تشهد الأعوام الجارية تطورات واعدة في مجال السياحة الفضائية والمركبات الفضائية بشكل عام بدايةً من تطوير المناطيد التي تسهل الرحلات السياحة إلى الطبقات الخارجية من الغلاف الجوي حتى الرحلات الفضائية الكاملة التي تعتمد على الصواريخ. ولكن ما تقوم به سييرا سبايس Sierra Space يعكس مسعى مختلفًا.
طائرة Dream Chaser
استطاعت الشركة الناشئة تطوير طائرة صغيرة الحجم تحت اسم Dream Chaser (ملاحقة الأحلام) تبدو مثل الطائرات المقاتلة، ولكنها مجهزة للتحليق في الفضاء والوصول إلى محطة الفضاء العالمية.
تخطط سييرا سبايس لاختبار النموذج الأول من طائرة Dream Chaser في العام المقبل، وذلك بعد أن تكمل الاختبارات القاسية في مصنع التطوير. وبحسب البيان الرسمي الذي كشف فيه الشركة عن الطائرة، فإنها صممت بطريقة تجعلها قادرة على تحمل درجات حرارة تتجاوز 1600 درجة مئوية من دون أن يؤثر ذلك على الركاب، إلى جانب عودتها إلى درجات الحرارة الطبيعية في ثوان معدودة بعد الخروج من الغلاف الجوي.
وتضم الطائرة منظومة طيران آلي قادرة على إتمام 15 مهمة فضائية مع إمكانية التحكم في سرعة الرحلة من أجل حماية الحمولة القابلة للكسر بداخلها أو حماية الركاب، وذلك إلى جانب مجموعة من الكماليات الأخرى التي تسهل الرحلة.
بدأ تطوير طائرة Dream Chaser في عام 2004، ورغم أن الشركة كانت تسعى في الأصل إلى تطوير طائرة فضائية قادرة على حمل الركاب والحمولة معًا، إلا أن تسارع الخطوات في سباق الفضاء ودخول الكثير من الشركات الكبرى هذا المجال دفعها إلى تغيير خططها، والتحول إلى تطوير أول طائرة فضائية مخصصة للاستخدام التجاري.
فرغم أنها حاليًا تخضع لسيطرة وكالة ناسا بموجب عقد رعاية متكاملة، إلا أنها في النهاية ستتحول إلى الاستخدام التجاري، وربما يحدث ذلك تزامنًا مع انتشار الرحلات إلى الفضاء الخارجي.
لا تزال الطائرة في منشأة التطوير التابعة لشركة Sierra Space، ولكنها خلال الأسابيع المقبلة تغادر إلى محطة نيل أرمسترونغ حيث ستخضع لاختبارات وكالة ناسا الفضائية، وهناك تبدأ الاختبارات الحقيقية لتحديد ما إذا كانت الطائرة مستعدة لاختراق الغلاف الجوي.
وعند اجتياز الطائرة لمختلف الاختبارات اللازمة، من المتوقع أن تبدأ أولى رحلاتها الفضائية في شهر أبريل من العام المقبل من أجل الوصول إلى محطة الفضاء العالمية.
يُذكر أن تطوير المركبات الفضائية مثل Dream Chaser هو الخطوة الأهم في سباق السياحة الفضائية الحقيقي، وهذا لأنها تسهل على العديد من الزوار الوصول إلى المحطات الفضائية في تجربة قريبة من تجربة الطيران التقليدية، والوصول إلى محطات الفضاء الخاصة مستقبلاً.