عندما قررت ديبورا كالماير، التي نشأت في زيمبابوي، سنة 2006، إطلاق شركة رور أفريكا، الرائدة في تقديم تجارب سفر فاخرة في جنوب إفريقيا وشرقها، لم يكن مستغربًا أن تركّز في مشروعها على مهمة خيرية تحمل تغييرات إيجابية إلى المجتمعات المحلية في إفريقيا، هناك حيث استقر أسلافها منذ سنة 1688. لذا تنشط مؤسسة الشركة ورئيستها التنفيذية، مع فريقها من الخبراء المحليين، ليس في تنظيم مغامرات سفاري تتيح مزايا حصرية للضيوف فحسب، ولكن في تصميم هذه التجارب بما يتماشى مع قيم الالتزام بالحفاظ على الثروة الحيوانية والبيئية والمساهمة في التنمية الاقتصادية في إفريقيا، ودعم مبادرات تعليم السكان المحليين وتمكين النساء.
سيتأتى لكم الانضمام الشهر المقبل إلى مساعي الشركة التي ترقى اليوم بتجربة السفر إلى مستوى رفيع من خلال رحلة سفاري تصفها "بالأعلى تميزًا في العالم" الغاية منها الحفاظ على الحياة البرية في إفريقيا ودعم مجتمعاتها المحلية. ففي أول مشروع تعاون لشركة الإمارات للطيران الخاص مع مزوّد متخصص في قطاع السفر، ابتُكرت رحلة ذات أبعاد إنسانية تتيح لعشرة ضيوف خوض مغامرات سفاري فاخرة، في أربع وجهات إفريقية يصحبهم إلى رحابها مرشدون متخصصون وخبراء بيئيون يصنعون التغيير في مجال الحفاظ على الحياة البرية. تقول كالماير: "إنه الوقت الأمثل لتنظيم تجارب تتيح تعرّف العالم الطبيعي وسبل المساعدة على حمايته. لذا ابتكرنا هذه الرحلة لكشف النقاب عن أسرار الحياة البرية وإدراك ما يلزم للحفاظ على شعوب إفريقيا وطبيعتها وحيواناتها".
فرصة يندر مثيلها لمشاهدة هجرة الحيوانات البرية في كينيا
وتضيف قائلة: "تُعد هذه الرحلة حافزًا لإحداث التغيير من خلال المشاركة الفاعلة والحوار المستنير بين المسافرين من أصحاب الوعي والمعرفة، وبين المجتمعات المحلية. فهدفنا من الرحلة حث القادة على تغيير نهجم ورؤيتهم للعالم. لذا أعتقد حقيقة أنها ستشكل تجربة السفاري الأكثر تأثيرًا في العالم".
تنطلق الرحلة الملهمة، التي يُتوقع أن ترسي معايير جديدة في قطاع المغامرات الفاخرة والسفر المستدام، في 17 أغسطس آب المقبل من فندق برج العرب جميرا في دبي (حيث تبيتون ليلة في أجنحة فاخرة) على متن طائرة خاصة طراز إيرباص 319 من الإمارات للطيران الخاص. صُممت الطائرة على قياس احتياجات ضيوف ينشدون تجربة تعلو بفخامتها فوق مزايا السفر في مقصورة الدرجة الأولى. لذا استُحدثت فيها عشرة أجنحة خاصة (بمقاعد تتحول إلى أسرّة مسطحة)، وحمام خاص بركن للاستحمام بالمرذاذ وغرفة للزينة، ومجلس فسيح يصلح أيضًا مطعمًا وقاعة للاجتماعات. خلال الرحلة الجوية التي يشرف عليها طاقم يوفر لكم خدمات رفيعة مصممة بحسب احتياجاتكم الشخصية، ستستمتعون بأفلام وثائقية عن إفريقيا لشخصيات مشهورة مثل المؤرخ ديفيد أتينبورو، والعالِم البيئي ومخرج الأفلام كريغ فوستر.
