ألقى اثنان من المتظاهرين البيئيين الحساء على لوحة الموناليزا في متحف اللوفر في باريس، مطالبين "بغذاء صحي ومستدام"، لكن اللوحة التي كانت خلف زجاج مضاد للرصاص لم تتضرر. وبدا زوار المعرض في حالة صدمة عندما قامت امرأتان بإلقاء الحساء ذي اللون الأصفر قبل أن تتسلقا الحاجز أمام العمل وتحيطا باللوحة، وترفع كل منهما يدها اليمنى في لفتة تشبه التحية.
إحدى الناشطتين خلعت سترتها لتكشف عن قميص أبيض يحمل شعار مجموعة الناشطين البيئيين Riposte Alimentaire (الاستجابة الغذائية) بأحرف سوداء.
المطالبة بغذاء صحي ومستدام
وقالت الناشطتان: "ما هو الشيء الأكثر أهمية؟ الفن أم الحق في غذاء صحي ومستدام؟"، وأضافتا: "نظامنا الزراعي مريض. فمزارعونا يموتون في أثناء العمل". وأظهرت اللقطات المنشورة على موقع X الهجوم على تحفة ليوناردو دافنشي، بالإضافة إلى شهقات الزوار وصرخات الأطفال الذين صدموا على ما يبدو من الحادث.
وبالرغم من أن موظفي متحف اللوفر إلى نصب حواجز من القماش الأسود حول اللوحة والمحتجين، إلا أنهم فشلوا في حجب رؤية المشهد. وقالت شرطة باريس إنها اعتقلت شخصين عقب الحادث.
احتجاجات المزارعين الفرنسيين
ويعد هذا الإجراء، الذي يأتي في الوقت الذي يحتج فيه المزارعون الفرنسيون في مختلف أنحاء البلاد، هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة ضد الأعمال الفنية للمطالبة بمزيد من الإجراءات لحماية الكوكب. تعد حركة Riposte Alimentaire جزءًا من حركة A22 للمجموعات الاحتجاجية في 12 دولة، والتي تشمل أيضًا Just Stop Oil.
وقالت الحركة في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس إن رمي الحساء يمثل "بداية حملة مقاومة مدنية مع مطلب واضح للضمان الاجتماعي بغذاء مستدام".
هجمات سابقة على لوحات فنية في متاحف عالمية
أصبحت الضوابط الصارمة على الأكياس في معظم المتاحف الكبرى ممارسة طبيعية بسبب العديد من الهجمات الأخرى على اللوحات، بما في ذلك هجوم البطاطس المهروسة عام 2022 من قبل ناشطي Letzte Generation على لوحة Les Meules (أكوام القش) لكلود مونيه في معرض باربريني في بوتسدام، ألمانيا. وبعد ذلك ألصق هؤلاء النشطاء أيديهم بالحائط.
قبل ذلك، سكب نشطاء Just Stop Oil حساء الطماطم على لوحة Sunflowers (دوّار الشمس) للفنان فنسنت فان غوغ في المعرض الوطني بلندن. وقد ظلت لوحة الموناليزا خلف الزجاج منذ أن ألقى رجل بوليفي حجرًا عليها في ديسمبر عام 1956، ما أدى إلى إتلاف المرفق الأيسر للمرأة في الصورة.
وكان رجل قد ألقى فطيرة الكسترد على اللوحة في مايو 2022، قائلاً إن الفنانين لا يركزون بشكل كافٍ على "الكوكب". ومن ثم وُضع الزجاج المضاد للرصاص حول اللوحة في عام 2005. وفي عام 2009، ألقت امرأة فنجان شاي فارغًا على اللوحة، ما أدى إلى خدش هيكلها قليلاً.