تجاوز إيصال لبيع قطعة فنية غير مرئية للفنان الفرنسي إيف كلاين توقعات بيعه التي قُدرت بين 300 ألف دولار و500 ألف دولار، إذ إن الإيصال بيع بما يقرب من 1.2 مليون دولار في مزاد أقامته دار سوذبيز، أي حوالى ثلاثة أضعاف متوسط السعر المتوقع.

الإيصال المالي هو جزء من سلسلة فنية خيالية للفنان الراحل بعنوان "منطقة ذات حساسية تصويرية غير مادية"، ويوثق ملكية أحد فضاءات كلاين الخيالية، أو الأعمال الفنية المفاهيمية غير الملموسة مادياً.

يعد الفنان إيف كلاين رائداً في الفن المفاهيمي، وقد افتتح عام 1958 معرضًا شهيرًا بعنوان "الفراغ"، وضع فيه خزانة كبيرة داخل صالة فارغة.

وقد قصد المعرض آلاف الزوار الذين دفعوا رسومًا للدخول إلى معرض في العاصمة الفرنسية باريس لإلقاء نظرة على لا شيء على الإطلاق.

وبعد نجاح المعرض، أضاف الفنان الفرنسي بُعدًا آخر على الفكرة، من خلال منح جامعي الأعمال الفنية فرصة شراء سلسلة من الفضاءات غير الموجودة والمفاهيمية بالكامل، وبين عام 1959 ووفاته في عام 1962، باع كلاين سلسلة من الإيصالات، لقاء وزن من الذهب الخالص.

واليوم، بعد 6 عقود من وفاة كلاين، بيع أحد الإيصالات التي كتبها تثبيتًا لملكية أعماله الفنية غير المرئية مقابل 1.2 مليون دولار .

على الرغم من أن كلاين باع العديد من الإيصالات الخاصة بمناطق الحساسية التصويرية غير المادية، فإن القليل منها موجود اليوم. هذا لأنه كان يشجع المشترين على حرق الإيصالات في إطار طقوس كان كلاين يرمي خلالها نصف الذهب المدفوع في نهر السين بينما يحرق الإيصال في حضور الشهود للاحتفاظ بملكية العمل الفني بصورة نهائية. وقد اكتسب الإيصال المباع في المزاد قيمةً كبيرة لأنه من بين مجموعة نادرة نجت من الحرق.

وأوضحت سوذبيز في بيان صحفي أنّ الإيصال سُلّم في الأصل إلى تاجر التحف جاك كوغيل، وهو من بين الإيصالات القليلة التي يُعتقد أنها نجت. يعود ذلك ببساطة إلى أنّ كلاين كان يعرض على الزبون خيار الاحتفاظ بإيصاله أو حرقه وفقًا لطقوسه. وإذا اختار الخيار الأخير، فسيتم اعتباره "المالك النهائي" للعمل الفني المفاهيمي.

واختار كوغيل الاحتفاظ بالإيصال وعرضه منذ ذلك الحين في المؤسسات الفنية الكبرى بجميع أنحاء أوروبا، منها معرض هايوارد بلندن، ومركز بومبيدو في باريس.

قالت سوذبيز إن الإيصال الذي يبلغ عرضه أقل من 20 سنتيمترًا، صمم ليبدو كأنه شيك مصرفي موقع من قبل كلاين بتاريخ 7 ديسمبر 1959، أي قبل سنوات قليلة من وفاته في عام 1963.

قبلت دار المزادات الدفع بـالعملة المشفرة للعمل الفني، واعتبرت الإيصال المالي توقعاً مبكراً لأنظمة البيع الحديثة عن طريق العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال NFT.