرال موتورز، كنت أعطي الموافقة على تصميم طراز C8. لم أفكر حقيقة في أن هذا الطراز سيجسّد السيارة التي أتوّج بها نهاية مسيرتي في الشركة. لكنها حكاية ما كنت لأنجح في كتابتها على نحو أفضل".
أما الفصل الثاني في حكاية ويلبورن، فسيشهد تحولاً سينمائي الطابع. فالرجل الذي أسس مجموعته الإعلامية الخاصة يخطط اليوم لتسليط الضوء على سائق السباقات تشارلي ويغينز وعلى بطولة تكاد تكون منسية أسسها سائقو سباقات من ذوي البشرة السوداء في عشرينيات القرن الفائت. يقول ويلبورن: "شكلنا فريقًا من منتجين وكتّاب متمرّسين. أنجزنا السيناريو، ونستعد للانطلاق إلى تصوير السباقات."