قد تشكل نفايات المدن وزيوت الطهو القوة التي تدفع رحلتك المقبلة على متن طائرة خاصة. يتلاقى أقطاب قطاع طائرات رجال الأعمال كل عام في جنيف للمشاركة في مؤتمر الطيران التجاري الأوروبي ومعرضه. لم يكن الوضع مختلفًا في عام 2019 إلا في ما يتعلق باستثناء واحد. فقد ارتحلت غلفستريم بأسطولها إلى هذا الحدث مستخدمة وقود الطائرات البديل والمستدام SAJF. يقول ديفيد كوليال، رئيس شركة بومباردييه للطيران، ورئيس مجلس إدارة اللجنة البيئية التابعة لاتحاد المصنِّعين في قطاع الطيران العام GAMA: إن تلك الخطوة الدعائية الجريئة «كانت جزءًا من استعراض على نطاق القطاع كله للتحليق بطائرات تزود ببدائل مستدامة عن الوقود. وقد سجل الحدث رقمًا قياسيًا من حيث مشاركة ثلاث وعشرين طائرة فيه.»
في إطار هذه المبادرة واسعة النطاق الهادفة إلى إضفاء طابع صديق للبيئة على الطيران، أتاحت غلفستريم لزبائنها في وقت سابق من هذا العام استخدام وقود الطائرات البديل والمستدام، وها هي تعمل على الترويج له، على ما يقول مارك بورنز، رئيس غلفستريم. يُقصد بوقود الطائرات البديل والمستدام الوقود غير المصنّع من النفط، المنتَج للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والذي يمكن استخدامه دون الاضطرار إلى إجراء تعديلات على الطائرة. من الضروري أن يتوافق هذا الوقود مع المعايير التقنية ومعايير استيفاء الشروط الخاصة بمحركات الطائرات التوربينية.
«يمكن اليوم لطائرات رجال الأعمال قيد التشغيل، والبالغ عددها عشرين ألف طائرة في العالم،
أن تحلق بأمان فيما تستخدم وقود الطائرات البديل والمستدام.»
– ديفيد كوليال
يقول كوليال: «إن وقود الطائرات البديل والمستدام يُنتج من مدخلات مستدامة مثل النفايات الصناعية، وزيوت الطهو، حتى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.» ويضيف قائلاً: «يمكن اليوم لطائرات رجال الأعمال قيد التشغيل، والبالغ عددها عشرين ألف طائرة في العالم، أن تحلق بأمان فيما تستخدم وقود الطائرات البديل والمستدام، وأن تحقق فرقًا إيجابيًا يمكن قياسه ما إن تقلع من المدارج.»
لضمان الموافقة على أخلاط الوقود، سنّ قادة هذا القطاع إجراءات متشددة، وبدؤوا العمل مع هيئات عالمية معنية بتحديد مواصفات الوقود، على غرار هيئة ASTM International (التي كانت تعرف باسم الجمعية الأمريكية للاختبار والمواد)، لترخيص المنتجات.
اعتمدت غلفستريم وقود الطائرات البديل والمستدام منذ عام 2016 في مقرها الرئيس، واستخدمته في رحلات طيران بلغ مداها الإجمالي أكثر من 920 ألف ميل، ما ساهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 870 طنًا متريًا. كما أطلقت غلفستريم مؤخرًا طائرتها من طراز G280 في رحلة إلى لوس أنجليس استخدمت فيها وقودًا متجددًا، وأثبتت حسن أداء هذا الوقود إذ سجلت في سياق الرحلة رقمًا قياسيًا للسفر بغير توقف بين مدينتين. التحقت الطائرة بقادة قطاع طائرات رجال الأعمال في مطار فان نويز للمشاركة في حدث تحت عنوان Business Jets Fuel Green: A Step Toward Sustainability (أو الوقود الأخضر لطائرات رجال الأعمال: خطوة على درب الاستدامة). شمل الحدث رحلات استعراضية استُخدم فيها وقود الطائرات البديل والمستدام في طائرة Challenger 350 من بومباردييه، وفي طائرة Legacy 500 من إمبراير. كما تحول المطار إلى أول ميدان للطيران العام في الولايات المتحدة يقدم وقود الطائرات البديل والمستدام على سبيل الاختبار.
جاءت هذه الخطوات كلها لدعم مسعى قطاع طائرات رجال الأعمال إلى تحقيق النمو المتعادل من حيث الأثر الكربوني في عام 2020، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة %50 بحلول عام 2050. لكن القيام بالخيار الصائب يكون مكلفًا في غالب الأحيان. فوقود الطائرات البديل والمستدام أغلى حاليًا من الوقود المستخرج من النفط.