لطالما شكّلت مظاهر الطبيعة موضوعًا ملهمًا للمبدعين في عالم الجواهر الراقية. لكنّ ما تجيء به اليوم كبرى الدور في هذا القطاع من ترجمات متخيّلة وأشد تعقيدًا لهذا الموضوع يدخل في نطاق الخارج عن المألوف.
هذا ما تشي به على الأقل أحدث ابتكارات شوبارد وفان كليف أند آربلز وديور من الجواهر التي تتجمّل بنوادر الحجارة. فكيف لضفدع أن يحاور ضياء الياقوت في غابة مسحورة، وكيف لأسماك البحر أن تسبح طليقة في صندوق من الكوارتز، أو لبراعم الزهر أن تتفتّح فوق غصن من الدانتيل في حديقة ربيعية؟ إنها إيحاءات من عوالم النبات والحيوان أحسنت الأنامل تشكيلها عجائب متقنة الصياغة والترصيع لينتظم ألقها الباهر هدية تليق بالحسان في زمن الحب.
Chopard Red Carpet Contes de Fées
في الغابات المسحورة
عقد صيغ من مزيج الذهب الوردي والتيتانيوم على شكل أغصان متشابكة تحتضن أوراق شجر مرصعة بالتسافوريت والزمرد والغارنيت، وزهورًا تتباهى بضياء الياقوت الأصفر وثمار بلوط منحوتة وملونة.
ثمة حضور راسخ للحكايات الخيالية في مختلف أنحاء العالم. فهذه الحكايات، التي تشكّل ركنًا من أركان الفولكلور الشعبي، ترتحل بنا إلى عوالم تأسر المخيّلة بما يجتمع فيها من غابات مسحورة وحيوانات ناطقة وكائنات غريبة.
قرطان للأذنين على هيئة فراشتين صيغتا من الذهب الأبيض ورُصّعتا بضياء أحجار الياقوت الزهري والأزرق والتوباز والزمرد والزبرجد والألماس. ويثري القرطين حجران من الزبرجد بالقطع الإجاصي زنة 27.57 قيراط.
ومِن هذه العوالم الناطقة بلسان الطفولة استلهمت كارولين شوفوليه مجموعة Red Carpet Contes de Fées التي ضمّنتها 77 قطعة متمايزة تتجسد فيها ريادة دار شوبارد في قطاع الجواهر الراقية.
خاتم من الذهب الأصفر والأبيض يتوّج مركزه حجر روبليت بالقطع البرّاق يحتضنه تاج مرصّع بالروبليت والألماس الأبيض والأصفر، ويحرسه ضفدعان صيغا من التيتانيوم ورُصّعا بأحجار الزمرد.
أولت الدار في هذه المجموعة عناية خاصة للحيوانات والنباتات، فأضاءت على مختلف تجلياتها من خلال الجمع البديع بين الخيال والواقع.
قرطان للأذنين على نسق ورقتي شجر بلوط تحتض كل منهما مجسمًا صغيرًا لجنية، صيغا من الذهب الوردي والتيتانيوم ورُصّعا بالزمرد والتسافوريت والألماس الملوّن وباللؤلؤ.
وإذ ذاك، تباهت المجموعة بجواهر تُحاكي شجر البلوط وزنبق الوادي والزهور وأخرى تستحضر الفراشات والضفادع بل الجنيّات.
جاوزت شوبارد في سائر هذه القطع آفاق المألوف، لا سيما في العقد المهيب المستلهم من شجرة البلوط.
استغرق إكمال هذا العقد المشغول من الذهب الوردي الخلقي والتيتانيوم قرابة ستة أشهر، وتعاون على تنفيذ تفاصيله أربعة من الصاغة وخبراء الأحجار الكريمة.
خاتم من الذهب الخُلقي تثريه لؤلؤة رمادية يتكئ عليها رأس وحيد القرن المرصّع بالألماس والياقوت والأزرق والأصفر والأحمر، وأحجار التسافوريت والإسبنيل والغارنيت والجمشت.
