تظهر دراستان استقصائيتان توقعات إيجابية طويلة المدى لسوق طائرات رجال الأعمال، لكن إحداهما كانت أقل تفاؤلاً بشأن الظروف قصيرة المدى.
وقد صدر استطلاع JETNET iQ للربع الثالث والتوقعات الثالثة والثلاثين لسوق الطيران التجاري العالمي من هانيويل Honeywell قبل بدء المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية لطيران الأعمال NBAA BACE في لاس فيغاس.
يتوقع تقرير هانيويل أن تكون تسليمات طائرات رجال الأعمال الجديدة في عام 2025 أعلى بنسبة 12% مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2024، ويتوقع 90% ممن شملهم الاستطلاع أن يزداد عدد رحلاتهم أو يبقى كما هو في عام 2025 مقارنة بالعام الحالي.
ومن المتوقع أيضًا أن تمثل الطائرات الكبيرة حوالي ثلثي إجمالي نفقات طائرات رجال الأعمال الجديدة في السنوات الخمس المقبلة.
لكن رولي فنسنت، مؤسس JETNET iQ، أفاد بوجود حالة من الشك بين المشترين والبائعين لطيران رجال الأعمال هذه الأيام، وفقًا لأحدث استطلاع. وقال خلال مؤتمر صحفي في BACE: "كانت هذه هي الكلمة الأولى التي ذكرها المستجيبون".
بدأ التفاؤل بشأن ظروف السوق الحالية يتراجع منذ أواخر عام 2022. وأفاد استطلاع JETNET للربع الثالث من عام 2024 أن الثقة العالمية في السوق انخفضت بنسبة 26.4% للربع الثالث مقارنة بارتفاعها بنسبة 16.8% للفترة نفسها من العام الماضي.
وعندما سُئل المشاركون عن أهم التحديات التي تواجه الصناعة، كانت التحديات الثلاثة الأكثر إلحاحًا هي استعادة سلسلة التوريد في مجال الطيران، والقدرة على إصلاح الطائرات وصيانتها، وجذب المواهب والاحتفاظ بها في الصناعة.
وقال فينسنت إنه في الفترة من 2021 إلى 2022، شهدت الصناعة عملية إعادة توازن كبيرة في أعقاب جائحة كورونا. بل إنها لا تزال تحاول التعافي من الاضطرابات في سلاسل توريد المنتجات والخدمات.
ووفقًا لمسح JETNET، ظلت تسليمات الطائرات ثابتة في مختلف أنحاء العالم، لكن الأعمال المتراكمة تقدر أيضًا بنحو 50 مليار دولار سنويًا منذ عام 2022، ما يدل على أننا "لسنا في عالم يضعف فيه الطلب"، على ما قال فينسنت.
فيما تمتلك الولايات المتحدة أكبر أسطول من طائرات رجال الأعمال في العالم، وتتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي السنوي المتنامي إلى 2.4%، تشهد دول أخرى تشهد نموًا أسرع، بما في ذلك الهند والصين وفنزويلا والإمارات العربية المتحدة.
يقول فينسنت: "ما لا تملكه هذه البلدان هو الطائرات"، مشيراً إلى الفرص غير المستغلة في مجال طيران رجال الأعمال. منذ عام 2022، أظهرت قطاعات الطائرات الخفيفة ومتوسطة الحجم أكبر زيادة في مخزون مبيعات الطائرات المستعملة.
ويُظهر استطلاع JETNET أيضًا أنه في عام 2023، كانت شركات تصنيع الطائرات الخمس الكبرى تتلقى طلبات أكثر مما سلمته، ما يعزز وجود طلب متراكم صحي.
ومن بين 8600 طائرة من المتوقع بناؤها على مدى السنوات العشر المقبلة، تقول JETNET إن الطائرات الخفيفة ونسبتها 22.6% والطائرات النفاثة الكبيرة طويلة المدى ونسبتها 22.2%، والطائرات الشخصية ونسبتها 15.4%، صنفت على أنها الفئات الثلاث الأولى.
تليها الطائرات النفاثة متوسطة الحجم بنسبة 14%، والطائرات متوسطة الحجم بنسبة 7.3%، والطائرات الخفيفة جدًا بنسبة 6.1%، والطائرات النفاثة الكبيرة طويلة المدى بنسبة 5.1%، والطائرات النفاثة الكبيرة بنسبة 5.2%، والطائرات النفاثة الخفيفة للغاية بنسبة 1.6%.
ويُتوقع أن تصل القيمة الإجمالية إلى حوالي 262 مليار دولار. تتوقع JETNET أيضًا تسليم 4300 طائرة توربينية جديدة حتى عام 2033 بقيمة 25 مليار دولار.
وأشار استطلاع هانيويل إلى أن طرح طُرز طائرات جديدة يشير إلى زيادة الطلب، وهو اتجاه يسستمر حتى أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
وقال الاستطلاع إن أمريكا الشمالية ستشهد ما نسبته 66% من تسليمات الطائرات الجديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يتوافق مع الطلب التاريخي، بينما ستستحوذ أوروبا على 13% من عمليات التسليم الجديدة خلال الفترة الزمنية نفسها، وستمثل أمريكا اللاتينية نسبة 10% من عمليات التسليم. وفي الوقت نفسه، ستمثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط 7% و3% على التوالي من إجمالي التسليمات.
أشار كلا الاستطلاعين إلى تراجع في سوق الطائرات المستعملة بعد مستويات المخزون المنخفضة القياسية في عامي 2021 و2022، على الرغم من أن هانيويل تقول إن قيم الطائرات لا تزال قوية مقارنة بالعقد الماضي. وقالت الشركة في بيان: "فيما يُرجح أن يستمر مخزون الطائرات المستعملة في الزيادة ببطء، ينبعي أن تبقى الأسعار مستقرة".
وأظهرت دراسة JETNET أن عدد المالكين الذين يرغبون في بيع الطائرات المستعملة كان أعلى بكثير مقارنة بما كان عليه الحال في العام الماضي، وأن أعداد أولئك الذين يعتزمون شراء هذه الطائرات، رغم أن عددهم أقل من عدد البائعين، قد ارتفعت هذا العام، ما يوفّر لمحة عن عودة الاستقرار إلى السوق.
وتشمل الاتجاهات الكلية الأخرى إعادة تجهيز طائرات رجال الأعمال للجيل القادم من التقنيات ومتطلبات الزبائن، بالإضافة إلى التحول العالمي نحو الاستدامة التي تقودها الدول الأوروبية.
وقال تقرير هانيويل: "يُظهر المشغّلون الأوروبيون السلوك الأكثر استباقية في خفض بصمتهم الكربونية، مع تأخر المشغلين في أمريكا الشمالية قليلاً.
ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي للمشغلين الذين يتخذون خطوات استباقية في أمريكا الشمالية لا يزال أكبر مقارنة بما هو عليه الحال في أي منطقة أخرى نظراً للحجم الأكبر بكثير لعمليات طيران رجال الأعمال في المنطقة".
يُعد اقتناء طائرات جديدة موفرة للوقود الطريقة الأكثر فعالية لتقليل التأثير البيئي لطيران رجال الأعمال، وفقًا لاستطلاع شركة هانيويل، على الرغم من أن 60% فقط من المشاركين يتخذون خطوات "استباقية" لتقليل تأثيرهم البيئي.
كما يُعد استخدام وقود الطيران المستدام أيضًا وسيلة أخرى لخفض انبعاثات الكربون، على الرغم من أن 75% من المشغلين يقولون إن ارتفاع تكلفته يشكل عائقًا أمام التنفيذ.