في تعارض بديع مع أبراج عملاقة تناطح السحاب لتحرس المدينة من علو، يرتسم متحف اللوفر أبو ظبي، المنبسط على أرض جزيرة السعديات وحيّها الثقافي، مأثرة هندسية يخالها الناظر تطفو فوق صفحة مياه الخليج العربي.
صمم المهندس المعماري الفرنسي الشهير، جان نوفيل، المتحف في هيئة مدينة تحتضن 55 بناء تترابط بممرات وفناءات تظللها قبة فضية عملاقة تتلألأ تفاصيلها بوهج 7٫850 شكلاً نجميًا متقن التكوين. تحت القبة التي تستلهم بهندستها فنون العمارة الإسلامية، يتوه الزائرون عبر متاهات تحاكي الأزقة الضيقة في سوق عربية قديمة، وتضعهم على أعتاب فضاءات استكشافية تأسر الأبصار والأفئدة.
قبة متلألئة لمتحف اللوفر أبو ظبي
هناك، وعلى مساحة مقدارها 6٫800 متر مربع، تنبسط صالات عرض تجتمع فيها مجموعات وفيرة من الكنوز والفرائد التي تشمل قطعًا أثرية، وفنونًا زخرفية، وأعمالاً فنية معاصرة، ومنحوتات تقليدية، ولوحات لأشهر كبار الفنانين، فضلاً عن أعمال مستعارة من المتاحف الفرنسية.
إذ تستلب هذه الروائع الزائرين إلى ألف حكاية وحكاية عن تطور البشرية منذ زمن الحضارات الأولى، يتجلى اللوفر أبو ظبي متحفًا كونيًا يرتحل بالأبصار في رحلة زمنية تتابع فصولها من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا. عبر 23 جناحًا، رُتِّب بحسب الزمن والموضوع ما يزيد على 600 تحفة وعمل فني من حضارات عالمية مختلفة تندرج في 12 فصلاً، بدءًا من القرى الأولى، ومرورًا بالأديان العالمية، وطرق التبادل الآسيوية، وصولاً إلى «أمراء البلاط» والعالم الحديث، وكلها تحرّض على الانغماس في عالم من الروائع البصرية التي تكشف عن الروابط العقدية والإبداعية والتقنية المشتركة بين الحضارات.
فنون زخرفية / متحف اللوفر أبو ظبي
أما أبرز معروضات متحف اللوفر أبو ظبي، فتشمل مخطوطة من «المصحف الأزرق» خُطّت حروفها الحجازية بماء الذهب، وتمثالاً لأبي الهول في الحضارة اليونانية يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، فضلاً عن مآثر لكبار قدامى الفنانين على غرار «الأولاد وهم يتصارعون» Children Wrestling لبول غوغان، و«القارئة الخاضعة» The Subjuagted Reader لرينيه ماغريت، و«صورة شخصية لامرأة» Portrait of a Lady لبابلو بيكاسو.