شلالات فيكتوريا في زيمبابوي
وسواء على متن الطائرة أو في التجارب على الأرض، حرصت رور أفريكا على أن تكون البصمة الكربونية لهذه التجربة محايدة بالكامل من خلال برامج للتعويض عن الانبعاثات التي تتسبب بها، على أن تشمل المشاريع البيئية التي تمولها تركيب 69 لوحًا شمسيًا لتوليد الطاقة في القرى المحلية برواندا، وزرع 1300 شجرة وتأمين المياه العذبة لـثلاثة آلاف شخص في كينيا ، وتمويل مشروع حماية صغير وحيد القرن من خلال منظمة حيوانات وحيد القرن بلا حدود في بوتسوانا. ستتخلل الرحلة مبادرات أخرى للاستدامة وأنشطة تبيّن للمشاركين تأثير هذه التجربة في حياة المجتمعات المحلية.
في رحلة الأحلام التي تستمر 12 يومًا، يحط الضيوف رحالهم بداية في متنزه زامبيزي الوطني بزمبابوي، حيث يختبرون إقامة فاخرة ليومين في مخيم Mpala Jena، وأنشطة تشمل زيارة إلى شلالات فيكتوريا، ورحلة بالطائرة المروحية لتأمل المتنزه من علو، ومغامرة سفاري في أرجائه. الوجهة الثانية هي دلتا أكافانغو في بوتسوانا لقضاء 3 ليال في مخيم Dubai Plains حيث يعيش مؤسساه، المستكشفان الشهيران من ناشيونال جيوغرافيك، والناشطان في مجال الحفاظ على البيئة ديريك وبيفرلي جوبيرت.
دلتا أكافانغو في بوتسوانا، حيث يقع مخيم Plains Duba
لن تقتصر المغامرة هنا على مرافقة الخبراء في زيارة استكشافية للحيوانات التي تستوطن أضخم دلتا داخلية في العالم مدرجة أيضًا على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، أو تعرّف مشروع الحفاظ على وحيد القرن. بل ستحظون أيضًا بفرصة القيام بجولة "الحياة مع الفيلة": رحلة على متن طائرة مروحية إلى قرية إريتشا حيث تزورون بيوت المزارعين وتستكشفون أسلوب عيشهم ومبادرة Ecoexist التي تُعنى بحل مشكلة الصراع بين الإنسان والفيلة في المناطق الريفية.
تشمل محطتكم الثالثة في متنزه ماساي مارا في كينيا الإقامة 3 أيام في مخيم Mara Plain الذي سيتيح لكم فرصة لقاء الكاتب والشاعر د. إيان ماكالوم، المرشد المتخصص في الحياة البرية، والدكتورة لوسي كينغ التي ترأس برنامج التعايش بين الإنسان والفيلة التابع لمؤسسة الأبحاث الخيرية Save The Elephants (أنقذوا الفيلة)، والتي ستحدثكم عن رحلتها الشخصية في سبيل حماية الفيلة والنحل والقرى. بالرغم من أن الرحلة بالمنطاد هنا تعدكم باستكشاف الحياة البرية في محمية ماساي مارا، إلا أن التجربة الأعلى تميزًا ستتمثل بفرصة مشاهدة أكبر هجرة للحيوانات البرية في كينيا.
نزل Singita Kwitonda Lodge في متنزه فولكاينوز الوطني برواندا
في ختام رحلة لا تتعجلون انقضاءها، تنتقلون للإقامة في نزل Singita Kwitonda Lodge عند أطراف متنزه فولكاينوز الوطني برواندا. هناك ستنغمسون على مدى 3 أيام في مغامرات تشمل، إلى جانب الجولة لتعرف التقاليد المحلية، حتى أصول صناعة الفخار، في قرية إلبيلواكا الثقافية، نزهة على الأقدام إلى مواطن الغوريلا، ومسيرة إلى تجمعات القرود الذهبية لتشاركوها تفاصيل حياتها اليومية طيلة ساعة كاملة. ستستأنسون أيضًا بزيارة مشتل أكارابو الخاص بالنزل الذي يضم إلى الآن أكثر من 60 ألف نبتة محلية.
تبلغ كلفة الرحلة التي تستمر 12 يومًا (من 17 إلى 29 أغسطس 2021) 125 ألف دولار للشخص الواحد.