أعلنت دار مزادات كريستيز عن أول مزاد فني مخصص بالكامل للأعمال المبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما أثار انقسامًا واسعًا في الأوساط الفنية.

جدل حول مزاد كريستيز للفنون المبتكرة بالذكاء الاصطناعي

ينطلق المزاد، الذي يحمل اسم الذكاء المعزز Augmented Intelligence، من 20 فبراير إلى 5 مارس في قاعات عرض مركز روكفلر بمدينة نيويورك، وسيضم أعمالًا لفنانين من بينهم رفيق أناضول، وهولي هيرندون، وكلير سيلفر، ومات درايهرست مؤسس شركة Spawning AI الناشئة.

وذكرت صحيفة آرت أن آلاف الأشخاص وقعوا على رسالة مفتوحة يحثون فيها دار كريستيز نيويورك على إلغاء مزادها الذي وصف بأنه أول مزاد مخصص للذكاء الاصطناعي في دار مزادات كبرى،  ومن المتوقع أن يحقق ما يزيد عن 600 ألف دولار.  سيشمل المزاد أكثر من 20 قطعة، من بينها الرموز غير القابلة للاستبدال NFT، وأعمالاً رقمية، ومنحوتات، ومطبوعات، ما يعكس الأهمية المتزايدة للإبداع القائم على الذكاء الاصطناعي.

قالت نيكول سيلز جايلز، مديرة الفن الرقمي في كريستيز، في بيان صحفي: "إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هي المستقبل بلا شك، وسوف يصبح ارتباطها بالإبداع ذا أهمية متزايدة".

على أن الاعتراض على المزاد يُعزى إلى مخاوف من أن تتدرب البرامج المستخدمة لإنشاء بعض القطع الرقمية التوليدية على أعمال محمية بموجب حقوق الطبع والنشر، من دون أخذ الإذن من مبتكريها، فضلاً عن كونها تستغل الفنانين البشر. 

وزعم موقعو الرسالة أنه من خلال دعم هذا المزاد، تسهم كريستيز في السرقة الجماعية للملكية الفكرية للفنانين، إذ إن برامج الذكاء الاصطناعي تعتمد على قواعد بيانات واسعة من الأعمال الفنية غير المرخصة للتعلم وإنتاج محتوى جديد.

أكدت الرسالة التي حملت 3936 توقيعًا عند نشرها والتي وجهت إلى جايلز والمتخصص في الفن الرقمي سيباستيان سانشيز: "أن هذه النماذج  والشركات التي تقف وراءها، تستغل الفنانين البشر عبر استخدام أعمالهم من دون إذن أو مقابل، لبناء منتجات تجارية مبتكرة بالذكاء الصناعي تنافسهم. دعمك لهذه النماذج والأشخاص الذين يستخدمونها يكافئ ويحفز السرقة الجماعية التي تقوم بها شركات الذكاء الاصطناعي لأعمال الفنانين البشر".

هذا وقد تصاعد الجدل حول الفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي مع استمرار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التقدم. وتدافع شركات التكنولوجيا عن استخدامها للمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر بموجب مبدأ "الاستخدام العادل" الذي يسمح باستخدامات معينة للأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر من دون إذن.

أدى استخدام أعمال الفنانين المحمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، التي تعمل على تشغيل برامج مثل Midjourney، وStable Diffusion، وDall-E، إلى دعوات قضائية ضد شركات التكنولوجيا المصنعة للبرامج. ونتيجة لذلك، فإن المشهد القانوني المحيط بحقوق النشر والذكاء الاصطناعي في حالة تغير مستمر.

وقد صرح الفنان سارب كيرم يافوز، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في أعماله التي تُعرض ضمن مزاد كريستيز، لصحيفة آرت بأن الادعاء بأن الفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي هو سرقة يعود إلى سوء فهم لطبيعة مجموعات البيانات المستخدمة في هذا النوع من الأعمال.

وفي بيان له، أوضح يافوز: "الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي تعكس الإلهام البشري بطرق متعددة، لكنها تتميز بقدرتها الفائقة على تحليل المعلومات بكفاءة أكبر فحسب".

وفي الشهر الماضي، حكم مكتب حقوق الطبع والنشر الأمريكي بأن الفنانين يستطيعون حماية أعمالهم المصنوعة بوساطة أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن "المواد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكلٍ بحت" تظل غير مؤهلة للحماية. ويسلط هذا الحكم الضوء على التحديات القانونية التي يفرضها دمج الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية.

في نوفمبر الماضي، سُجل رقم قياسي في المزادات لعمل فني أنجزه روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي. فقد بيعت اللوحة، التي رسمها الروبوت البشري آي-دا Ai-Da، بأكثر من مليون دولار في مزاد لدار سوذبيز.