كانت النتيجة أوراق شجر تتألق بالتسافوريت وزهورًا مرصعة بالياقوت الأصفر بقطع البريوليت ومجسّمات لثمار البلوط. إلى ذلك، يقترن العقد بغصن يُحاكي زنبق الوادي، مشغول من التيتانيوم ويتمايز بأزهار مرصعة بالألماس ومدقّات من الذهب الأصفر، ويمكن اتخاذه مشبكًا للارتداء على حدة. تفنّنت الدار أيضًا في تصوير أنواع مختلفة من الكائنات على الخواتم والأقراط والقلائد لتجسيد الحكايات الخيالية.
خاتم مشغول من الذهب الوردي والتيتانيوم، تزيّن مركزه وردة مرصّعة بالياقوت الأحمر والألماس الأسود.
Van Cleef & Arpels Treasure Island
كنوز الجزيرة
تزخر رواية "جزيرة الكنز" للكاتب روبرت لويس ستيفنسون بمواضيع يتردّد صداها حول العالم. وقد يكون هذا ما يفسر افتتان الكبار قبل الصّغار بالمغامرات المسطورة بين صفحات الكتاب.
عقد Palmeraie Merveilleuse الذي ينتهي إلى قلادة قابلة للفصل يمكن استخدامها مشبكًا، مشغول من الذهب الأبيض والأصفر ومرصّع بالألماس في محيط حجر زمردي زنة 47.93 قيراط.
تتحدى الشخصيات الرئيسة في الرواية عناصر الطبيعية بحثًا عن الكنز المخبوء، في رحلة ملحمية كان لها أثر بليغ في عوالم الرسم والشعر والفنون الزخرفية حتى الجواهر الراقية، على ما يتبيّن من مجموعة Treasure Island التي أصدرتها فان كليف أند آربلز نهاية عام 2024.
مشبك Palmier Mystérieux الذي تميّزه عناصر قابلة للفصل، صيغ من الذهب الوردي والأبيض، ورُصّع بالزمرّد والياقوت الأحمر والأزرق والألماس.
لرسم ملامح هذه المجموعة، عادت الدار إلى سجلاتها القديمة، ومنها استلهمت رموزًا رافقتها طيلة مسيرتها في قطاع الجواهر، فبسطتها على امتداد ثلاثة فصول، أولها "مغامرة في عرض البحر" وثانيها "استكشاف الجزيرة" وآخرها "البحث عن الكنوز".
في الفصل الأول، أبحرت فان كليف أند آربلز نحو آفاق الإبداع البعيدة بصحبة كوكبة من المصممين والحرفيين وخبراء الأحجار الكريمة، فصاغت قطعًا تحاكي أدوات الملاحة مثل المرساة والحبال فضلاً عن قطع تُحاكي المياه الفيروزية وما يرقد في جوفها من أسماك غريبة وكنوز نفيسة.
خاتم Jungle Ring، مشغول من الذهب الوردي والأبيض ومرصّع بالألماس والزمرد، وبحجر من الياقوت الزهري.
وفي الفصل الثاني، تكشّفت الطبيعة في أجمل صورها، من خلال الأصداف المتمايزة بألوان قوس قزح والزهور الرقيقة والأشجار المَهيبة المتألقة بلوحة لونية خلابة. أما في الفصل الأخير، فقد استكشفت الدار الكنوز المكنونة في حنايا الجزيرة، وجسّدتها على هيئة جواهر جديرة بالدفن تتناغم فيها الأحجار الكريمة الآسرة والتشكيلات الذهبية المتقنة.
مشبك Philo Mystérieux، صيغ من الذهب الأبيض والأصفر، وازدان ببريق الألماس والزمرد والياقوت الملوّن.
وخير مثال على المهارة التي تمثّلت في هذه القطع ما يُعاينه المرء في عقد Palmeraie Merveilleuse الذي يتخذ هيئة تاج من سعف النخل تتناغم عليه الأحجام المحدّبة والمقعّرة وشرائط الذهب المرنة مع الألماس والزمردة المهيبة التي تتدلى برشاقة على العنق، وكذلك في صندوق Onde Mystérieuse الذي يزدان بالكوارتز والياقوت والتورمالين والألماس والأبنوس الأسود وطلاء المينا.
