ثمة مقتنيات تكتسب قيمتها من فخامة المواد التي تتشكل منها، وأخرى من الإرث الذي عرفته بمرور السنين. لكن ماذا عن تلك المقتنيات التي تحكي التاريخ؟ هذا ما هو عليه حال الصور الفوتوغرافية التي تستضيفها صالة ماستر بيس للفنون الجميلة بمركز وافي للتسوق في دبي.
يمثل المعرض، الذي انطلق بتاريخ 22 أغسطس آب، تكريماً تاريخياً لثقافة المنطقة وأنماط الحياة فيها وذلك من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي وثق بها البريطاني جورج رودجر مشاهد تعبّر بواقعيتها عن تاريخ الشرق الأوسط.
دأب جورج رودجر، الصحفي الحربي الذي بدأ مسيرته مصوّرًا وسافر إلى مختلف بقاع العالم، على توثيق واقع الحياة في العديد من الدول التي زارها. وتلقي أعمال رودجر الضوء على العديد من الأحداث التاريخية المهمة، مثل قصف لندن، ودخول قوات فرنسا الحرّة إلى غرب إفريقيا، وسقوط بورما، وعملية الإنزال في ساليرنو وغزو صقلية، ومعركة مونتي كاسينو، وعملية إنزال النورماندي، وتحرير باريس وبروكسل وهولندا والدنمارك، واستسلام الجيش الألماني في لونبرغ، وتحرير معسكر الاعتقال النازي في بيلسن، إلى غير ذلك من الأحداث المهمة التي أرخها بنفسه ذاهبا في مغامراته إلى حد الجنون، إذ تطرق إلى بيئات نائية وقاسية، بما فيها الصحاري والغابات ومناطق الحروب والعديد من الأماكن المجهولة في مختلف أنحاء العالم.
ما يميّز عمل رودجر على المستوى التقني هو أنه يوثق الأحداث التاريخية في صور غالبًا ما يتلاعب بتكوينها أو إضاءتها دون المساس بمحتواها، ليترك لعناصر الصورة مهمة سرد القصة للمشاهدين. وفي ما يخص منطقتنا، فإن الأعمال التي صوّرها في الشرق الأوسط تصف مشاهد تاريخية متنوعة مثل الحياة البدوية لمقاتلين يركبون الجِمال، وجندي يحمل صقراً مروّضاً لصيد الطيور، وأشعة الشمس المتدفقة عبر الأسواق القديمة في بغداد، وأهرامات الجيزة الشهيرة، بالإضافة إلى العديد من أفراد العائلات الملكية مثل صاحب السمو الهاشمي الأمير عبد الله بن حسين الذي أصبح فيما بعد ملك الأردن.
لا شك في أن هذا الإرث سيلفت انتباه المؤرخين المحليين والمصورين وأولئك الراغبين في استكشاف الماضي، من خلال عدسة واحدٍ من أشهر المصورين الصحفيين في العالم.