ربما تعيش أمريكا في عصر ذهبي للطعام، لكن الطعام الشهي لم يعد كافيًا لضمان نجاح مطعم. ولإخراج الزبائن من براثن تطبيقات Seamless على هواتفهم، لجأ بعض الطهاة المرموقين الى إحياء جوهر المطبخ العائد لحقبة المطاعم الأمريكية التي سادت منتصف القرن الفائت وما صاحبها من ارتياح وأجواء مثيرة، ما جعل تجهيز فسحة جانبية بجوار طاولة الطعام، وصنوف الحلويات اللذيذة، والنُّدُل الذين يرتدون لباسًا على هيئة طيور البطريق، صرعة رائجة من جديد. يقول الطاهي مايكل سيمون، الذي افتتح مؤخرًا مطعم ساراز في مدينة لاس فيغاس: «أفتقد هذه الجزئية المتعلقة بتناول الطعام حينما تشعر أنك تحظى بالدلال. لدى من يؤدي الخدمة نفحة من ذاك الذوق الأوروبي تجعله يتقن تشريح الأسماك ونزع أشواكها، وكذلك إنهاء تجهيز فسحة جانبية بجوار الطاولة لصنوف الحلويات.»
افتتح، مؤخرًا، توماس كيلر، الذي يراوده الحنين إلى الأيام التي كانت تبدو فيها وجبة عشاء أبلغ فخامة مما قُدم في الطبق حقًا- افتتح مطعم Surf Club Restaurant في مدينة سيرفسايد في ولاية فلوريدا، ومطعم تاك رووم في مجمع هادسون ياردز في مدينة نيويورك. يقول كيلر: «لطالما أحببت المطاعم التي سادت في تلك الحقبة من التاريخ الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية. أماكن مثل ستورك كلوب، وبراون ديربي، وبلو فوكس. لقد كان سمتها التفاعل، وكان طابعها الحماس، وكانت بمنزلة مناسبة اجتماعية.»
أما فيما يخص ماريو كاربوني ومجموعة ميجور فوود غروب، فقد أسهم إعادة إحيائها لفسحة فندق فورسيزونز القديم في نيويورك في عام 2017، وتحويلها إلى مطعم ذا غريل، في عودة ذائقة المطبخ القاري، والأمر يدور كذلك حول التخلي عن زمام بعض الأمور وإرجاعها إلى الزبون. يقول كاربوني: «يمكن لزبون أن يقول: «كلا. لا أريد فجلاً حارًا». إن هذا يسلب كبير الطهاة قليلاً من خيلائه ومكانته، كونه اعتاد مقولة: «هذا هو ما أنا عليه، وهذه هي طريقتي في صنعها»، بينما تقدمها من جديد للزبون قائلاً: «كيف تودها أن تكون؟»