تهيمن الروبوتات على الصناعات التقنية وغير التقنية، ويمكن رؤية الروبوتات وهي تحيي العملاء في المتاجر، أو تخدم الضيوف في المطاعم، أو تحصد المحاصيل، أو ترفع الأحمال الثقيلة في المصانع.

يعد الذكاء الاصطناعي في حد ذاته قوة فعالة، ولكن عندما يقترن بالروبوتات، فإنه لديه القدرة على إعادة تعريف سبل تفاعل الآلات مع بيئتها. في نهاية المطاف، يمكن للروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي القيام بالأعمال بشكل مستقل تمامًا.

وعلى الرغم من هذا الزخم، إلا أن الروبوتات ابتكار قديم. ففي عام 1954، اخترع جورج ديفول أول روبوت صناعي، وقد احتفل بعد ذلك بعرضه الأول في جنرال موتورز في عام 1961 وجرى استخدامه من قبل هذه الشركة في ما بعد.

شهد الذكاء الاصطناعي في مجال الروبوتات نجاحًا كبيرًا عبر العديد من الصناعات واكتسب سوقًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية: بلغ سوق روبوتات الذكاء الاصطناعي 6.9 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 35.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026 بمعدل نمو سنوي مركّب قدره 38.6%.

ولكن عندما يتعلق الأمر بروبوتات الذكاء الاصطناعي، يفكر الكثير من الناس في الروبوتات المنزلية، مثل الروبوتات التي تشغّل المكانس الكهربائية من iRobot وXiaomi أو الروبوتات التعليمية للأطفال مثل Miko وROYBI. ولكن ثمة الكثير من الطُرز، ولكل طراز منها استخدامه المخصوص، وهو ما سنحاول في ما يأتي الإضاءة عليه.

ما هي روبوتات الذكاء الاصطناعي؟

الروبوت هو جهاز ميكانيكي جرت برمجته لأداء المهام تلقائيًا، وغالبًا ما تكون هذه مهام يؤديها البشر عادةً. يعمل الروبوت بشكل مستقل أو يجري التحكم فيه عن طريق أجهزة خارجية أو من خلال البشر أنفسهم.

أما روبوتات الذكاء الاصطناعي، فهي روبوتات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي كان ينفذها البشر سابقًا. تشمل الأنواع الشائعة منها: الروبوتات المتنقلة المستقلة والروبوتات التعاونية وغيرها. وتشمل العناصر التكنولوجية الرئيسة لروبوتات الذكاء الاصطناعي التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية. 

خلال الأعوام القليلة الماضية، توسعت العديد من شركات الروبوتات حول العالم في تجربة الذكاء الاصطناعي لعرض روبوتاتها المتميزة. هذه الروبوتات ليست أعجوبة علمية فحسب، بل يمكنها أيضًا أن تضطلع بدور مساعدين محتملين للبشر. بل إن هذه الروبوتات مجهزة بالخوارزميات والتقنيات المختلفة التي تمكنها من تطوير القدرات الشبيهة بقدرات الإنسان مثل الإدراك واتخاذ القرار والتعرف على الكلام وحل المشكلات.

وتستخدم الشركات روبوتات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، بما في ذلك الإنتاج الصناعي والرعاية الصحية والنقل والفضاء والترفيه والمنزل. تنشط النماذج المتقدمة منها بشكل مستقل، وتتكيف مع المواقف المختلفة وتعمل بكفاءة حتى في البيئات المعقدة والمتغيرة في كثير من الأحيان.

الجدير بالذكر أيضًا هو أن روبوتات الذكاء الاصطناعي تعتمد على تقنيات مختلفة، مثل الكاميرات ثنائية وثلاثية الأبعاد، وأجهزة الاستشعار عن قرب، وأجهزة استشعار الاهتزازات، ومقاييس التسارع، لتسجيل بيانات قياس لا تعد ولا تحصى، ومن ثم تحليلها والتفاعل معها في الوقت الحقيقي.

وقد يكون ما يجعل هذه الروبوتات "ذكية" هو وجود فئة واسعة من الأنظمة والخوارزميات التي تمكّنها من محاكاة القدرات البشرية المتقدمة. وتشمل هذه، من بين أمور أخرى، التعلم الآلي والشبكات العصبية وغيرها.