صندوق Onde Mystérieuse الذي تجتمع فيه ساعة بآلية حركة كوارتز ومشابك قابلة للفصل، صيغ من الذهب الأبيض والوردي، وازدان بتفاصيل من جلد الماعز والكريستال وخشب الأبنوس الأسود وطلاء المينا والكوارتز، فيما أثرته حجارة من الألماس والياقوت والتورمالين.
Dior Milly Dentelle
حديقة من الدانتيل
عقد Dioarama Aurores Boreales Rubellite صيغ من الذهب الوردي ورُصّع بالألماس والروبيليت وحجارة الإسبنيل الزهرية والغارنيت تسافوريت، واللآلئ المستزرعة وعرق اللؤلؤ.
ترعرع كريستيان ديور بين أحضان الطبيعة في مدينة غرانفيل بالنورماندي، حيث قضى طفولته في فيلا تحيط بها حديقة من الورود التي سهرت أمه على تنسيقها بعناية.
خاتم Dior Milly Dentelle من الذهب الأصفر، مرصع بالألماس وأحجار التسافوريت والزمرد والياقوت الزهري والبفنسجي والغارنيت البنفسجي.
خلّفت هذه المرحلة أثرًا لا ينمحي في نفس ديور، تكرّس لاحقًا في حديقته في "ميلي لا فوريه" وفي هواية جمع الأواني الخزفية المزينة بالورود وفي سائر الابتكارات التي سمَت به في علياء الأزياء الفاخرة.
Dior
خاتم Milly Dentelle من الذهب الأصفر، يزدان بضياء الألماس والزمرد والياقوت والغارنيت تسافوريت.
انطلاقًا من هذا الإرث، عزّزت الدار أخيرًا لغتها المتفردة في صناعة الجواهر من خلال مجموعة Milly Dentelle التي أعادت فيها فيكتوار دو كاستيلان، المديرة الإبداعية للدار، تفسير نسيج الدانتيل بالاستناد إلى عناصر الطبيعة المدهشة.
خاتم ROSEDIOR من الذهب الوردي، يغتسل ببريق الألماس والياقوت الأحمر والزهري والزمرد وأحجار الإسبنيل الزهرية والغارنيت تسافوريت.
تشتمل المجموعة على 76 قطعة متفردة، تتضافر معًا لتنسج عالمًا ينبض بحيوية الزهور الخلابة والأوراق المنحنية والبساتين المنمّقة بقدر ما يزخر بالدلائل التي تشي بالأنوثة والأناقة الفاخرة وتعدد المستويات الجمالية.
قرطا الأذنين Dior Manege Fleur، صيغا من الذهب الوردي ورُصّعا بالألماس والزمرد والياقوت الأحمر والأصفر والزهري وأحجار غارنيت تسافوريت.
أنشأ حرفيو ديور هذه القطع من الذهب الأصفر والأبيض والوردي لتحاكي خيوطًا رفيعة من الدانتيل، ومن ثم طعّموها بشتى أصناف الأحجار الكريمة لإبراز اللوحة اللونية المتألقة.
قرطا الأذنين Dior Motif Doré، مشغولان من الذهب الأصفر ومرصعان بضياء الألماس.
سواء تعلق الأمر بالخواتم أو الأقراط أو القلائد، فإن ديور التزمت طريق الخفة عندما صمّمت سائر القطع بما يتيح تلاشي الهياكل الذهبية وتصدّر حبيبات الألماس والياقوت الأحمر والياقوت الأزرق والتورمالين لهذا المشهد الذي ينمّ عن درجة فائقة من الحِرفية والبراعة، ويشي في الوقت نفسه بمكانة العالم النباتي في وجدان ديور.
مشبك Milly Dentelle Broderie Florale، صيغ من الذهب الوردي وازدان بأحجار ألماسية يتوزع ضياؤها في محيط حجر من الإسبنيل الزهري.
