مع اقتراب موسم الصيف في غضون أشهر، اتخذت وجهات العطلات الشهيرة إجراءات أكثر صرامة للحد من الحشود. ومع ذلك، لا تزال السياحة المفرطة تمثل مشكلة، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.
على مدار العام الماضي، اتخذت الوجهات في مختلف أنحاء العالم إجراءات لخفض أعداد الزوار، فقامت بعض الأماكن بزيادة الضرائب السياحية فيما حظرت أماكن أخرى الإيجارات قصيرة الأجل مثل إير بي إن بي في المناطق التاريخية.
وعلى الرغم من هذه الجهود، إلا أن العديد من المقاصد سجلت أعدادًا قياسية من الزوار. كما أن الطلب على السفر آخذ في الارتفاع في عام 2025.
على سبيل المثال، توافد عدد هائل يبلغ 36.9 مليون شخص إلى اليابان العام الماضي، بزيادة كبيرة قدرها 47% مقارنة بعام 2023. وفي الوقت نفسه، توج المغرب بالبلد الأكثر زيارة في إفريقيا في عام 2024 بعد أن استقبل رقمًا قياسيًا بلغ 17.4 مليون سائح دولي، وهو ما يمثل قفزة بنسبة 33% عن عام 2019.
وشهدت الدول الأوروبية مثل البرتغال زيادة بنسبة 26% في عدد الزوار في عام 2024، وفي إسبانيا، من المتوقع أن ترتفع السياحة بنسبة 5%.
أوضحت باولا فلامنغز، كبيرة مسؤولي التأثير في منظمة Tourism Cares العالمية غير الربحية، لشبكة سي إن إن ترافيل، أن "الصناعة بأكملها بحاجة إلى أن تكون أكثر استباقية. كيف ندير الأعمال؟ كيف نقوم بتسويق هذه الوجهات، وكيف نخدم المجتمعات المحلية المتأثرة؟ كل هذا يحتاج حقًا إلى استراتيجية مستدامة للمستقبل، لأن المزيد والمزيد من الناس يستمرون في التدفق إلى هذه الوجهات".
رفعت الوجهات السياحية الشهيرة من البندقية إلى إيبيزا ضرائبها السياحية لمكافحة السياحة المفرطة. في الواقع، كانت البندقية أول مدينة في العالم تبدأ في فرض رسوم رحلة يومية خلال موسم الذروة، والذي دخل حيز التنفيذ في أبريل الماضي.
كما اتخذت المدينة الإيطالية، إلى جانب أمستردام، خطوة بحظر السفن السياحية من المناطق التاريخية لتقليل حركة المرور. وفي الآونة الأخيرة، يسعى رئيس الوزراء في إسبانيا إلى فرض ضريبة بنسبة 100% على شراء العقارات من قبل المشترين غير الأوروبيين، بهدف الحد من الإقامات قصيرة الأجل، وفقاً لتقرير سي إن إن.
وأضافت أودري سكوت، المؤسس المشارك لشركة استشارات السياحة المستدامة Uncornered Market: "ربما تكون هناك بعض الأشياء الإيجابية التي حدثت بسبب الأزمة، إذا كنت تريد أن تسميها كذلك، في العام الماضي، لكنني ما زلت أعتقد أن عام 2025، بسبب الطلب الهائل فحسب، سيكون العام الذي ستظل فيه العديد من هذه الوجهات الشعبية تواجه بعض التحديات نفسها بالنسبة للسياحة".