انضم أخيرًا إلى سباق السفر إلى الفضاء العديد من الشركات الخاصة التي تحاول إثبات جدارتها من خلال تقديم أساليب وأفكار مبتكرة تسهم في تسريع عملية طرح وسائل نقل فضائية مريحة وفائقة السرعة. وأبرز هذه الشركات حاليًا هي شركة السفر الفضائي الأمريكية، راديان إيروسبيس Radian Aerospace، التي اختبرت نسخة مُصغرة من طائرتها الفضائية "راديان ون" Radian One، المصممة بأجنحة تساعدها على الإقلاع والهبوط بطريقة سلسلة مثل الطائرات العادية.

إذا أردنا تحديد عنصر مشترك في مختلف أساليب السفر إلى الفضاء التي شاعت خلال الفترة الماضية، فسيكون مبدأ الانفصال في السماء، إذ تتنوع طرق السفر إلى الفضاء حاليًا من تحميل كبسولات على صواريخ تنفصل على ارتفاع مُحدد مسبقًا، إلى طائرات كبيرة تحمل مركبات أصغر إلى ارتفاعات شاهقة ثم تنفصل عنها. ولكن راديان ابتكرت طريقة جديدة لا تتضمن مبدأ الانفصال في السماء.

طائرة راديان ون الفضائية

يتميز نهج راديان في مرحلة الإقلاع، إذ تعتمد طائرة راديان ون على منصة إطلاق أفقية طولها ميلان، وتبدأ عملية الإقلاع بتثبيت الطائرة على حامل صاروخي ينطلق على قضبان وينفصل عن الطائرة في نهاية المدرج، ما يتيح للركاب رحلة تُشبه رحلة الطائرات التجارية أكثر من رحلة المكوك. وبفضل تصميمها المجنح، تستطيع راديان ون المناورة بسهولة والهبوط في المدرجات التقليدية، بدلاً من الحاجة إلى الهبوط على الماء أو مناطق الهبوط البعيدة.

وفي هذا يقول ريتشارد همفري، الرئيس التنفيذي لشركة راديان: "ستكون التجربة أكثر راحةً وأشبه بالطيران على متن طائرة نفاثة عادية منها على متن صاروخ. 

وتتميز المركبات المجنحة بأداء يعجز عنه الصاروخ العادي. فعندما يتباطأ الصاروخ، يسقط. أما الصاروخ المجنح فيستطيع الانخفاض والعودة إلى الأعلى، ويمكنه الدوران".

بمجرد انطلاقها في الجو، تصل راديان ون إلى السرعة المدارية، وهي السرعة التي يجب أن يتحرك بها الجسم بشكلٍ أفقي لمواجهة جاذبية الجسم الذي يدور حوله، ما يجعلها قادرة على إكمال رحلات دون مدارية أو مواصلة رحلتها إلى الفضاء، وهو نهج يفتح آفاقًا جديدة للمهام العلمية، والسياحة الفضائية، والسفر فائق السرعة بين القارات.

راديان تختبر طائرة فضائية يمكنها السفر بسرعة 10 أضعاف الطائرات التقليدية

Radian Aerospace

السفر بسرعات خيالية

فيما يدور التركيز الأكبر في الطائرات الفضائية حول المهمات المدارية، تهدف راديان أيضًا إلى توفير السفر من نقطة إلى أخرى بسرعة تفوق سرعة الصوت، إذ يمكن للمسافرين قطع مسافات شاسعة في جزء بسيط من الوقت الذي تستغرقه الطائرات التجارية اليوم.

وأوضحت الشركة مدى سرعة رحلاتها المستقبلية في مقارنات بسيطة أبرزها أن رحلات من الولايات المتحدة إلى أستراليا قد لا تستغرق أكثر من ساعتين، في حين أنها تستغرق حاليًا 20 ساعة. ورغم البدء في الإطلاق التجريبي للطائرة، إلا أنه من غير المتوقع إطلاق رحلات جوية كاملة النطاق حتى عام 2028، ولا يوجد حاليًا جدول زمني محدد.