تتواصل فعاليات المعرض الشخصي الذي يستكشف إسهامات جان ميشيل باسكيا في تاريخ الفن، حتى 31 يوليو المقبل. وقد اختارت عائلة باسكيا، الذي توفي في 12 أغسطس 1988 عن عمر يناهز 27 عامًا، إقامة العرض في صالة Grand LA التي تولى فرانك جيري تصميمها، نظرًا لقربها من مجتمع الفنون في وسط المدينة، مثل متحف الفن المعاصر، وتكريمًا لرغبات محبي باسكيا على الساحل الغربي، المتلهفين لفرصة ثانية لرؤية مكونات المعرض الذي افتتح لأول مرة في أبريل 2022 في مبنى NYC Landmark Starrett-Lehigh.
قالت ليزان باسكيا، شقيقة الفنان والقائمة على تنظيم المعرض: "ما أردناه حقًا هو أن نطلع الناس على قصة ومسار حياة جان ميشيل ومسيرته المهنية. بالنسبة لنا، انصب التفكير على الفصول المختلفة من حياته ومن ثم العثور على الأعمال الفنية التي شعرنا أنها ستكون تمثيلًا جيدًا لتلك الأوقات".
Jean-Michel Basquiat
أكثر من 200 قطعة فنية
يضم المعرض أكثر من 200 لوحة ورسومات وعروض وسائط متعددة لم يسبق لها مثيل، وكثير منها لم يعرض من قبل، وكلها تحكي قصة جان ميشيل من منظور حميم، تتشابك فيه المساعي الفنية بحياته الشخصية، وتأثيراته، والأزمنة التي عاش فيها.
وفي هذا تقول هيريفو، شقيقة الفنان والقائمة على المعرض أيضًا: "أود أن أقول إن معظم مجموعتنا لم تُشاهد من قبل. نقوم، في بعض الأحيان، بإعارة متاحف مختلفة، لكنني أود أن أقول إنها ربما كانت عشرات المتاحف. ولهذا السبب شعرنا أنه من المهم مشاركة ما لدينا".
وعلى أي حال، فإن المعرض شخصي للغاية، فهو يجمع بين فن باسكيا والأغراض الشخصية، بالإضافة إلى إعادة إنشاء المشاهد من العصور التي عاش فيها.
وعلى ما هو عليه حال معرض نيويورك، يضم معرض لوس أنجليس عددًا من الغرف في The Grand LA، بالإضافة إلى أكثر من 200 قطعة فنية.
Jean-Michel Basquiat
وتتضمن المعروضات بعض القطع الفريدة مثل دراجة باسكيا الحقيقية ("هذا يدل على افتقاره إلى القدرة على الحصول على سيارة أجرة" كما تقول هيريفو) ولوحتين كبيرتين (يبلغ عرض إحداهما 41 قدمًا) صنعهما لإعادة افتتاح مدينة نيويورك ملهى ليلي في عام 1985، عُثر عليهما في غرفة مايكل تود لكبار الشخصيات.
بالرغم من أن العرض عبارة عن جدول زمني لحياة باسكيا ومسيرته المهنية، إلا أن المعروضات فيه مرتبة حسب الموضوعات وليس وفقًا لتاريخ رسم الفنان إياها. وعلى ذلك تتطرق كل مساحة من مساحات المعرض الأربع إلى زاوية مختلفة من هوية الفنان كشخصية عامة، ولكن الأهم من ذلك، إلى كثير من الجوانب الشخصية في حياته.
وفي عذا تقول ليزان باسكيا: "أعتقد، بالنسبة لنا، أن الأمر كان يتعلق أكثر بمعرفة ماهية فصول حياته. ثم أخذ هذه الفصول وإيجاد الأعمال التي شعرنا أنها تتناسب مع تلك الفصول المختلفة" على ما وتضيف: "لقد احترم باسكيا الرياضيين والموسيقيين والممثلين السود وكرمهم حقًا ... لذلك أردنا إيجاد طريقة لمشاركة هذا الاحترام من خلال إيجاد أعمال تتناسب مع هذا الموضوع".
كما تشير هيريفو باسكيا إلى غرفة تسمى «الملوك» مبررة هذه التسمية بقولها: "لأننا اعتقدنا أنه من المهم إنشاء معرض خاص به يسلط الضوء على الرسومات واللوحات الفنية التي رسمها للأبطال من ذوي البشرة السوداء.
إذًا لديك شوغر راي روبنسون، وتشارلي باركر، ومايلز ديفيس، وغرايس جونز، ونات كينغ كول ... شعرنا أنه من المهم نسج كل ذلك لأن هذه التصميمات كانت مؤثرة جدًا ومهمة بالنسبة له".
Jean-Michel Basquiat
وعن نقل المعرض إلى لوس أنجليس، تقول ليزان وهيريفو باسكيا، إن نقل المعرض إلى لوس أنجليس كان قرارًا طبيعيًا نظرًا للوقت الذي أمضاه الفنان هناك في أوائل الثمانينيات، فضلاً عن كون لوس أنجليس شكلت مصدر إلهام دائم له.
وتضيف ليزان: "لقد كانت فرصة له لمغادرة صخب وضجيج الشمال الشرقي، نيويورك، والمجيء إلى هنا واختبار بيئة مختلفة. تمتلك لوس أنجليس مجتمعًا فنيًا وإبداعيًا غنيًا للغاية؛ ولذا اعتقدنا أنه سيكون من الجيد والتواصل مع هذا المجتمع. شعرنا أن هذا المكان سيكون حقًا متلقيًا للفنان وأعماله".
برزت رحلات باسكيا إلى حد كبير في عمله. فقد أمضى وقتًا طويلاً في العيش في بورتوريكو وهاواي ولوس أنجليس "لمدة ثمانية أشهر تقريبًا في عام 1982" على ما تقول هيريفو مضيفة: "ثم عاد إلى هنا وزار مع مغني الراب والفنان راميلزي وفنان الغرافيتي توكسيك ... وذلك عندما رسم أعمال "هوليوود أفريكانز"، إذ رسم تلك الأعمال لترمز إلى زيارتهم للوس أنجليس".
Jean-Michel Basquiat
وكانت المحادثات حول تنظيم معرض King Pleasure قد بدأت لأول مرة في عام 2017 (بناءً على توصية زوجة أبيهم نورا فيتزباتريك)، ولكن لم يبدأ التعاون رسميًا حتى عام 2020 مع المنتج Ileen Gallagher وشركة ISG Productions Ltd.
يُذكر أيضًا أن King Pleasure هو عنوان لوحة رسمها جان ميشيل في عام 1987 واسم نادل محب لثقافة البوب تحول إلى مطرب موسيقي وذاعت شهرته بعد أغنية Moody’s Mood For Love.
وُلد باسكيا ونشأ في بروكلين لأبوين مهاجرين من هايتي، ولكنه صعد إلى الشهرة في أواخر السبعينيات كجزء من ثنائي الكتابة على الجدران SAMO. بحلول أوائل الثمانينيات، كانت لوحاته تُعرض دوليًا. ومنذ وفاة جان ميشال باسكيا في عام 1988، ارتفعت قيمة أعماله، إذ بيعت لوحة له بلا عنوان مقابل 100.5 مليون دولار.