أمضى جايسون هيل الجزء الأكبر من مسيرته المهنية في محاولة إعادة تعريف مفهوم الطائرة المروحية، والطراز الذي ابتكره أخيرًا تحت اسم HX50 قد يؤسس على ما يبدو لفئة جديدة من الطائرات المروحية.
طائرة Hill HX50
الطائرة أنيقة الخطوط التي تتباهى بتصميم جديد كليًا يطال كل تفصيل فيها، من منظومة الدفع التوربيني إلى الشاشة التي تعمل باللمس، تشتمل على نظام دوّار عالي السرعة مكوّن من ثلاث شفرات، وقادر على توفير سرعة في السفر تعادل 160 ميلاً/الساعة وتحقيق مدى يصل إلى 800 ميل.
وفيما يُزعم أن هذه الطائرة التي تتسع لخمسة ركاب ستتفوّق على الطائرات المروحية الخفيفة المنافسة، سواء على مستوى أنظمة الطيران أو الخطوط التصميمية والمقصورة الداخلية، فإن أكثر ما يستثير الإعجاب هو التزام الشركة بإطلاقها بسعر يبدأ من حوالي 798,000 دولار أمريكي، أي أقل بنسبة الثلث من تكلفة طائرة مروحية مشابهة.
يقول هيل: "صُمّمت هذه الطائرة لتشعر الركاب بأنهم على متن سيارة خارقة. كما أننا نهدف من خلالها إلى جعل التحليق بطائرة مروحية أسهل مما كان عليه في أي وقت مضى".
يُعد هيكل HX50 المشغول من كتلة واحدة من ألياف الكربون سمة جديدة في فئة الطائرات المروحية الخفيفة، كما أن الشاشة التي تعمل باللمس مسجّلة باسم شركة هيل.
أما القفص الواقي من الانقلاب، والمقاعد القادرة على امتصاص الصدمات، وخزانات الوقود المقاومة لحوادث الاصطدام، فهي في العادة سمات قياسية في الطائرات المروحية الأكبر حجمًا والأغلى ثمنًا.
استُلهمت طائرة HX50 بوصفها نسخة مصغرة من الطائرة المروحية الأسرع من الصوت في السلسلة المتلفزة Airwolf، وقد خطط لها هيل طيلة 25 عامًا قبل أن يكشف عن العرض الأولي لها في عام 2020.
وخلال تلك المدة، عمل هيل في شركة أغوستا ويستلاند AgustaWesland الرائدة في القطاع، وحاز شهادة الدكتوراه في مجال مزايا الديناميكية الهوائية الحاسوبية للطائرات المروحية، وأسس شركة Dynamiq Engineering التي وفرت الموارد التصميمية والتقنية لطائرة HX50، فضلاً عن التمويل المالي.
يعود مفهوم الطائرة إلى تجربة هيل الخاصة بوصفه طيّارًا رصد العيوب في الطائرات المروحية المتوفرة في السوق، مثل مدى السفر المحدود، والنقص في معاني الرفاهية، والمحركات التي تعود إلى خمسين سنة مضت، ومستويات الضجيج العالية. لكن على الرغم من التصميم السابق لأوانه، والذي يتيح تخصيص طائرة HX50، إلا أنها محط تشكيك البعض في القطاع.
Hill Helicopters
تشمل المزايا المتفردة في طائرة HX50 تقنية خاصة من هيل للشاشة التي تعمل باللمس.
يقول المحلل المخضرم براين فولي: "يميل قطاعنا إلى تقويض حديثي العهد فيه بدلاً من رعايتهم"، مشيرًا إلى أنه "من الشائع مهاجمة الشركات الناشئة لأن رأس المال كثيف في هذا القطاع حيث يجري إنفاق ملايين الدولارات على التصميم والأدوات والمنشآت".
لكنه يستحسن مفهوم طائرة HX50، ويلفت إلى أن فئة الطائرات المروحية الخفيفة لم تشهد ابتكارًا جديدًا بالكامل منذ سنوات. يذكر فولي شركة Epic Aircraft التي أطلقت طائرتها المروحية أحادية المحرك تحت اسم E-1000 بوصفها طائرة تجريبية حازت في النهاية الترخيص اللازم لتصنيعها.
نجحت أيضًا الشركة السويسرية الناشئة Kopter في ابتكار طائرتها SH09 ثم استحوذت عليها شركة ليوناردو في عام 2020. يقول فولي متسائلاً: "إذا كانت هاتان الشركتان قد تمكّنتا من النجاح، فما الذي يحول دون أن تحذو هيل حذوهما؟".
على أن مراقبًا واحدًا على الأقل يرى أن الحلقة الأضعف في طائرة HX50 قد تتمثل بمحرك GT250. يقول جان – مارك يوخانا، مؤسس شركة الاستشارات Uplifting Aviation التي تتخذ من لندن مقرًا لها: "في العادة، تستحصل شركات الطائرات المروحية على محركاتها من صنّاع محركات الطائرات. لكن هذا المحرك مصدره شركة من خارج قطاع الطيران، وهي غير معتمدة. في هذا مجازفة كبيرة".
