بيعت لوحة للفنان النمساوي غوستاف كليمت، كانت مفقودة منذ 100 عام، مقابل 32 مليون دولار في مزاد لدار إيم كينسكي im Kinsky بمدينة فيينا النمساوية. رسمت اللوحة غير المكتملة، التي تحمل عنوان Portrait Fräulein Lieser، في ربيع عام 1917، عندما كان كليمت واحدًا من أشهر رسامي البورتريه في أوروبا، وقبل عام من وفاته.

وإلى أن أعلنت دار المزادات في مؤتمر صحفي بشهر يناير أنه أعيد اكتشاف اللوحة ضمن مجموعة خاصة، لم يكن معروفًا للوحة سوى صورة بالأبيض والأسود. أدت العودة المفاجئة للعمل الفني، إلى جانب الخلفية الدرامية المثيرة للاهتمام، إلى إثارة ضجة كبيرة حول اللوحة. وفي الفترة التي سبقت المزاد، انتهز حوالي 15 ألف زائر الفرصة لمشاهدة العمل المعروض في متحف إم كينسكي. 

بمبلغ 32 مليون دولار.. بيعت لوحة Portrait Fräulein Lieser

بيعت اللوحة عند الحد الأدنى من تقييمها الذي راوح بين 32 مليون دولار و53.4 مليون دولار. بدأ المزاد بمبلغ 30 مليون دولار وثبت السعر على مبلغ قدره 32 مليون دولار، فيما لم يشمل الرقم المحقق رسوم دار المزاد.

وبالمقارنة مع لوحة أخرى لكليمت حملت عنوان سيدة ذات مروحة Dame mit Fächer في لندن العام الماضي، بيعت اللوحة التي كانت مفقودة بأقل من نصف السعر الذي حقّقته الأولى التي عُدَّت اللوحة الأخيرة التي أكملها كليمت، وبالتالي أغلى عمل فني بيع على الإطلاق في مزاد أوروبي، عندما بيعت بمبلغ 108.4 مليون دولار.

لوحة مفقودة منذ 100 عام للرسام غوستاف كليمت تباع مقابل 32 مليون دولار

im Kinsky auction house

عدت لوحة Portrait Fräulein Lieser مفقودة منذ فترة طويلة، إلا أنه تبين في الآونة الأخيرة أنها كانت ملكية خاصة يحتفظ بها مواطن نمساوي، وفقًا لدار المزادات. وأفادت دار المزادات في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني أن "إعادة اكتشاف هذه اللوحة، وهي واحدة من أجمل ما رسمه كليمت في مرحلته الإبداعية الأخيرة، لأمر مثير للإعجاب".

يُعتقد أن اللوحة تصور إحدى بنات أدولف أو جوستوس ليسر، اللاتي كن من عائلة نمساوية ثرية في مجتمع فيينا.

تقول دار المزادات إن الفتاة في اللوحة قد تكون أيضًا إحدى ابنتي جوستوس ليسر وزوجته هنرييت، راعية الفن الحديث. وزعمت دار المزادات أن "الشيخوخة" المستندة إلى الذكاء الاصطناعي للصورة تظهر أوجه تشابه واضحة مع هيلين ليسر، الخبيرة الاقتصادية التي توفيت عام 1962.

عندما توفي الفنان بسكتة دماغية في فبراير 1918، كانت اللوحة لا تزال في الاستوديو الخاص به، من دون أن يتاح للفنان الانتهاء من بعض الأجزاء الصغيرة، قبل تسليمها لعائلة ليسر. وذكرت دار المزادات أن مصيرها الدقيق لم يكن واضحًا بعد عام 1925.

ولفت البيان إلى أن "المعروف أن المرسل بحسب الأصل القانوني قد حصل عليها في ستينيات القرن الماضي، وانتقلت إلى المالك الحالي عبر ثلاثة ورثة متتالين". وأفادت دار المزادات أنه كان من المقرر بيع اللوحة نيابة عن مالكيها النمساويين الذين لم يكشف عن أسمائهم، إلى جانب الورثة القانونيين "لأدولف وهنرييت ليسر بناءً على اتفاق يتماشى مع مبادئ واشنطن لعام 1998".

تأسست مبادئ واشنطن في عام 1998، وكلفت الدول المشاركة بإعادة الأعمال الفنية التي صادرها النازيون إلى أصحابها الشرعيين.

وأوضحت كلوديا مورث غاسر، المتخصصة بالفن الحديث لدى دار مزادات إم كينسكي أنه جرى فحص اللوحة ومصدرها "بمختلف الطرق الممكنة في النمسا"، مضيفة: "لقد دققنا في السجلات كافة ولم نعثر على أي دليل على أن اللوحة صدرت إلى خارج النمسا، أو جرى مصادرتها، أو نهبها". وأضافت غاسر: "ليس لدينا أي دليل على أن اللوحة لم تُنهب مطلقًا في الفترة الزمنية بين عامي 1938 و1945"، لافتة إلى أن "هذا هو السبب وراء قيامنا بترتيب اتفاق بين المالك الحالي وأحفاد عائلة ليسر وفقًا لمبادئ واشنطن".