مع ذلك، كانت الجزيرة تعجّ بالمواهب البارعة في حياكة كنزات أران، التي سمّيت على اسم الجزر الثلاث في خليج غالواي. كانت هذه الكنزات العملية، المتمايزة بأنماط مشابهة للأسلاك العاجية، تُحبك بطريقة تقليدية من صوف الأغنام غير المصبوغ، وقد كان نسيجها كثيفًا بقصد وقاية الصيادين من الأحوال الجوية. 

آنذاك، كانت النسخ الرخيصة تغمر المحلات السياحية في كورك ودبلن، ما أثر سلبيًا على المنتج الأصلي. لكن علامة إنيش مان أعادت إحياء تراث الجزيرة، كما أسهمت في توفير الظروف الملائمة للحفاظ على الأجيال اللاحقة من الحرفيين في الجزيرة.

ابتكرت العلامة العديد من التصاميم، لكن أكثرها لفتًا للانتباه هو التصميم المستلهم من نمط أَران الكلاسيكي، الذي يتمايز بخيوط مضفّرة ثنائية اللون والذي يُعد أفضل تصميم يبرز نمط الحبال الملتوية المميز. 

بسبب كثرة المقلدين، تَقدّم دي بلاكام بطلب للحصول على براءة اختراع. لقي طلبه القبول في عام 1999، ولكن ذلك لم يحل دون ظهور نسخة مقلدة من تصاميم علامته في معرض بيتي أومو الإيطالي للملابس الرجالية في عام 2004. لم يمض وقت طويل حتى حظي نسيج أران المسجّل ببراءة اختراع بمكان دائم في المتحف الوطني الأيرلندي.

بالرغم من أن الشركة لم تتورّع عن توظيف التكنولوجيا لتعزيز قدراتها، إلا أنها ظلت ملتزمة بسبيل الإنتاج المحدود. ويقول رويري: "إن إنتاجنا محدود للغاية". 

بسبب العرض المحدود والأسعار الميسورة (يصل سعر الكنزة الأغلى، المصنوعة من الكشمير والمشتملة على سحاب، إلى 975 دولارًا)، تُباع هذه النماذج بسرعة. 

لذلك، حين تقع عيناك على قطعة بتوقيع إنيش مان، لا سيما تلك المحبوكة على نمط أران المسجل، فلا تفوّت فرصة اقتنائها.

كنزة محبوكة من إنيش مان

كنزة محبوكة من إنيش مان، يستلهم تصميمها نمط أران الكلاسيكي. 

ألوان الطبيعة 

لطالما استلهمت الشركة جماليات الطبيعة. فشروق الشمس المذهل على الجزيرة يبعث في الأرجاء خمسة ألوان مختلفة أو ستة، تظهر لاحقًا في الكنزات. 

يقول رويري: "نحن على جزيرة يُحيط بها البحر الأزرق والسماء الزرقاء والصخور الجيرية الرمادية"، لذلك تزهو تصاميم العلامة بتدرجات لونية أرجوانية غامقة وبرتقالية وحمراء.

تقنيات حديثة 

ترتكز عملية التصميم على صور الملابس التقليدية وتقنيات النسيج المحفوظة في السجلات. ومع ذلك، تتبنى الشركة أحدث التقنيات لتأمين انسجام منتجاتها وتسريع الإنتاج. 

قد يختلف أسلوب الحبك اليدوي قليلاً وفقًا لنهج كل حائك، لكن استخدام الآلات يُوحّد توتر الخيوط، ما يؤدي إلى نتيجة قابلة للتوقع. 

تصاميم مسجّلة 

تتضمن العديد من أنظمة الحبك التجارية الحديثة أنماطًا مسبقة، تَسعد باستخدامها كثير من الشركات. وفي هذا تقول ماري تيريز دي بلاكام، زوجة رويري ورئيسة قسم التسويق في الشركة: "نجرّب تعديل الآلات لتتوافق مع نهجنا الإنتاجي المتفرد". ولذلك، تُبرمج علامة إنيش مان هذه الآلات لتتقيد بتصاميمها المسجلة التي تسترشد بالسجلات التاريخية.

بكرات الصوف 

يعود أصل الصوف المستخدم في هذه الكنزة إلى إيطاليا، حيث تترجم آلات الغزل لوحة الألوان المرادة إلى بكرات. تحتاج كنزة أران المسجّلة إلى ست بكرات من خيوط الصوف، لذلك قد يستغرق تجهيز الآلة وحده ساعة كاملة.

تأثير لوني ثنائي 

بسبب تعقيد نمط أران المضفّر، يحتاج الأمر إلى آلات عديدة قادرة على تنفيذ التأثير اللوني الثنائي المميز على مقدمة الكنزة وظهرها وأكمامها وأطرافها.

دقة في المطابقة 

تثبّت آلة ربط دائرية أقسام السترة معًا فيما يطابق الحِرفي المسؤول القطع غرزة غرزة، مستحدثًا بذلك نمطًا متناغمًا. وفي هذا تقول ماري تيريز: "إنها عملية دقيقة للغاية، وتتطلب مهارة يدوية عالية غايتها مطابقة نمط الأسلاك على نحو مثالي".

البحث عن العيوب

توضع الكنزة على قالب مضاء، ما يتيح للحرفيين تحديد العيوب والشوائب والنتوءات وإصلاحها بسهولة. 

غسيل وتجفيف 

تحبك العلامة كنزاتها من خيوط غير مغسولة، لذلك ترسِل المنتجات النهائية إلى غسالات بالغة التخصيص، تستخدم المياه النقية، قبل تجفيفها، ما يُعزز عملية التلبيد الطبيعية التي ترفع كثافة الألياف. 

وتحافظ الكنزات على هيئتها نتيجة التحول من الطابع الواسع إلى الطابع المشدود، إذ تخرج من آلات التجفيف بنصف حجمها الأصلي.

العلاج بالبخار 

تُعرّض الكنزات للبخار يدويًا بغرض تنعيم الحواشي والأطراف المتصلة وتسطيحها. يُسهم التبخير كذلك في إعداد السطح لاستقبال ملصق العلامة الذي يخيطه الحرفيون يدويًا.

مقاسات دقيقة  

على الرغم من برمجة أحجام الكنزات منذ البداية وتدقيق عملية الغسيل تدقيقًا علميًا، يُواصل حرفيو العلامة استخدام أشرطة القياس للتحقق من مقاسات كل كنزة، مع أن هذه الطريقة عتيقة الطراز.