غرد إيلون ماسك في 27 يناير/كانون الثاني: "أعمل طوال اليوم، وعند عودتي إلى المنزل، ألعب محاكي العمل".
تأسيس شركة وإدارتها ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فماذا عن خمس شركات؟ يتولى الملياردير الأميركي ذو الأصول الجنوب إفريقية إيلون ماسك حاليًا إدارة 5 شركات تعمل في مجالات مختلفة وهي: شركة السيارات الكهربائية تِسلا، وشركة تقنيات استكشاف الفضاء سبيس إكس، ومنصة التواصل الاجتماعي تويتر، وِشركة إنشاء البنية التحتية والأنفاق "ذا بورينغ كامبوني" (أي الشركة المملة)، وشركة تقنيات الرقاقات الدماغية نيورالينك.
إدارة هذه الشركات كلها، إلى جانب حضور المؤتمرات واللقاءات الصحفية، بالطبع يتطلب وسيلة تنقل سريعة، لذا تتوقع بلومبيرغ في تقرير لها أن الملياردير لا يفارق طائرته الخاصة التي يمكن تتبع رحلاتها بفضل قوانين إدارة الطيران الفيدرالية التي تتيح بيانات تحرك الطائرات الخاصة للجميع.
تشير بلومبيرغ في تقريرها إلى أن طائرة إيلون ماسك قطعت مسافة طويلة جدًا في عام 2022، تكفي للدوران حول الأرض أكثر من 14 مرة، وهو ما قد يثير حفيظة متابعي الملياردير الذي يدعو دائمًا إلى الاستدامة، إذ نتج عن هذه الرحلات 2,112 طنًا متريًا من غازات الاحتباس الحراري، وهو أكثر من متوسط نصيب الأمريكي الواحد من الانبعاثات بنحو 140 مرة. ويضيف التقرير أنه لتعويض هذه الانبعاثات، تحتاج سيارة تِسلا من طراز Model 3 أن تحل محل سيارة احتراق داخلي متوسطة مسافة 7 ملايين ميل.
حلقت طائرة إيلون ماسك 171 مرة في عام 2022، وهو أكثر من ضعف عدد الرحلات التي قطعها زميله لاري إليسون، الملياردير ورئيس شركة أوراكل، بينما أتى مارك زوكربيرغ، الملياردير ومؤسس شركة ميتا المالكة لفيسبوك وواتساب وإنستغرام، في المرتبة الثانية بعدد 115 رحلة. ولكن الاختلاف بين رحلات ماسك وباقي الأثرياء يكمن في قصر مدة الرحلات، إذ قطعت طائرته الخاصة العديد من الرحلات التي تقل مدتها عن 15 دقيقة، مثل رحلة في مايو/أيار من هوثورن بولاية كاليفورنيا، وهو مقر شركة سبيس إكس، إلى مطار لوس أنجليس الدولي. استغرقت الرحلة 13 دقيقة، وهي مسافة أقل من 6 أميال بالسيارة.
يُذكر أن إيلون ماسك فقد صدارة قائمة أغنى أثرياء العالم بنهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، لصالح قطب الموضة برنار أرنو، مؤسس مجموعة لويس فويتون، وتراجع إلى المركز الثاني، عقب إعلانه عن الاستحواذ على تويتر مقابل 43 مليار دولار، ما أدى إلى موجة بيع كبيرة لأسهم تِسلا، إذ رأى المستثمرون أن ماسك لن يتمكن من التركيز على خطط تِسلا التوسعية إذا انشغل بإدارة تويتر. ولكنه سرعان ما استعاد جزءًا من ثروته مع ارتفاع سهم تِسلا قبل "يوم المستثمر"، وهو ما خفض الفرق بينه وبين أرنو إلى نحو 8 مليارات دولار.