تذيع اليوم شهرة العلامة الإيطالية تكنوجيم Technogym بوصفها الشركة الرائدة في ابتكار الأجهزة الرياضية التي تجمع بين الأداء العالي والتصميم الراقي، مع تفوقها في توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز مفهوم الرفاه الصحي. وبعد أربعة عقود من الريادة، تكشف العلامة عن مفهوم الصحة الاستباقية Healthness، معلنةً عن رؤيتها الجديدة التي تعد بإحداث تحول جذري في مستقبل الوقاية الصحية.

مفهوم الصحة الاستباقية من تكنوجيم

خلال الدورة الخامسة والعشرين من مؤتمر الرفاهية العالمي، وأمام جمهور ضمّ ألفي شخص من 100 دولة، قدم نيريو أليساندري، مؤسس تكنوجيم ورئيسها، مفهوم الصحة الاستباقية الجديد الذي يمثل خطوة متقدمة في مسيرة الابتكار المستمرة التي انتهجتها العلامة منذ تأسيسها عام 1983. فابن بلدة تشيسينا الإيطالية، نجح منذ بداياته في كسر الفكرة النمطية عن اللياقة البدنية، مُحدثًا ثورة حقيقية في القطاع من خلال طرح رؤية جديدة للرفاه الصحي.

في حديث سابق خاص مع مجلة Robb Report العربية، يستعرض نيريو أليساندري بدايات هذه الرؤية قائلاً: "في مطلع تسعينيات القرن الفائت، عندما كانت الصورة النمطية للياقة البدنية تركز على بناء العضلات والمظهر الخارجي، أطلقنا من إيطاليا رؤية مختلفة بالكامل: الرفاه الصحي". 

تحوّل جذري

وعلى مدار 40 عامًا، لم تكتفِ تكنوجيم بتطوير منتجات مبتكرة، بل قادت تحوّلاً ثوريًا في الترويج للنمط الحياتي القائم على الرفاه الصحي، "موظفةً علوم الحركة الحيوية، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، لتصبح اليوم متخصصة في علوم الحياة، وقادرة على تصميم برامج تدريبية دقيقة تلبي احتياجات الأفراد وفق متطلباتهم الخاصة" على ما يقول أليساندري. 

نيريو أليساندري، مؤسس تكنوجيم ورئيسها.

Technogym

نيريو أليساندري، مؤسس تكنوجيم ورئيسها.

واستنادًا إلى استثماراتها ورؤيتها طويلة الأمد في التكنولوجيا المتقدمة، تكشف العلامة اليوم عن هذه الرؤية الطموحة لمستقبل الوقاية الصحية، والتي تركز على استشراف الأمراض قبل ظهورها. وفي هذا يقول أليساندري: "إن هدفنا للسنوات المقبلة هو الاستمرار في إثراء نظام تكنوجيم البيئي بمحتوى تفاعلي مبتكر، وأجهزة جديدة، وتجارب تدريبية تلبي توق الأفراد المتنامي إلى الرفاه الصحي والسعادة". 

يوضح أليساندري أن هذا المفهوم يعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي، متجاوزًا حدود الرفاه التقليدية ليجعل الوقاية الصحية واقعًا ملموسًا. فالأبحاث تشير إلى أن العوامل الوراثية تؤثر في الصحة بنسبة 20% إلى 30% فقط، فيما تعتمد النسبة الكبرى، أي 70% إلى 80%، على العوامل البيئية ونمط الحياة، وهو ما يُعرف بعلم التخلّق Epigenetics. ويؤكد هذا النهج أن الصحة المثالية لا تتحقق بطرق سحرية، بل تتطلب مزيجًا متوازنًا من تمارين القوة، والتحمل، والتوازن، والمرونة، والصحة الإدراكية، انطلاقًا من مبدأ أن "التمرين البدني دواء فعّال".

محطة التقييم المتطورة Technogym Checkup التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المؤشرات النفسية والجسدية والإدراكية.

Technogym

محطة التقييم المتطورة Technogym Checkup التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المؤشرات النفسية والجسدية والإدراكية.

بفضل الكم الهائل من البيانات التي جمعتها تكنوجيم على مدار 30 عامًا عبر منصة Mywellness Open Platform، بات بإمكانها اليوم تقديم مفهوم الصحة الاستباقية من خلال مجموعة من الحلول الذكية. 

ومن بين هذه الابتكارات محطة التقييم المتطورة Technogym Checkup التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المؤشرات النفسية، والجسدية، والإدراكية، ووضع برامج تدريب شخصية دقيقة. 

كما تتيح حلول Biostrength وBiocardio الجديدة، المتصلة بمنظومة تكنوجيم، إمكانية تقديم برامج تدريب مخصصة تلقائيًا، مع متابعة البيانات وتحديث التمارين وفقًا لتطور أداء المستخدم، وذلك عبر تطبيق Technogym App.

على أرض الواقع، تعني الصحة الاستباقية تقديم حلول رفاه مخصصة قائمة على البيانات، ما يسمح بتحقيق نتائج أفضل بنسبة 30% خلال الفترة الزمنية نفسها، ما يسهم في تعزيز الصحة وإطالة العمر. 

وبفضل هذا المفهوم، لم تعد اللياقة البدنية تقتصر على التمارين التقليدية، بل تحولت إلى تجربة شاملة تتبنى نهجًا وقائيًا متقدمًا، يجمع بين أحدث التطورات في علوم الحياة، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، ما يضع تكنوجيم في طليعة الشركات التي ترسم ملامح مستقبل الرفاه الصحي عالميًا.