جرى تأجيل اختبارات الطيران على طراز HX50 بعد أن كان موعدها محددًا لعام 2024، لكن السبب لا يتعلق بأي مشكلة في المحرك، بل بعمليات التأخير المرتبطة ببناء منشأة لتصنيع عدد أكبر من المكوّنات داخليًا على ما يشير هيل الذي يقول مؤكدًا: "هذا يعني أننا نستطيع تطوير الطائرة التي يريدها الزبون وليس نسخة تقريبية منها، وذلك بسعر لا نظير له في سلسلة التوريد الخاصة بقطاع الطيران".
يسهم أيضًا في خفض السعر الإجمالي برنامج نموذج الأعمال الذي يستمر لعشرة أيام ينخرط خلالها المالكون في المساعدة على بناء بعض الأجزاء غير التقنية. إنه مسار يتيح إدراج طراز HX50 في فئة "الطائرات التي يبنيها الهواة"، ما يسهم في خفض الأسعار وربما تسريع مسار الحصول على الترخيص. ففي نهاية المطاف، يسعى هيل إلى أن تكون هذه الطائرة المروحية "جذابة إلى الحد الذي يجعل الأفراد راغبين في تعلم قيادة الطائرات مجددًا".
يكفي شاهدًا على ذلك أن الطلبات على 30% من الطائرات التي بيعت مسبقًا والتي بلغ عددها 1,300 طائرة، سُجّلت لزبائن لم يمتلكوا طائرات من قبل. أما في ما يخص مسار اكتمال طائرة HX50، فقد أعيد تحديد موعد الاختبارات لوقت لاحق من هذا العام، على أن يبدأ الإنتاج في عام 2026.
أسطول يُعتمد عليه
ربما تحلق طائرة Hill HX50 في فضاء جديد لقطاع الطيران، لكن الطلب على فئة الطائرات المروحية الخفيفة لا يزال قويًا. وسواء أكان الحديث عن طائرات فاخرة متعددة المقاعد أم طائرة للخدمات من مقعدين، فإن هذه الفئة تحظى بشهرة واسعة بسبب كفاءة التصميم، ومجموعة من مزايا السلامة التي تتوفّر في العادة على متن طائرات مروحية أكبر حجمًا، والطابع العملي المرن. نستعرض في ما يأتي أربعة طُرز يمكنك الاعتماد عليها للانتقال من مركز المدينة إلى أي مكان آخر.
Bell 505 Jet Ranger X
تشكل هذه الطائرة المروحية من بيل خيارًا مثاليًا لزبائن ينشدون مزايا الفخامة التي تشمل في هذا الطراز مقصورة داخلية بحجم 99 قدمًا مربعة، ومقاعد خلفية مرتفعة تتيح للركاب الاستمتاع بالمشهد البانورامي.
جُهزت الطائرة بمحرك توربيني من طراز Safran HE Arrius 2R يوفر سرعة قصوى تساوي 125 عقدة، ومدى سفر يبلغ 306 أميال بحرية، فضلاً عن إمكانية التحليق لمدة 3.9 ساعة (يبدأ سعرها من 1.45 مليون دولار).
Bell flight
Robinson R44 Raven II
تحولت هذه الطائرة رباعية المقاعد التي حصلت على التراخيص في عام 2002 إلى خيار مفضّل في هذه الفئة التنافسية من الطائرات المروحية الصغيرة، وذلك بسبب ما تتميّز به على مستوى الكفاءة في استهلاك الوقود، والموثوقية، ومزايا السلامة.
تحقق الطائرة المجهزة بمحرك من طراز Lycoming IO-540 سرعة قصوى قدرها 109 عُقد، ومدى سفر يساوي 300 ميل بحري، كما يمكنها التحليق على ارتفاع 14,000 قدم، وهو مستوى تبلغه بمعدل 1,000 قدم في الدقيقة (يبدأ سعرها من 615,500 دولار).
Robinson Helicopter Company
Guimbal Cabri G2
جُهزت هذه الطائرة ذات المقعدين بمروحيات تُستخدم في العادة في الطُرز الأكبر حجمًا، وهي تتميّز بهيكل مبني من ألياف الكربون، ونظام لخزانات الوقود مضاد لحوادث الاصطدام، ومقاعد قادرة على امتصاص الصدمات.
كما أن نظام الدوّار ثلاثي الشفرات المستخدم فيها يزاوج بين الثبات والقدرة العالية على المناورة، فيما مقصورة القيادة تشتمل على أذرع تحكم لكلا المقعدين، وجهاز آيباد يضمن مستوى محسّنًا من الملاحة. أما ما يميزها عن أهم الطُرز في فئتها، فهو انخفاض تكلفة ساعة الطيران على متنها (يبدأ سعرها من 440,000 دولار).
Over the Top Aerial Productions
Enstrom Piston 280FX
من المتوقع أن تتباهى أي طائرة مروحية تحمل لقب "القرش" بمظهر أنيق وطابع رشيق. هذا ما هو عليه حال هذه الطائرة المجهّزة بمحرك Lycoming HIO 360 معزز بشاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة 225 حصانًا، والتي تميزها مقصورة قيادة زجاجية تتيح رؤية المعدات بسهولة.
Brent Bundy
تحقق الطائرة سرعة قصوى قدرها 102 عقدة، ومدى سفر يساوي 237 ميلاً بحريًا، فضلاً عن قدرتها على التحليق لمدة 3.5 ساعة. الجدير بالذكر أيضًا أن تصميمها الذي أثبت كفاءته أُخضع للتحديث مرات عدة منذ الكشف عنها للمرة الأولى في عام 1985 (يبدأ سعرها من 725,000 دولار).