على الرغم من آلاف ساعات الطيران، وقيادة طائرات مقاتلة كلاسيكية مثل L-39، إلا أن الطيار إيفان ديك ما كان مستعدًا للقوة الغاشمة التي تنتجها طائرة F-104 Starfighter الأسرع من الصوت. وفي هذا يقول: "نسبة قوتها إلى وزنها أمر لا يصدق. ومنذ تنبهي لوحدة الحارق اللاحق، أدركت أن قيادتها ستكون أكبر تحد واجهته في مسيرتي. لقد كانت أشبه بصاروخ منطلق يحمل إنسانًا".
فيما تُقاس استجابة طائرة L-39 بالثواني، تُقاس استجابة طراز Starfighter بأجزاء من الثانية. يتذكر ديك كيف حاول، خلال تحليقه مع ريك سفيتكوف، الرئيس التنفيذي لشركة Starfighters International، تثبيت الطائرة على ارتفاع ألفي قدم، فيقول: "كان من المستحيل السيطرة على الطائرة. عندما ألقيت نظرة خاطفة على أدوات التحكم، وجدت نفسي فجأة على ارتفاع أعلى بخمسمائة قدم".
ولا ينسى ديك ذكر قوة التسارع التي كانت كاسحة بالقياس إلى ما هو عليه الحال في أي طائرة قادها من قبل، علمًا بأنه اقترب مرتين من حافة الفضاء على متن مركبة نيو شيبرد New Shepard التي أطلقتها بلو أوريجين Blue Origin. في لحظة معينة، عندما باشر التحليق في دائرة، عانى بصره من الرؤية النفقية وشعر بالدم ينساب من دماغه، وهذا ما حَمله على خفض السرعة.
ولكن هذه التجربة لم تُثن ديك الذي يقول إن "التحليق بهذه الطائرة بعث في نفسه الرضا على نحو لم تحققه طائرة أخرى من قبل" وقد أشاد بِسفيتكوف قائلًا إنه "من مستوى مغاير" بوصفه طيار طائرات مقاتلة محترفًا. وفي هذا يقول: "يحرص ريك على إبقاء الطائرة داخل نطاق الأداء المسموح به". ويضيف: "ثمة سبب يدعوهم إلى تسمية طائرة F-104 بصانعة الأرامل. إذا لم تقربها باحترام، فإنك ستواجه عواقب وخيمة".