هل سمعت من قبل عن مدينة لينس أو زرتها؟ هذه البلدة الصغيرة الواقعة في شمال فرنسا كانت مركزًا لاستخراج الفحم بين عامي 1849 و1986، عندما أُغلق آخر مناجمها.
وفي عام 2012، وبعد إدراج منطقة التعدين نور-با-دو-كاليه Nord-Pas-de-Calais ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، اتخذت وزارة الثقافة الفرنسية خطوة لإحياء المنطقة من خلال إنشاء متحف اللوفر-لينس.

متحف اللوفر-لينس

استوحي هذا المشروع من التحول الاقتصادي لمدينة بيلباو الصناعية في إسبانيا، التي أصبحت موطنًا لمتحف غوغنهايم منذ عام 1997. وهكذا، وُلد متحف اللوفر-لينس، مع صالات عرض مؤقتة وغاليري دو تان Galerie du Temps أو معرض الزمن بالعربية.

معرض غاليري دو تان

المعرض عبارة عن مساحة مفتوحة تبلغ 32 ألف قدم مربعة مخصصة لعرض حوالي 200 قطعة من متحف اللوفر الباريسي الأكبر.

بعد أكثر من عقد من النجاح، قرر مسؤولو المتحف إعادة التفكير في تصميم معرضه الرئيس واستقبال أعمال جديدة من متحف اللوفر.

وقالت أنابيل تينيز، مديرة متحف اللوفر لينس لموقع آرت نيوز: "كانت الفكرة هي الاستمرار في الابتكار، مع الحفاظ على الوعد الأصلي بالسماح للجمهور بالتنقل بحرية من دون تفضيل أي وسيط أو حضارة في العرض".

نظرًا لأن الأعمال تُعرض بشكل منفصل، مثل المنحوتات التي يمكن مشاهدتها من زوايا متعددة، قارن البعض بين غاليري دو تان بالعرض التاريخي لمتحف ساو باولو للفنون، حيث تُعرض الأعمال على حوامل زجاجية. وأشارت تينيزي إلى إشارة ضمنية لمتحف غوغنهايم في نيويورك، الذي يعزز أيضًا حرية حركة الزوار.

تظهر إحدى الإضافات الجديدة حتى قبل دخول المبنى الذي صممته شركة SANAA، عملاً فنيًا جديدًا يرحب بالزوار للفنانة نيكي دو سانت فال، وهو عبارة عن مسلّة مزخرفة تعد مقدمة لتجديد المعرض الداخلي. 

وقالت تينيز: "هذا التمثال الزهري يربط بين حديقتنا، التي صممتها مصممة المناظر الطبيعية كاثرين موسباخ، وبين سلسلة لوحات الفصول الأربعة للرسام الإيطالي غيسيبي أرسيمبولدو  والتي خضعت مؤخرًا للترميم".

يعرض غاليري دو تان الأعمال الفنية بترتيب زمني، ولكن التصميم الجديد يركز على موضوعات متنوعة، مثل التعبير عن الذات والكائنات الحية. 

في زمنه، حوّل أرسيمبولدو الخضراوات والفواكه إلى لوحات تصويرية تجسد وجوهًا بشرية. وفي سياق مشابه، يلتقي الإنسان والحيوان في العمل الفني من القرن الرابع قبل الميلاد Allée des Sphinx (ممشى أبو الهول).

أوضحت أنابيل تينيز أنها أرادت أن يكون عمل تيودور روسو، حافة الغابة في فونتينبلو، خاتمة الجولة للجمهور، مضيفة: "إنه أول رسام صديق للبيئة، وحلم بتحويل الغابة إلى محمية فنية".

تُعرض لوحة تيودور روسو بجانب مشهد طبيعي خالد شبه مستقبلي من إبداع الفنانة إيفا نيلسن، وهذا التباين يُبرز الحضور المتزايد للفن المعاصر في غاليري دو تان. 

قالت تينيز إن بعض الأعمال المعاصرة تبدو كأنها قطع أثرية قديمة، مضيفة: "مع ذلك، يدعونا هؤلاء الفنانون المعاصرون إلى النظر إلى الماضي بأعينهم". 

شهد غاليري دو تان اختلافات واضحة بين العرض الأولي الذي صُمم بمساعدة Studio Adrien Gardère، والتصميم الجديد الذي أُعيد تخيله بالتعاون مع وكالة AtoY تحت عنوان نهر الزمن Fleuve du Temps. المشروع يجسد انتقالًا سلسًا عبر الزمن، من الألفية الرابعة قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر.

تضمن العرض السابق مجموعات من الأعمال التي تتقاسم منصة مشتركة. الآن، كل عمل يقف أو يتوقف بشكل فردي ليقدره كل زائر بشكل كامل. وأشارت تينيز: "يبدو أن المعرض كان يتمتع بلمسة يونانية ورومانية أكثر في السابق. أما الآن، فيبدو أن هناك شيئًا أكثر شرقية أو مصرية في طابعه".

من خلال الاستعانة بمجموعات اختبار لتقييم المعارض في أثناء تطويرها، عمل متحف اللوفر-لينس على ترسيخ مكانته بوصفه واحدًا من أكثر المتاحف الفاخرة شمولًا في فرنسا. قالت تينيز: "نقيم معارضنا المؤقتة مع الجمهور قبل افتتاحها. فلماذا لا نطبق الأسلوب نفسه على مجموعاتنا الدائمة؟"

تمت مراجعة حجم النصوص، وميلها، وارتفاعها على الجدران بناءً على ملاحظات المشاركين. شارك في هذه التجربة مجموعة من 200 فردًا من البالغين، والأطفال، والأشخاص ذوي الإعاقة، والزوار المنتظمين والجدد، للمساعدة في كتابة الشروح التوضيحية.