لم يتعلق الأمر بإعادة ابتكار هذه الفئة بقدر ما تركّز على إعادة تثمينها. صحيح أن كنزة جميلة محبوكة من تصاميم الكشمير تشكل خيارًا رائعًا، غير أنها تبقى قطعة ملابس تفتقر عمومًا إلى الجاذبية التي توحي بها بذلة متقنة الحياكة أو معطف يوحي بالرقي. لكن هل هذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال دومًا؟

عمد المصمم جوليان تافل، بالتعاون مع شريكته المصممة باولينا ليسيس، إلى بث مسحة مرح في القصات التقليدية للكنزات المحبوكة.وفي هذا يقول: "أردنا أن نعيد النظر في الكنزات المحبوكة التي قد يراها الأفراد قطع ملابس عتيقة الطراز، ونقدم ترجمة جديدة تجعلها تبدو أكثر حداثة، أو تتيح تنسيقها بأساليب مختلفة، أو حتى طرحها من حيث كونها قطعة الملابس المستقلة المنشودة".

أطلق المصممان علامتهما التجاربة ليوروزا Leorosa في عام 2019 عبر طرح مجموعة من الكنزات المحبوكة التي بدا أنها تصلح لأي زمان، لكنهما قدماها في خيارات لونية صارخة وغير متوقعة للجيوب أو الحواف شملت ألوان وبر الجمل والطماطم الحمراء والليمون الأصفر والزيتون الأخضر والصدفيات الزهرية.

تضمنت المجموعة مثلاً كنزة رجالية محبوكة من صوف الحملان وتتخذ ياقتها شكل الحرف V، وكنزة للسيدات بياقة مستديرة محبوكة من الكشمير وصوف ميرينو. وفي مختلف التصاميم، تجلّى الحفاظ على الطابع الجذاب والعملي المميز لأناقة مضيف البرامج التلفزيونية الشهير الأمريكي فريد ماكفيلي روجرز الذي عُرف بلقب مستر روجرز. لكنها كانت في الوقت نفسه تصاميم تعكس حيوية لا تُخطئها العين.

تندرج في العادة الكنزات المحبوكة التي تقدمها علامات الأزياء في فئتين: التصاميم الرزينة والتصاميم الحيوية العصرية، لكن المجموعة الجديدة من المصممين الذين ينشطون في هذا المجال تنجح اليوم في تحقيق التوازن بين الطابعين. استعار نيوكولو وكارلوتا أودي من علامة ألانيو Alanui الدراية المميزة لموطنهما الأصلي في إيطاليا في مجال حبك نقوش الجاكارد وطبقاها على تصاميم تحمل إيحاءات من الجنوب الغربي، وتستلهم منتجات مختلفة، من بطانيات نافاجو إلى عصائب الرأس.

سرعان ما تحوّلت كنزات الكشمير التي يبتكرانها، والتي تحمل تأثيرات من عالم باها ويستغرق حبك كل منها يدويًا 11 ساعة، تحولت إلى قطعة ملابس مفضلة عند أولئك المولعين بالجلوس شتاء بكسل عند الشاطئ. وفي سياق مماثل، قاربت العلامة البريطانية كانتري أوف أوريجين Country of Origin الإرث الإنكليزي الغني في مجال تقنيات الحبك، وعمدت إلى إثراء الكنزات من طرازي Guernsey وAran بأشكال غرافيكية ملونة أو برُقَع تستلهم تقنية الترقيع اليابانية Boro. يقول بن تايلور، المشارك في تأسيس العلامة: "توصل الأجزاء في كل قطعة يدويًا، وهذه مهارة تكاد تنقرض.

إننا نسعى إلى صون هذه المهارات وقد ارتأينا أن السبيل الأمثل لذلك يكمن في تغيير منظور الأفراد إلى الملابس الإنكليزية المحبوكة". لكن التحوّل يتجاوز حدود تحديث التصاميم التقليدية. فإذا ما أخذنا في الحسبان رواج الألبسة الرجالية غير الرسمية في زمن الجائحة، فإننا نجد أن القطع المحبوكة اتخذت دلالة جديدة في خزانة ملابس الرجل.

يقول أوليفر دانفالك، أحد الشريكين اللذين يقفان وراء إطلاق علامة روباتو Rubato السويدية لقطع الملابس المحبوكة: "باتت هذه الملابس ضرورية جدًا، في حين أنها كانت في ما مضى تشكل قطعًا تختارها ضمن مشترياتك الأخرى لأنك تحتاج إلى ارتدائها فوق ملابسك للشعور بالدفء".

أطلق الشريكان علامة روباتو سنة 2019 طارحين نسختهما من الكنزة المثالية المحبوكة من الصوف والتي تميّزت بياقة في هيئة حرف V عميقة الأبعاد، وقصّة أقصر، ومقاس أعرض مقارنة بأي تصميم يتيحه صنّاع الكنزات المحبوكة المعاصرون. تُنتج هذه الكنزة في اسكتلندا، وتُطرح في مجموعة من الألوان المحايدة الأنيقة لتشكل القطعة المثالية لمعايير الأناقة العفوية الطاغية اليوم.

قلة هي المناسبات التي لا يُعد فيها ارتداء كنزة محبوكة رائعة ملائمًا، سواء كنت تستبدلها بقميص ورابطة عنق، أو تستخدمها للتخفيف من الطابع الصارم للبدلة، أو للارتقاء بمظهر سروال جينز قديم. يقول كارل بيرز، المشارك في علامة روباتو: "إنها قطعة كلاسيكية تصلح لكل يوم. بل إنها القطعة المفضلة التي يمكنك أن ترتديها عندما لا تكون متيقنًا من المظهر الذي تنشده في ذلك اليوم. هذا ما نسعى إلى تحقيقه".