إنه "السعي الدائم للتطوير". باتباع هذا المبدأ، استطاعت دار إيه. لانغيه أند صونه استعادة أمجاد ماضيها وتنصيب نفسها طرفًا مؤثرًا في عالم الساعات الفاخرة الذي تربعت الدور السويسرية على عرشه لعقود.
كانت لحظة التأسيس الحقيقية للدار في عام 1845، عندما أنشأ فرديناند أدولف لانغيه محترفه الأول في بلدة غلاشوتيه بأعالي جبال ساكسونيا الألمانية.
وبالرغم من أن اسم الدار تكرّس في أوساط صناع الساعات في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، إلا أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد أطاحت باسمها وغيبتها عن المشهد لسنين عديدة. وما إن حل عام 1990، حتى استيقظ الحلم ثانية مع والتر لانغيه، الذي كان يصبو إلى الارتقاء بصناعة الساعات في بلدة غلاشوتيه حتى تضاهي بلدات فاليه دو جو السويسرية.
سار والتر على خطى أجداده، ومن خلال العمل الدؤوب والشغف المتواصل والتصميم المبدع، استطاعت الدار على مدار العقود الثلاثة الماضية تقديم ابتكارات جديدة لاقت استحسان جامعي الساعات والعارفين بخباياها.
A. Lange & Söhne
ولم تحظ مجموعة بالاهتمام أكثر من مجموعة ZEITWERK التي أطلقت إيه. لانغيه أند صونه أول طرزها في عام 2009، مفاجِئة آنذاك هواة الساعات الفاخرة بمَأثرة تمايزت بمفهوم جريء تمثل بآلية الأرقام القافزة للساعات والدقائق. ومنذ ذلك الحين، أثرت الدار هذه المجموعة بطرز جديدة، أبانت عن مهارة حرفييها وبراعتهم المتفردة في إحكام الوقت.
وكذلك فعل الصانع هذا العام، إذ كشف اليوم عن الجيل الثاني من الساعة الرقمية الميكانيكية ZEITWERK في نسختين: إحداهما في علبة مشغولة من البلاتين، والأخرى في علبة مشغولة من الذهب الوردي.
وعلى ما هو عليه حال الجيل السابق، انفردت هذه الساعة بمضبط انفلات ثابت القوة، وآلية إيقاف الثواني، وآلية للأرقام قافزة من ثلاثة أقراص تعرض الوقت في صيغة رقمية واضحة ومتناغمة وتجعل من لحظة اندفاع الأقراص كلها في وقت واحد حدثًا مُنتظرًا.
يقع هذا الحدث على الميناء الذي تجلى فيه الحس الجمالي للمصممين والمهندسين، إذ صاغوا الجسر المصنوع من الفضة الألمانية على نحو يتيح مجالاً أكبر لميناء الثواني الفرعي المستقر عند مؤشر الساعة السادسة. وفي الجهة المقابلة، وضع مقياس احتياطي الطاقة أعلى الجسر، وعُلّمت بالأحمر ساعاته الاثنتا عشرة الأخيرة لتنبيه مرتدي الساعة إلى أن توتر النابض يتناقص.
A. Lange & Söhne
يبلغ قطر العلبة الجديدة 41.9 ملليمتر، وتتمايز النسخة المشغولة من الذهب الوردي بميناء أسود وجسر من الفضة الألمانية الخام، فيما تتباهى النسخة المشغولة من البلاتين بميناء فضي مطلي بالروديوم وجسر بلون الروديوم الأسود.
بيد أن الجديد الذي حمله هذا الجيل يتمثل في آلية الحركة يدوية التعبئة L043.6 الجديدة والمصنوعة وفقًا لأعلى معايير الدقة. تطلبت هذه الآلية استحداث تصميم مبتكر للبرميل وهذا ما رفع احتياطي الطاقة من 36 ساعة إلى 72 ساعة.
وأما التعديل الآخر الذي استحدث في هذا الطراز، فيخص الزر الضاغط عند مؤشر الساعة الرابعة، والذي يتيح تقديم الساعة على نحو منفصل عند تغير المنطقة الزمنية في أثناء الرحلات. ويتكامل الجيل الثاني من هذه الساعة بحزامين مصنوعين من جلد التمساح، أحدهما بالأسود والآخر باللون البُنّي الداكن.