بيعت لوحة للفنان الهندي مقبول فدا حسين بعنوان رحلة القرية Gram Yatra في مزاد لدار كريستيز في نيويورك مقابل 13.8 مليون دولار، ما يجعلها أغلى عمل فني هندي معاصر يُباع في مزاد علني على الإطلاق.
أغلى عمل فني هندي معاصر يُباع في مزاد علني
هذا المبلغ، الذي يشمل الرسوم، تجاوز بكثير تقديرات دار كريستيز التي راوحت بين 2.5 مليون دولار و3.5 مليون دولار، وكان أيضًا أكثر من أربعة أضعاف الرقم القياسي السابق للفنان، والبالغ 3.1 مليون دولار، والذي سُجّل في سبتمبر 2024 عند بيع لوحته Reincarnation في مزاد سوذبيز بمدينة لندن.
أما الرقم القياسي السابق لأغلى عمل هندي معاصر، فكان 7.4 مليون دولار، للوحة The Story Teller (راوي القصص) من عام 1937 للفنانة أمريتا شير-جيل، والتي بيعت في سبتمبر 2023 في مومباي.
يُذكر أن لوحة كالِّيستي Kallisté من عام 1959 للفنان سيد حيدر رضا، التي بيعت في مارس 2024 في سوذبيز مقابل 5.6 مليون دولار، كانت قد قُدّرت بمبلغ يتراوح بين مليونين و3 ملايين دولار، وهو أعلى تقدير سُجّل لعمل فني هندي معاصر في مزاد، بحسب ما أفاد به متحدث باسم دار المزادات.
بيعت لوحة مقبول فدا حسين في مزاد كريستيز المخصص للفن الحديث والمعاصر في جنوب آسيا، وهو مجال لا يزال يكتسب زخمًا متزايدًا رغم التحديات التي يواجهها سوق الفن العالمي. اللوحة تعود إلى عام 1954، ويبلغ طولها نحو 14 قدمًا، وكانت ثمرة جهد استمر 13 عامًا قبل عرضها في المزاد. وقد وصفها نيشاد أفاري، رئيس قسم الفن الحديث والمعاصر في جنوب آسيا بدار كريستيز للمزادات في نيويورك، بأنها "من أهم الأعمال" التي رآها في مسيرته المهنية.
وقد صرّح أفاري لمجلة آرت نيوز بأن قسمه كان يأمل، قبل المزاد، أن تُحدث اللوحة تحولًا في سوق أعمال حسين، الذي تأخر في تحقيق أسعار قياسية مقارنة بزميليه في مجموعة الفنانين التقدميين، فرانسيسكو فيكتور نيوتن دي سوزا وسيد حيدر رضا.
تتألف اللوحة من 13 مشهدًا منفصلًا للحياة الريفية في الهند. ويرى أفاري أن هذا الأمر ذو أهمية بالغة، خصوصًا أن اللوحة أُنجزت بعد خمس سنوات فقط من استقلال الهند، وهي فترة كان خلالها حسين وزملاؤه يسعون لفهم هوية الفنان الهندي المعاصر وتحديدها.
يُبرز مقبول فدا حسين في اللوحة أهمية الحياة الريفية في الهند كونها محورًا أساسيًا للتقدّم في مرحلة ما بعد الاستقلال، مؤكدًا أن مستقبل الأمة الجديدة يجب أن ينطلق من جذورها الزراعية والاجتماعية.
وأشار أفاري إلى أن من بين المشاهد الثلاثة عشر المكوّنة للعمل، ثمة مشهد يصوّر مزارعًا واقفًا، وقد وصف هذا العنصر بأنه نوع من البورتريه الذاتي للفنان نفسه، لأن هذه الشخصية هي الوحيدة التي تتجاوز الحدود البصرية لمشهدها، وتدخل إلى مشهد مجاور يُظهر منظرًا طبيعيًا وحقولًا زراعية، في إشارة إلى الترابط بين الإنسان والأرض. وقال أڤاري: "إنها حرفيًا صورة مُزارع يُعد مُعيلًا للأرض وحاميًا لها".
كانت ملكية اللوحة تعود في الأصل إلى ليون إلياس فولودارسكي، وهو جرّاح نرويجي وجامع خاص للأعمال الفنية، اقتناها في نيودلهي عام 1954، في أثناء قيادته لفريق من منظمة الصحة العالمية كان مكلّفًا بإنشاء مركز تدريب لجراحة الصدر هناك. وفي عام 1964، تبرّعت عائلة فولودارسكي باللوحة إلى مستشفى جامعة أوسلو.
عندما تواصلت المستشفى لأول مرة مع كريستيز بشأن اللوحة، قال أفاري إن رد فريقه كان فوريًا: "سنستقل الطائرة فورًا". على مر سبعة عقود، بقيت اللوحة بعيدة عن أعين الجمهور، إذ كانت معلقة في ممر خاص بوحدة الأعصاب داخل المستشفى.
امتدت عملية الإعداد للبيع 13 عامًا، وشملت الحصول على الموافقات اللازمة من مجلس إدارة مستشفى جامعة أوسلو، حتى أصبحوا مستعدين أخيرًا لطرحها في المزاد. وقال أڤاري في ختام حديثه: "ما يبعث على الرضا حقيقةً هو أن العائدات ستُستخدم لإنشاء مركز تدريب للأطباء يحمل اسم الدكتور فولودارسكي".