تضم باريس العديد من المتاحف الرائعة التي تحوي مجموعات كبيرة من الأعمال الفنية والتاريخية، ومنها متحف اللوفر، ما يعزز حضور العاصمة على خارطة أهم الوجهات السياحية الثقافية في العالم. وتعد هذه المتاحف بتجارب رائعة لاستكشاف ثقافة هذه المدينة الرائعة وتاريخها، وتمثّل فرصة للتعرف على الحضارات المختلفة وعلى تطور الفن والثقافة عبر العصور.
متحف اللوفر
يقع هذا المتحف، الذي يمثّل روح باريس وقلبها النابض، ويُعد أكثر متاحفها استقطابًا للزوّار، على ضفاف نهر السين مباشرة، ويحتل مساحة تزيد على 70000 متر مربع، محتضنًا أكثر من 38000 قطعة.
يضم المتحف ثماني فسحات مختلفة تعرض كل شيء من الآثار المصرية والفن اليوناني والروماني، إلى اللوحات والفنون الزخرفية والرسومات.ومن بين القطع الأكثر شهرة في المتحف لوحة الموناليزا وتمثال فينوس دي ميلو، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية والتحف الأخرى التي تستحق التأمل والمشاهدة.
Wikipedia
متحف Petit Palais
متحف القصر الصغير ليس صغيرًا كما قد تظن، فقد شُيد في الأصل من أجل معرض باريس الدولي لعام 1900 (وبُني القصر الكبير ومحطة سكة حديد Gare d’Orsay للسبب نفسه)، وهو يضم الآن متحف مدينة باريس للفنون الجميلة.
بالمقارنة مع صالات العرض الشاسعة في متحف اللوفر، يبدو هذا المتحف بالتأكيد أكثر قابلية للإدارة. إنه أقل ازدحامًا، ومجاني، وتحتاج إلى بضع ساعات فقط لاستكشاف الأجنحة الأربعة التي تشكل مساحة المعرض.
كما هو الحال مع العديد من أشهر متاحف باريس، فإن المبنى نفسه جميل مثل الفن بداخله. يجمع الطراز المعماري للفنون الجميلة المستخدم في القصر بين العناصر الحديثة (مثل الزجاج والحديد)، وزخرفة المباني الكلاسيكية المتقنة، والكثير من الأقواس الجميلة، والأعمدة، والحواجز.
في الداخل، تغطي معروضات المتحف كل شيء من العالم الكلاسيكي والعصور الوسطى إلى عصر النهضة، ومن القرنين السابع عشر والتاسع عشر.
وثمة قسم خاص يركز على الفن الحديث "آرت نوفو" في القرن العشرين، مع أعمال من إميل غالي ورينيه لاليك وجورج فوكيه. ولا تقتصر المعروضات هنا على اللوحات، بل تشمل أيضًا جواهر وقطع بورسلين ومنسوجات وأعمال معدنية.
Wikipedia
Musée d’Orsay
أخذ هذا المتحف الفني الفرنسي الساحر اسمه من محطة سكة حديد Gare d’Orsay السابقة التي أصبحت الآن موطنًا له. افتتحت المحطة في عام 1900، لكن بحلول عام 1939 لم تعد المسارات مناسبة للقطارات.
بعد ذلك، استخدم هذا المبنى، خلال الحرب العالمية الثانية، لنقل أسرى الحرب وكموقع لتصوير العديد من الأفلام الأوروبية، بما في ذلك بعض الأفلام التي أخرجها أورسون ويلز وبرناردو بيرتولوتشي.
يحتفظ متحف دورسيه، الذي افتتح في ديسمبر 1986 والذي يعد واحدًا من أشهر متاحف باريس، بساعة المحطة الأصلية (لا تزال في حالة صالحة للعمل) في الردهة الرئيسة. واليوم، تركز معروضات المتحف على الفن الفرنسي من الفترة ما بين 1848 و1914، مع عدد كبير من الأعمال التي تمثل الفنانين الانطباعيين وما بعد الانطباعيين من أمثال مونيه، ورينوار، وسيزان، وفان غوخ.
تتوزع في رحاب المعرض 3000 قطعة فنية، العديد منها فريد من نوعه، بما في ذلك نموذج لأوبرا باريس والمنطقة المحيطة بها، يتألق تحت أرضية زجاجية. كما يحتوي المتحف، المعدود ضمن أشهر متاحف باريس، على مجموعة مهمة من المنحوتات، بما في ذلك تمثال The Gates of Hell لأوغست رودان، وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه ستة أمتار. هناك أيضًا عدد كبير من الصور الفوتوغرافية والقطع الفنية الزخرفية.
Wikipedia
متحف مارموتان مونيه
كان المبنى الجميل الذي يضم هذا المتحف جزءًا من قصر قبل أن يصبح ملكية خاصة لبول مارموتان، جامع المقتنيات والمؤرخ الفني. وقد جمع هذا الرجل عددًا كبيرًا من لوحات المناظر الطبيعية الكلاسيكية الجديدة، بالإضافة إلى أعمال من عصر نابليون، جرى التبرع بالكثير منها إلى متاحف ومؤسسات مختلفة.
Wikipedia
عند وفاته، ترك مارموتان منزله والأعمال الفنية بداخله لأكاديمية الفنون الجميلة، التي أنشأت بعد ذلك متحف مارموتان مونيه، والذي أمسى واحدًا من أشهر متاحف باريس.
وفيما كان المتحف الأصلي يركز في الغالب على الفن من الإمبراطورية الأولى (المعروفة أيضًا باسم فرنسا النابليونية) لأن هذا هو ما جمعه مارموتان في الغالب، قدمت جهات مختلفة للمتحف عددًا كبيرًا من أعمال مونيه: الأول جاء من ابن طبيب مونيه، والثاني من ابن مونيه نفسه.
تشغل أعمال مونيه الآن مساحة عرض كاملة، لكن المتحف يعرض أيضًا أعمال رسامين آخرين، بما في ذلك بول غوغان ورينوار وكاميل بيسارو. لا يزال الأثاث والفن الأصلي الموجود في المنزل، والذي يمثل بمعظمه عصر الإمبراطورية الأولى، موجودًا في المتحف ويشكل جزءًا من المعروضات أيضًا.
فضلاً عن ذلك، ينظم المتحف ورش عمل خاصة للأطفال والكبار، ومعارض مؤقتة حول موضوعات خاصة.