كيف انتهى المطاف بخبيرين في الكائنات الآلية درسا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى موقع ريادي في قطاع اليخوت؟ سامبريتي باتاتشاريا هي الرئيسة التنفيذية لشركة نافيير Navier وحاصلة على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية في تخصص التحكم والقياس بالآلات والكائنات الآلية، ولها خبرة في هندسة الطيران والفضاء مكنتها من العمل بوكالة ناسا لفترة قصيرة.
وتجيب باتاتشاريا عن سؤالنا بقولها: "لقد عاينا التطورات التي تحدث في قطاع السيارات والطائرات، ودفعنا هذا إلى التساؤل عن سبب تخلف قطاع اليخوت. خلصنا إلى أن الأمر يتعلق بتكاليف الملكية، وهكذا سألنا أنفسنا: ماذا سيحدث إذا انخفضت تكاليف تشغيل اليخوت بنسبة 90% وسهلت صيانة القوارب؟"
جاء الجواب مع Navier 27، وهو قارب مزعنف مبتكر للرحلات اليومية يعمل بالطاقة الكهربائية، ويجري بناء أول نموذج منه في حوض ليمان مورس بولاية ماين.
يمكن لهذا القارب، المقرر إطلاقه في شهر أكتوبر المقبل، أن يصل إلى سرعة قصوى تبلغ 35 ميلاً/الساعة. وعند الإبحار بسرعة لا تتعدى 24 ميلاً/الساعة، سيحقق مدى يزيد على 75 ميلاً بحريًا، وهو المدى الأمثل للإبحار اليومي في تقدير نافيير.
يقول ريو بيرد، الشريك المؤسس في نافيير والمهندس المتخرج أيضًا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى جانب خبرته في مجال هندسة الطيران: "سيحقق نظام التحكم في الزعانف الذي طورناه أداءً بديعًا مهما كانت الظروف البحرية". ويضيف: "لقد اقتضى حل هذه المشكلة التعاون بين خبراء في الهندسة البحرية والروبوتات وهندسة الطيران، وذلك من أجل التوصل إلى مناهج جديدة للتغلب على التحديات".
لكن الفرق بين نافيير وباقي الشركات الناشئة التي تنشط في مجال صناعة القوارب الكهربائية ليس محصورًا بالتصميم المتطور للقارب، بل يتعداه إلى المنظور بعيد المدى للشركة.
ذلك أنه بدلاً من الاستناد إلى مفهوم تصوري بديع لا مستقبل له، جمع المؤسسان استثمارات أولية بقيمة 9.2 مليون دولار، واستعانا لتصميم القارب بالمهندس البحري بول بيكر الذي يُعد أحد كبار المتخصصين في تصميم زعانف القوارب المشاركة في كأس أمريكا.
كما استقدما خبراء آخرين مثل كيني جنسن، الخبير في مجال القيادة الذاتية والمركبات الكهربائية، لقيادة برنامج تطوير نظام نافيير للتحكم في الطيران، إلى جانب مهندس الروبوتات برونو هيكسل، لتطوير البرمجيات الضرورية التي سترتقي بأداء الزعانف في يخت Navier 27.
سمّى خريجا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا شركتهم على اسم واحد من أبطالهم، وهو المهندس الميكانيكي كلود لويس نافيير الذي عاش في القرن التاسع عشر وكان متخصصًا في ميكانيكا الأوساط المتصلة. بيعت القوارب الخمسة عشر الأولى بسعر 300 ألف دولار تقريبًا، وذلك في غضون شهرين من العرض الذي خصصته نافيير لهذا الطراز.
Illustration By Paola Wiciak
يعود بيرد إلى جذوره في قطاع اليخوت - إذ سبق له أن امتلك أكثر من 30 قاربًا وأبحر أكثر من 10 آلاف ميل - على عكس باتاتشاريا التي تخوض أولى تجاربها في بناء القوارب البحرية، والتي ترى أن بالإمكان توسيع نطاق تطبيقات النموذج الكهربائي المزعنف.
هدفها على المدى البعيد هو إنشاء شبكة من الروبوتات الكهربائية، تبحر مثل سيارات الأجرة بين المدن الساحلية وتكرس شكلاً جديدًا مستدامًا من وسائل النقل، على غرار مخطط قطاع الطائرات الكهربائية القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا eVTOL الرامي إلى إنشاء خط طائرات مروحية صغيرة.
في أبريل، أعلن الشريكان عن إطلاق مشروع Navier Mobility الذي سيركز على بناء قارب مزعنف بطول 27 قدمًا في نسخة تجارية من سيارات الأجرة المائية.
وبهذا الخصوص، تقول باتاتشاريا: "إنها فقط انطلاقة لحركة جديدة، إذ إن كل وسيلة من وسائل النقل آخذة في التحول". وتضيف: "إننا نعمل بكفاءة على إضفاء طابع ديمقراطي على وسائل النقل المائية، وذلك من خلال التكنولوجيا المستدامة".