كافيه بولود في الرياض

في كافيه بولود الذي يتّسع لما مجموعه 150 شخصًا يتوزّعون عبر واحاته المتعددة، بما في ذلك الشرفة الشتوية المشمسة التي تميّزها أبواب زجاجية ضخمة وتصاميم تحاكي أجواء الحدائق، تزاوج عناصر التصميم التي تحمل توقيع مجموعة روكويل الشهيرة بين معالم الجمال التقليدي والفخامة العصرية، وتشهد على ذلك خصوصًا تفاصيل من الزجاج العاكس والرخام والبرونز تجتمع في توليفة توحي بالرقي والحميمية. 

أما على مستوى الطعام، وإن كان من المرجّح أن كثيرين من أهل الرياض قد اختبروا من قبل مقاربة الطاهي دانيال بولود القائمة على الجمع بين تقاليد الطهي الفرنسي والمذاقات العصرية التي تعكس جذوره في ليون وشغفه بـتجربة الطعام الراقية، فإن افتتاح مطعمه الجديد في الرياض والذي يحتفي بالمطبخ الفرنسي الكلاسيكي والمعاصر يشكّل إضافة قيّمة إلى تجارب الضيافة العالمية التي شرعت لها  العاصمة السعودية أبوابها. 

وفي مطعم بولود، تحمل هذه الإضافة توقيع خبير تمرّس منذ صغره على تقاليد الطهي الفرنسية. فقد نشأ الطاهي دانيال بولود في مزرعة عائلته في سان بيار دي شانديو، وهي قرية صغيرة تقع عند أطراف ليون، فانخرط في تقاليد الطهي الفرنسية وعجائب المكوّنات الطازجة منذ سن مبكرة. 

سلطة الخرشوف والبطاطس والأعشاب.

وفي الخامسة عشرة من عمره التحق بأول مهمة تدريبية له في مطعم الطاهي جيرار ناندرون الحائز نجمتي ميشلان في ليون، ليُكرم مع بلوغه السابعة عشرة من العمر لكونه أحد المرشحين النهائيين لأفضل متدرّب في الطهي في فرنسا. 

ومنذ وصول بولود إلى نيويورك عام 1982، كرّس الطاهي مكانته بوصفه واحدًا من أبرز خبراء الطهي في أمريكا، بعد عمله طاهيًا تنفيذيًا في مطعم لو سيرك الشهير في المدينة. 

وسرعان ما أبهر الطاهي بولود الذائقة في الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن عندما افتتح بمفرده عام 1993 مطعمه الرائد دانيال Daniel الحائز نجمتي ميشلان، وأتبعه بكافيه بولود نيويورك في عام 1998. 

اليوم تتوزّع مطاعم كافيه بولود في بالم بيتش وتورنتو وجزر الباهاما بالإضافة إلى نيويورك، وتكتسب العلامة أهمية خاصة بالنسبة للطاهي بولود، لا سيّما أنها سُميت على اسم كافيه بولود الأصلي الذي بدأ في مزرعة عائلته خارج ليون، على يد أجداده. 

طبق السلمون والخضراوات الورقية الذي يعكس التركيز على المكوّنات الطازجة.

وعلى ما هو عليه الحال في هذه الوجهات كلها، يركز الطاهي في كافيه بولود الرياض على استحضار هذا التراث مستندًا إلى أربعة مصادر للإلهام، أولها تقليدي ويتمثّل بالأطباق الكلاسيكية للمطبخ الفرنسي، وثانيها موسمي يقوم على الخيرات الموسمية للسوق، يلي ذلك "حديقة الخضراوات" التي يعيد صياغتها في الأطباق النباتية، "والسفر" الذي يمثّل المذاقات الغريبة في كبرى مطابخ العالم. هذا ويستوحي بولود أطباقه من تناغم الفصول لتوفير تجربة تتسم بالدقة والأصالة.

وفي كافيه بولود بالرياض، تكمل مقاربة دانيال بولود المتفرّدة المهارات الإبداعية للطاهي التنفيذي نيكولاس لوموان الذي يجلب معه ما يزيد على 15 عامًا من الخبرة في مطاعم بفرنسا وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط. كما يعرف لوموان الإبداع والمعايير الدقيقة لبولود عن كثب، إذ أمضى سبع سنوات يعمل في مطابخ مطعم دانيال في مدينة نيويورك ومطعم براسري بولود في دبي. 

الحلاوة بالسمسم مع الحلقوم بمذاق الورد والمثلجات بطعم الليمون الهندي.

وبالعمل مع فريق متنوع، بما في ذلك طهاة سعوديون شباب يتطلعون إلى إتقان تقنيات الطهي الفرنسية، يسعى نيكولاس إلى تحقيق التوازن بين أسلوبه الشخصي واللمسة الكلاسيكية لبولود. 

لاختبار هذا التوزان، قد تختارون بداية كلاسيكية تتيحها أصناف مثل طبق صدر البط المتبل باللافندر وسمك القاروص البحري مع البطاطس. 

أما إذا كنتم تؤثرون تجربة أكثر تفردًا، فلا تفوّتوا الفرصة لاختبار الأطباق التايلندية في قسم الأطباق العالمية. لا تفوّتوا أيضًا اختبار المذاقات المبتكرة لأطباق مثل سلطة جبن بوراتا مع التين الأسود والباذنجان المشوي أو سلطة الخرشوف والبطاطس والأعشاب في قائمة المقبلات، وطبق سمك السلمون بإضافاته غير التقليدية في قائمة الأطباق الرئيسة. 

أما ختام التجربة، فلا بد من أن يكون طبق الحلاوة بالسمسم مع الحلقوم بمذاق الورد والمثلجات بطعم الليمون الهندي. 
جدير بالذكر أن المطعم يتيح أيضًا قائمة تذوّق من ستة أطباق بينها الأسقلوب مع صلصة العسل ومخيض الحليب، وكبد الإوز مع الكستناء المشوية، والبط المشوي المقدم مع قطع الإجاص المكرملة، وحلوى مربى العنب مع قشدة الجوز والمثلجات بنكهة الشيز كيك وحلوى غزل البنات.