يبدو أن التطورات في قطاع التصنيع المحدود واشتداد شهية المتحمسين لآخر الابتكارات في عالم السيارات الخارقة قد شرعت الأبواب أمام الشركات الناشئة أكثر من ذي قبل، لكن بشرط إنتاج طرز ترتقي إلى المستوى المطلوب. لكن ضمن دائرة الشركات التي تهزّ حاليًا قواعد المألوف، والتي يركّز الكثير منها على تطوير السيارات الكهربائية بسبب انخفاض تكلفة إنتاجها، يتقدم أمير ناران وفقًا لإيقاعه الخاص.
ينحدر ناران من زيمبابوي، وقبل إطلاق شركة "ناران أوتوموتيف" Naran Automotive، كان قد أسس شركة "فيمانا برايفت جيتس" Vimana Private Jets المتخصصة في الطيران الخاص وترأسها.
دخلت الشركة قطاع السيارات الخارقة بإطلاق سيارة "ناران" Naran الجريئة التي تحاكي سيارة GT3، ولكن تتمايز بمحرك V-8 من ثماني أسطوانات، معزز بشاحن توربيني لإنتاج قوة 1,048 حصانًا، وتحتضن أربعة مقاعد. بالرغم من ذلك، قد تكون أبرز مزية في هذه السيارة، التي يبدأ سعرها من نحو 2.2 مليون دولار، أنها تدفع مالكيها إلى الكد لتحقيق الإثارة المبتغاة في أثناء القيادة وهي الرؤية التي صمّم ناران على تنفيذها منذ طفولته المبكرة.
يبدو أن سيارة ناران الخارقة ثمرة منظورٍ بالغ التحديد. هلّا وصفت لنا هذه الرؤية؟
في ما يتعلق بتجربة القيادة، تستثير سيارات الماضي الحواس أكثر من سيارات الحاضر، وقطاع المنتجات الفاخرة ينحو بصورة مطردة نحو الأنظمة التناظرية. على سبيل المثال، حققت أقلام الحبر في العام الماضي مبيعات قياسية. ثبت أيضًا أن الزبائن يفضّلون الساعات الميكانيكية على الساعات المجهزة بالبطاريات، وعادت أسطوانات الفينيل إلى الواجهة بقوة.
حاليًا، يتلمس صناع السيارات الخارقة ومتفوقة الأداء بمعظمهم تيسير القيادة إلى أقصى حد ممكن. فإذا وضعت على سبيل المثال شخصًا مسنًا في سيارة بوغاتي شيرون، فإنه لن يجد صعوبة في قيادتها، وإن كانت خبرته في القيادة تنحصر في سيارة من طراز فولكس فاغن غولف.
ولكني أرى أن الكدّ في أثناء القيادة أمر حسن. لذلك، ومع أننا ملزمون بتزويد السيارة بنظام التحكم بالجر والمكابح المانعة للانغلاق، إلا أن إمكانية تعطيل عمل هذا النظام تبقى متاحة، وحينها يختبر السائق قيادة سيارة جامحة عالية الأداء لا تتقيد حركتها بالنظم الإلكترونية الموجِّهة.
يشبه الأمر قيادة أفعوانية الملاهي. ما أسعى إليه هو إيقاظ البطل الكامن في داخل كل زبون. بعبارة أخرى، ينبغي أن يستشعر السائق خطر الموت وبهجة النجاة في كل مرة يخرج من السيارة.
Naran Automotive
أمير ناران البالغ من العمر 38 عامًا وصاحب الفضل في تطوير سيارة ناران الخارقة.
لطالما راودك حلم تصنيع سيارة تحمل اسمك. كيف حققت ذلك وما الذي يحتاج إليه المرء حتى ينشئ شركة للسيارات الفاخرة؟
الوقت! كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما راسلت إيان كالوم، رئيس قسم التصميم السابق في أستون مارتن وجاغوار، وأدريان فان هويدونك، مدير التصميم في بي إم دبليو. كلاهما نصحني بدراسة التصميم الصناعي وتصميم المنتجات.
