يحاكي عطر "ترو عود" True Oud من فئة أو دو بارفان تقاليد الشرق الأوسط بأسلوب رقيق، فتركيبته الغنية بنفحات الخشب والأزهار يمكن أن تمتزج وتختلط مع عطور أخرى من خطوط مجموعة "هيريرا كونفيدينشال". كما تبرز نقاوته وعبقه الفواح لدى دمجه مع بضع قطرات من عطور "ساندال روبي" و"سافرون لازولي" وإميرالد مسك" و"أيريس إمباير" وأمثيست هيز" من خط "هيريرا جيمس" من فئة أو دو بارفان المستوحاة من أصناف الأحجار الكريمة.

ويمكن مزجه أيضًا مع أحد العطورات الستة من مجموعة "سيجنتشر"، التي تضم: "هيريرا توبيروز"، "بيرنينج روز"، و"أمبر ديزاير"، إضافة إلى "نايت فول باتشولي"، و"عود كوتور"، و"ميستري توباكو". إن هذا الدمج والتخصيص لا يُعدان أمراً جديداً، إذ اختبرت كارولينا هيريرا هذه العادات في أثناء رحلتها في الشرق الأوسط، حيث شهدت كيف يجري تمرير طبق من العطور الفخمة في نهاية الأمسيات العائلية كي يصنع كل ضيف عطره الشخصي ويحتفظ به تذكارًا.

ووصفت هيريرا هذا المشهد بقولها: "بدلاً من التقاط صورة للحضور، كما نفعل في الغرب، يفضل السكان تذكر لحظاتهم الثمينة من خلال رائحة العطر، الأمر الذي يعني القدرة على إعادة اختبار تجاربهم المحببة عند السفر وتذكر يوم لقائهم بشخص مميز أو مشاركته مع الأولاد والأحفاد في المستقبل. ومع وجود العديد من الطرق للاحتفاظ بالذكريات، أعتقد أن هذه هي الوسيلة الألطف والأقرب إلى القلوب".

وفي السياق نفسه، تحدث خبير العطور لدى العلامة جوردي فيرنانديز، وهو الذي رافق كارولينا هيريرا في جولتها وكان قضى أكثر من 20 عاماً في دراسة تقاليد الشرق الأوسط ويملك قاعدة واسعة من المعلومات عن المنطقة وتقاليد سكانها، فقال: "أردنا تقديم هذا العطر على وجه الخصوص لأنه يرتبط على نحو وثيق بذكريات الأوقات الجميلة مع العائلة والأصدقاء في الوطن، ويقدم رائحة أكثف بكثير من الزيت العطري. كما حرصنا على استخدام العود الذي يمكن إنتاجه بطريقة مستدامة ويتميز بنقاوة عالية وكانت تنمو أشجاره في تايلاند منذ عقود، كي نضمن ألا يفقد العطر كثافته ونقاوته مع الزمن".

وترتكز تركيبة نفحات عطر "ترو عود" على:

 - النفحات القاعدية: يوفر الزيت العطري لخشب الصندل، ومصدره مناطق عدة في غرب أستراليا، القوام الكريمي الناعم الذي يرافق النفحات الأرضية والخشبية لخلاصة الباتشولي المستوردة من سولاويسي في إندونيسيا، وتُضاف إليهما لمسة التوابل من خشب الأكيجالا والمسك وأحد المكونات الأساسية لرائحة العنبر.

- النفحات الوسطى: تتميز نفحات هذه الطبقة بحلاوتها الخاصة، وهي تتكون من الزيت العطري المستخرج من أشجار العود التايلاندية، والذي يتميز بكثافته وعمق رائحته، وقد حصل على ترخيص من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض، وتضاف إليه لمسة بلسمية من راتنج نبات المر. ويضفي العبق الطازج لزهر الياسمين المصري رائحة منعشة كالفاكهة في قلب العطر.

- النفحات العليا: يملأ عطر True Oud مساحة الهواء المحيط من رشة واحدة، ويساعده في ذلك زهر الأوسمانثوس الآتي من الصين برائحة منعشة تشبه المشمش، إضافة إلى نفحات الزيتون الغنية بلمسات الزعفران والفريزيا. وينتج في المحصلة عطر خفيف، لكنه يشبه تبخير العود في قدرته على التأثير، إذ لا يهدف عطر "ترو عود" إلى الصدمة المباشرة، بل إلى إنشاء هالة من النفحات الطفيفة في البداية، ثم إعادة إحياء ذكريات ثمينة ومؤثرة عند استنشاق رائحته مجدداً.