في شهر مارس من كل عام، تتجه أنظار عشاق الفنون في كل مكان إلى دبي، وبالتحديد إلى معرض "آرت دبي" الدولي. اكتسب هذا المعرض، الرائد في المنطقة، صبغة عالمية منذ تأسيسه في عام 2007، لا سيّما أنه خطا خطوات كبيرة في طريق ترسيخ موقع دبي على قائمة المدن الراعية للفن، وخصوصًا أعمال الفنانين القادمين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
يقام معرض آرت دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتعتزم دورة هذا العام، التي تنعقد من الأول من مارس إلى الخامس منه، تقديم أكثر من 130 عملاً فنيًا من 43 دولة، أغلبها من الجنوب العالمي، ومشاركة أكثر من 30 مشاركًا جديدًا.
Art Dubai
ويشمل برنامج هذه الدورة عروضًا أولية لبعض ألمع الوجوه على الساحة الفنية العالمية، إلى جانب عشرة أعمال فنية أدائية جديدة لفنانين من جنوب آسيا، فضلاً عن برنامج للمؤتمرات وريادة الأعمال يُقرب الزوار من رؤى كبار الفنانين والقيمين الفنيين والباحثين وخبراء التقنية. يتضمن المعرض أيضًا ورشات عمل فنية وبرامج تعليمية متنوعة.
لطالما ركز معرض آرت دبي على إنماء ثقافة الاكتشاف، وتداول مقاربات جديدة ومثيرة، وإذكاء نقاشات فنية تروم تجاوز الحدود التقليدية المرسومة من قبل الغرب. ولهذا يحتضن المعرض كل عام عديد المواهب الفنية التي تعمل جاهدة على التشابك مع التراث الثقافي الغني للمنطقة وتطوير الممارسات الفنية بما يوصلها إلى العالمية.
وينقسم المعرض إلى أربعة أقسام: قسم الفن المعاصر، وقسم الفن الحديث، وقسم الفن الرقمي، وقسم "بوّابة".
Art Dubai
يعرض قسم الفن المعاصر 76 عملاً فنيًا من إبداع جيل من الفنانين الشباب الجريئين، وهي أعمال قد تفاجئ الضيوف وتُضحكهم، وقد تصدمهم أيضًا. بيد أن القاسم المشترك بين هذه الأعمال أنها تعكس الأسلوب الذي به يواجه هؤلاء الفنانين العالم من حولهم، كما تجسد ارتباطهم الوثيق بالأساليب الفنية السالفة، أو قطيعتهم المتعمدة معها، فيما تعطي لمحة عن الحيز الكبير الذي تشغله التجارب الحياتية في فنهم. ومن بين الفنانين الذين تعرض أعمالهم في هذا القسم نجد ميريام حداد، وفتيحة الزموري، وسلطان الرميثي، وزياد النجار، وغيرهم.
أما في قسم الفن الحديث، فتُعرض أعمال عشرة مبدعين من أساتذة الفن الحديث، 9 منهم من الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وتعود أغلب هذه الأعمال إلى الفترة الممتدة بين ستينيات القرن الفائت والتسعينيات، وتضم أيضًا أعمالاً فنية أخرى من السنوات العشرين الأخيرة. ويتشارك فنانو هذا القسم رغبتهم في خلخلة التقاليد السائدة في عالم الفنون، كما أنهم يبثون في أعمالهم روحًا تحررية وخصوصيات ثقافية تمتزج في سرديات مثيرة للاهتمام. ويضيء هذا القسم خصوصًا على أعمال فنانين مثل جيمس بارنور، ومنى السعودي، وهيلين الخال، وحسين ماضي، وسمير سلامة، وغيرهم.
Art Dubai
وفي ضوء التطورات التقنية التي شهدها العالم في السنوات القليلة الماضية، بظهور الميتافيرس والرموز غير القابلة للاستبدال، لم يكن مفاجئًا أن يتبنى معرض آرت دبي أعمالاً تتقاطع فيها الفنون والتقنية. ومن هنا جاء إطلاق قسم الفن الرقمي، الذي يستكشف سبل استخدام التكنولوجيا في الأعمال الفنية على نحو يهز تعريفات الفن من أساساتها. ويضم هذا القسم 18 عملاً فنيًا من دبي والقاهرة وسنغافورة وطوكيو وغيرها.
في المقابل، يُخصص قسم "بوّابة" للأعمال الفنية الجديدة التي أبدعها فنانون من الجنوب العالمي، على اختلافهم. وسيكون زوار هذا القسم على موعد مع 11 عملاً فنيًا، تُبرز كلها مقدار المهارة التي ينبغي للفنان امتلاكها حتى ينتج قطعًا فنية أصيلة، في عصر تتلاشى فيه هذه القيمة تدريجيًا. ولهذا تركّز أعمال هذا القسم على شد انتباه الزوار ودفعهم للتأمل. ومن الفنانين المشاركين في هذا القسم نجد أشرف طولوب، وموزة المطروشي، وديكنز أوتيينو، وغريغوري هليلي، وغيرهم.