لشركة كودياك Kodiak خبرة كبيرة فيما يتعلق بالطائرات المروحيّة المخصصة للهبوط في أي مكان دون الحاجة إلى وجود مدرج خاص لها، وكان إصدارها الأول طائرة Kodiak 100 التي كشفت عنها في عام 2007 والتي مازالت تعد من أفضل الطائرات المروحية وأفضلها مبيعًا ضمن أسطولها. لم تكتف الشركة بالتطويرات التي طبقتها على الجيل الثالث من طائرتها الناجحة ولكن كشفت بدلاً من ذلك عن طائرة جديدة موجهة لفئة جديدة من المستخدمين وهي طائرة Kodiak 900 المخصصة للرحلات السريعة القصيرة.

تنتمي طائرات Kodiak إلى فئة طائرات بوش التي تستطيع الهبوط والإقلاع في أي مكان، كما أنها لا تحتاج إلى تجهيزات خاصة أو حتى للحصول على تصريحات خاصة للطيران والهبوط في مختلف الأماكن، لذلك تختلف استخداماتها كثيرًا عن طائرات غلفستريم الخاصة مثلاً.

ظهرت الحاجة لهذه الطائرات بشكل كبير مع مطلع الألفية الأخيرة في الدول النامية والمناطق التي لا يتوفر فيها مطارات مجهزة لاستقبال الطائرات التقليدية، وذلك لأن الطائرة تستطيع الهبوط في أي مكان بما فيها مجاري الأنهار الطويلة والمسطحات المائية.

جذبت هذه الطائرات اهتمام المؤسسات الخيرية التي كانت تعمل في المناطق النائية والتي تحتاج إلى زيارتها باستمرار وبشكل سريع إلى جانب المؤسسات والهيئات الحكومية التي اعتمدت عليها بكثرة.

ولكن سريعًا ما لفتت هذه الطائرات أيضًا أنظار أثرياء العالم لسهولة استخدامها وقدرتها على التنقل بين أماكن كثيرة بشكل خفي ودون الحاجة إلى طلب التصريحات أو الذهاب إلى المطارات.

وتسعى الشركة إلى تطوير هذه التجربة بكفاءة مع طراز Kodiak 900 الذي حدّثته ليتلاءم مع متطلبات الزبائن الجدد. وقد شملت هذه التحديثات تطوير المحرك وزيادة قوته، إذ تعتمد الطائرة على محرك PT6A-140 من شركة برات ويتني المعروفة بتطويرها لكثير من محركات الطائرات المدنية والعسكرية على حد سواء.

Kodiak 900..للرحلات السريعة القصيرة

Daher

يستطيع المحرك إنتاج قوة 900 حصان بدلاً من 750 حصانًا التي تنتجها طائرة Kodiak 100، وتُرجمت هذه القوة الإضافية إلى مزيد من السرعة، إذ تستطيع الطائرة التحليق بسرعة 210 عقد لمسافة تزيد على 2100 كيلومتر على ارتفاع أكثر من 3 كيلومترات. كما تصل مدة التحليق القصوى بالطائرة إلى 9.2 ساعة تقريبًا.

ولم تتوقف التحديثات عند المحرك فقط، إذ زاد طول هيكل الطائرة بمقدار 37 بوصة، وسمح ذلك للشركة بأن تزيد من حجم المقصورة الداخليّة لتوفر المزيد من الراحة للركاب إلى جانب إمكانية حمل الأمتعة الثقيلة.

تستطيع الطائرة حمل عشرة ركاب إلى جانب معدات الصيد والرياضات المائيّة الخاصة بهم، ويمكنك تعديل تصميم المقصورة كما ترغب وتعديل مواضع المقاعد داخلها بالشكل الذي تريده. كما عدلت الشركة تصميم قمرة القيادة لتوفير قدر أكبر من الكفاءة والسهولة في التحكم ضمن الرحلات.

فضلاً عن ذلك، حدّثت الشركة مختلف الأنظمة الذكية داخل الطائرة بما فيها أنظمة معادلة الضغط الجوي ونظام التبريد والتدفئة، واعتمدت على نظام الملاحة الذكي من غارمن G1000 NXi القابل للتخصيص، إلى جانب نظام الملاحة الذكي الجديد GFC 700. وأضافت الشركة أيضًا مجموعة من مزايا الأمان مثل مراقبة الصوت ثلاثيّة الأبعاد ونقل البيانات إلى القبطان حتى ينتبه إلى محيطه بشكل أفضل.

واعتمدت الشركة أيضًا على مركبات جديدة في صناعة شفرات المحرك الخماسية، وذلك لخفض مستوى الضجيج مقارنة بما هو عليه حال المحركات المروحية التقليدية.

وتستطيع الطائرة بحسب وصف الشركة التحليق في أي مكان حول العالم دون خرق أي قوانين متعلقة بالضجيج وضوضاء الطائرات بما في ذلك ألمانيا التي تمتلك قوانين صارمة على هذا المستوى. كما عملت الشركة على عزل المقصورة الداخلية صوتيًا حتى لا يشعر الركاب بضجيج المحرك أو اهتزازاته.

تصل تكلفة تشغيل الطائرة إلى 400 دولار في الساعة الواحدة، وهو أقل من ربع تكلفة تشغيل طائرة هليكوبتر تقوم بالرحلة ذاتها. ورغم ذلك فإن الشركة ترى تميز Kodiak 900 الحقيقي في إمكانية التحليق لمسافات طويلة والهبوط في أي مكان.