روبوتات الذكاء الاصطناعي.. قوة جبارة قد تغيّر شكل العالم

أنواع روبوتات الذكاء الاصطناعي

تشمل أبرز أنواع الربوتات التي تعتمد مفهوم الذكاء الاصطناعي: 

الروبوتات المتنقلة المستقلة (AMR)

الروبوتات المتنقلة المستقلة (AMR) هي روبوتات قادرة على التحرك بشكل مستقل في بيئتها وأداء المهام من دون مساعدة بشرية. وقد جرى تزويدها بأجهزة استشعار ومحركات وبرامج متقدمة تمكنها من إدراك بيئتها في الوقت الحقيقي واتخاذ القرارات.

للقيام بهذه المهام سالفة الذكر، زودت هذه الروبوتات بكاميرات ثلاثية الأبعاد، وأجهزة استشعار LiDAR (كشف الضوء والمدى)، والأشعة تحت الحمراء والموجات فوق الصوتية، والهدف هو التقاط المعلومات وتحليلها والتكيف مع المواقف المختلفة.
يؤدي هذا النوع من الروبوتات مهام مثل نقل البضائع، وتغذية المواد في خطوط الإنتاج، وفحص المخزون، وتطهير الغرف في قطاع الرعاية الصحية، وحصاد المنتجات الزراعية.

الروبوتات المفصلية

الروبوتات المفصلية، والمعروفة أيضًا بالأذرع الروبوتية أو الروبوتات الصناعية، هي أجهزة ميكانيكية ذات مفاصل وأذرع تستخدمها الشركات لأداء مهام مختلفة في البيئات الصناعية. وقد صممت هذه الأذرع الآلية لمحاكاة حركة الانسان. 

وهذا يعني أن هذه الروبوتات قادرة على الإمساك بالأشياء ورفعها وتدويرها ووضعها في مكانها. من بين أشياء أخرى، تُزوّد هذه الروبوتات بأجهزة استشعار للصور وأنظمة تحكم متقدمة تعمل بالذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى العديد من المفاصل المترابطة التي تسمح لها بالتحرك في اتجاهات مختلفة، فيما تقوم المحركات بتشغيل المفاصل بحيث تتحرك أذرع الروبوت بدقة.

غالبًا ما تستخدم الشركات الروبوتات المفصلية في الصناعة التحويلية لأتمتة المهام المتكررة مثل تجميع المنتجات، ومناولة المواد، واللحام، والطلاء، والتعبئة والتغليف.

تعد الروبوتات المفصلية بشكل عام أكثر تكلفة من الروبوتات المستقلة AMR التي تطرقنا إليها آنفًا لأنها تؤدي مهام أكثر تعقيدًا، ومن أبرز الموردين لها شركة Igus وGénération Robots. وتبدأ أسعار الروبوتات المفصلية من Igus من حوالي 2700 يورو لذراع الروبوت بأربع درجات من الحرية وتصل إلى 4000 يورو للنموذج بخمس درجات من الحرية.

روبوتات الذكاء الاصطناعي.. قوة جبارة قد تغيّر شكل العالم

الروبوتات التعاونية

تعمل الروبوتات التعاونية جنبًا إلى جنب مع البشر. على عكس الروبوتات الصناعية التقليدية، التي تعمل في بيئات معزولة من دون تفاعل بشري، صُممت هذه الروبوتات للعمل بأمان في بيئة مشتركة مع البشر من دون الحاجة إلى حاجز وقائي. كما جهزت الروبوتات التعاونية بأنظمة استشعار مختلفة تتعرف على الأشخاص وحركاتهم.

تستطيع روبوتات الذكاء الاصطناعي من هذا النوع أيضًا الاستجابة للكلام والإيماءات البشرية. ومن الناحية العملية، تدعم هذه الروبوتات البشر في عملياتهم، وتتولى مهام متكررة أو خطيرة، ومن ثم تزيد من الكفاءة في مكان العمل. تستخدم الشركات الروبوتات التعاونية في مختلف الصناعات، بدءًا من التصنيع والتجميع حتى الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والبحث.

تختلف تكلفة الروبوتات التعاونية حسب الطراز والوظائف. تضم قائمة موردّي روبوتات الذكاء الاصطناعي من هذا النوع Universal Robots وIgus وتبدأ أسعارها من 3000 يورو.

روبوتات خدمات الفنادق

تساعد روبوتات خدمة الفندق الضيوف في مهام مختلفة، مثل تسجيل الوصول والمغادرة وإصدار بطاقات مفاتيح الغرفة وتسليم المناشف أو العناصر الأخرى المطلوبة. ويتمثّل أحد أبرز الأمثلة على ذلك بروبوتات الذكاء الاصطناعي في فندق "Henn na Hotel" في اليابان، والتي تعمل على ضمان سير عمليات الفندق بسلاسة.