يتطلب الأمر أيضًا الكثير من المال والشجاعة، ولا سيما مهارات التفاوض، لأن الجميع يحاول استغلال شركات التصنيع الصغيرة. ولا ننسى سمة الصبر. فما تصوّرنا أنه سيستغرق ثلاث سنوات، استغرق منّا سبع سنوات.
أضف إلى ذلك المعارف: لأن غايتي كانت محددة، أمضيت حياتي كلها في لقاء أشخاص وازنين في القطاع، فضلاً عن المستثمرين والمصممين المحتملين وغيرهم.
Naran Automotive
تتمايز المقصورة الداخلية في هذا الطراز الأولي بتصميم يستلهم الجواهر، فيما لوحة التحكم وعجلة القيادة ولوحة العدادات فيها تزدان بزخارف وخطوط ذهبية.
لماذا اخترت محرك احتراق داخليًا في عام 2024 فيما المحركات الكهربائية أجدى وأبسط؟
لا أحد يحتاج إلى سيارة مثل ناران. إنها ليست مركبة مهمتها نقلك من النقطة أ إلى النقطة ب. لذلك، فإن من يقتنيها مدفوع أساسًا بالعاطفة البحتة، وهذا ما لا ينطبق على السيارات الكهربائية والهجينة.
قد تتمايز السيارات الكهربائية الخارقة بالابتكار والأداء العالي، لكنها تشبه غسّالة أو مجفف شعر. إنها عملية للغاية، على غير ما هو عليه حال السيارات المجهزة بمحركات الاحتراق الداخلي التي تتعالى فيها الضوضاء والاهتزازات وتحتدم بسببها التجربة العاطفية. لا قيادة تضاهي ما تعد به باستثناء قيادة السيارات المجهزة بمحركات الهيدروجين مستقبلاً.
ما كان الدافع إلى تجهيز المقصورة بأربعة مقاعد؟
تتعزز البهجة بتشارك التجارب، ولذلك سلكت هذا المسلك، خصوصًا أن العديد من مالكي السيارات الخارقة أرباب عائلات. أضف إلى ذلك تحاشي أغلب الصنّاع تطوير طرز مجهزة بأربعة مقاعد. تقدم سيارة كونيغسيغ جيميرا تجربة من هذا القبيل، ولكن تصميمها موجّه بالدرجة الأولى لقطع المسافات الطويلة، على غير ما هو عليه حال سيارتنا الشرسة التي تولّد أكبر قدر ممكن من الإثارة.
Naran Automotive
إن رؤيتك متفردة للغاية، فمن هو زبونك؟
ينضم كل من يشتري السيارة إلى قائمة سفراء العلامة، لذلك أخص بها عاشقي السيارات الحقيقيين دون غيرهم. ما يميّزنا عن منافسينا هو درجة التخصيص.
فمن بين زبائننا ثمة من طلب تزيين مقصورة السيارة بالرخام أو الغرانيت، وقد لبّينا هذا الطلب بقطع بسمك 0.1 ملليمتر تتفرّد بملمس صخري لكن وزنها ضئيل. تلقينا أيضًا طلبًا غير تقليدي من قائد فريق كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز. نظرًا لأن هذا اللاعب يحمل وشمًا لخارطة بلاده على ظهره، فقد طرّزنا مقعد القيادة بصورة معاكسة للخارطة، ولذلك يبدو كأنه يتصل جسديًا بالسيارة عندما يجلس فيها.
سنلبي مطلب الزبون حتى لو أراد سقفًا يزهو بجدارية مرسومة يدويًا. سينعكس ذلك بطبيعة الحال على التكاليف التطويرية، بما تتضمنه من اختبارات التصادم وما يتعلق بها، لكن لا حدود لما نبتكره. حتى إذا أراد الزبون سيارة قادرة على الطيران، فإننا سنتوصل إلى طريقة لتحقيق هذا المراد.