تسعى شركة Boom Supersonic لبناء أول طائرة قادرة على السفر بسرعات تتجاوز حاجز الصوت بالاعتماد بشكل كامل على وقود جويّ مستدام يحافظ على البيئة، وذلك من أجل توفير رحلات أكثر راحة وأقل وقتًا في المسافات الطويلة.
وتقول الشركة إنها طورت طائرة Overture التي تستطيع السفر بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بأكثر من 1.7 مرة، ما يقلل من وقت الرحلات الجوية بأكثر من النصف تقريبًا.
تمتلك الشركة حاليًا نموذجًا واحدًا من الطائرة يبلغ حجمه ثلثيّ حجم الطائرة الأصلية ويعرف باسم XB1- Supersonic Demonstrator. لكنها تخطط للبدء في صناعة طائرات هذا الطراز بحجمها الكامل في عام 2024 لتكمل إنتاجها في عام 2025 وتبدأ في اختبارات الطيران مباشرةً بعد ذلك في عام 2026. وتتوقع الشركة أن تبدأ هذه الطائرة رحلاتها التجارية بحلول عام 2029.
وعلى الرغم من أن الرحلات الجوية التي تكسر حاجز الصوت تبدو مستقبلية وخيالية للغاية، إلا أنها ليست أمرًا جديدًا على العالم، إذ قام الطيار العسكري الأمريكي تشاك ييجر بأول رحلة جوية عسكرية تكسر حاجز الصوت في عام 1947. وبعد ذلك بدأت الرحلات التجارية التي تكسر حاجز الصوت في عام 1973 مع طائرة كونكورد التي جاءت ثمرة تعاون بين الخطوط الجوية البريطانية والفرنسية.
ولكن هذه الرحلات التجارية التي تكسر حاجز الصوت لم تستمر لوقت طويل، إذ جرى تعليقها في عام 2003 بسبب التكاليف المرتفعة للرحلة والمشاكل المالية التي كانت تعانيها الشركتان. لذلك يرى كثير من المحللين أن شركة Boom Supersonic لم تفكر في المشاكل الحقيقية التي تواجه الطيران بسرعة الصوت والتي تمنعه من أن يصبح أمرًا منتشرًا ورائجًا.
ويعد استهلاك الوقود الكبير هو أكبر هذه المشاكل، لذلك تحاول الشركة جاهدةً العمل مع تطوير وقود جويّ مستدام SAF إلى جانب صناعة الطائرة بأكملها من ألياف الكربون لتكون أخف وزنًا من طائرات الألومنيوم التقليدية.
Boom Supersonic
ولكن إذا قررت Boom Supersonic الاعتماد على وقود SAF، فإنها ستواجه مشاكل في تزويد طائراتها بهذا الوقود، لا سيّما أن الرحلات الجوية التي تتجاوز سرعة الصوت تستهلك الوقود بأكثر من 5 أضعاف المعدل الذي تستهلكه الرحلات التقليدية، وهو ما سيطرح مشكلة في المستقبل. فقد صرح المجلس الدولي للنقل النظيف أن الوقود المتوقع الوصول إليه بحلول عام 2030 لن يكفي إلا 5.5٪ من إجمالي احتياجات السوق الأوروبي.
Boom Supersonic
ولا تزال مشكلة كسر حاجز الصوت إحدى أهم المشكلات التي ستواجه الشركة، وذلك لأن القوانين تمنع الطائرات من كسر حاجز الصوت فوق الأراضي والمناطق السكنية، وهو ما سيجعل الرحلات هجينة بين سرعة تتجاوز سرعة الصوت وسرعة أخرى مجازة قانونيًا. وقد علقت الشركة قائلة إن طائراتها قادرة على السفر بسرعة تقترب من سرعة الصوت أيضًا وهي تمثل 20 ضعف سرعة الطائرات التقليدية.
لا تواجه شركة Boom Supersonic مشاكل تقنية أو نظرية تمنعها من السفر بسرعات تتجاوز سرعة الصوت، إلا أن هذه المشاكل تنبع من القوانين وتوافر الوقود، ما يحد من قدرة الشركة على إطلاق رحلات طويلة تتجاوز سرعة الصوت، إلى جانب إقبال الزبائن على مثل هذه الرحلات التي ستكلف أكثر من الرحلات التقليدية دون شك.