إليكم أفخم الطائرات التي تتمايز بمَدى سفرها ومقصوراتها الرَّحبة وأنظمتها التقنيَّة لتجربة سفر تحقق متطلبات رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين.
أفخم طائرات رجال الأعمال
الطائرة ذات المدى الطويل جدًا
Dassault Falcon 10X
تسعى الطائرة الجديدة التي ابتكرتها شركة داسو إلى التفوق على طرازي Global 7500 من بومباردييه و G700 من غلفستريم، لتحصل بذلك على لقب أكبر طائرة رجال أعمال في العالم.
ويقول الصانع الفرنسي إن طراز 10X سيشتمل على مساحة داخلية هي الأكبر في هذه الفئة من الطائرات، ذلك أن عرض المقصورة يصل إلى تسع أقدام وبوصة واحدة (ما يعني أنها أعرض بثماني بوصات من مقصورة Global 7500)، وهو الرقم الذي تُشيد به داسو، فيما يبلغ ارتفاعها ست أقدام وثماني بوصات. يمكن لهذه الطائرة ذات المدى الطويل جدًا أن تسافر 15 ساعة متواصلة، وتحقق مدى سفر يصل إلى 8,631 ميلاً بحريًا عند الانطلاق بسرعة 0.85 ماخ، الأمر الذي يعني السفر دون توقف من نيويورك إلى هونغ كونغ أو من لوس أنجليس إلى سيدني. وتجدر الإشارة أيضًا إلى قدرتها على الطيران على ارتفاع 51 ألف قدم، وهو ما يجعلها بمنأى عن معظم الأحوال الجوية.
فضلاً عن ذلك، يمكن تخصيص المساحة الداخلية المقسمة إلى أربعة أقسام، لتضم مجالس للاسترخاء والترفيه، ومساحة للعمل، ومقصورة للنوم يكملها حمّام للاستحمام بمرذاذ.
ويأتي طراز 10X مجهزًا بأحدث التقنيات، ما يتيح له منافسة طائرتي بومباردييه وغلفستريم اللتين تستثمران بكثافة في رقمنة قُمرة القيادة وتبسيط عملها. وقد استعارت داسو بعض التجهيزات من طائرتها المقاتلة رافال Rafale، مثل شاشات العرض الرأسية، والأدوات الرقمية للتحكم بالطيران والتي تتوافق مع مقبض الدفع الأحادي الجديد من طراز Smart Throttle الذي يسهّل عمل الطيّار.
كما أنها مزودة بنظام FalconEye، وهو نظام رؤية لتحديد العوائق التي تحول دون الإقلاع أو الهبوط في الظروف الجوية السيئة. ومن المتوقع أن تحصل هذه الطائرة المتطورة على الترخيص بحلول عام 2025.
الطائرة الخفيفة
HondaJet Elite S
على مر تاريخ يمتد عبر 20 عامًا، تبنّت شركة هوندا جِت HondaJet مبدأ التطوير القائم على استحداث ثورة. في أول رحلة لها في عام 2003، كانت طائرة هوندا جِت الخفيفة جدًا تتميز بالكفاءة بالرغم من مظهرها غير المألوف، وبنظام محركات مثبتة فوق الأجنحة، وأربعة مقاعد، وهيكل مصنوع بالكامل من معادن مركّبة.
وفي العام الماضي، أعلنت الشركة عن إطلاق طراز Elite S الذي يتسع لثمانية أشخاص، والذي يختلف كثيرًا عن طراز Elite السابق. فقد عزّز الصانع حمولته بنحو 90 كيلوغرامًا، كما زوده بأجهزة طيران أكثر تطورًا. تتمتع طرازات هوندا جِت كلها بالسرعة نفسها التي تساوي 485 ميلاً/الساعة عند الطيران على ارتفاع 30 ألف قدم، ما يجعلها الأسرع في هذه الفئة من الطائرات.
إنها تحقق مدى السفر الأعلى في هذه الفئة، وقدره 1,653 ميلاً، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 43 ألف قدم. فضلاً عن ذلك، جُهّزت طائرة Elite S بأدوات تحكم أوتوماتيكية تتولى القيادة في حال خرجت الطائرة عن سقف الطيران الآمن، إلى جانب نظام حماية يمنع توقف محركات الطائرة عند تشغيل الطيار الآلي.
يتميز هذا الطراز أيضًا بخاصية وظيفية جديدة لنقل البيانات، تُحّول المعطيات الصوتية إلى رسائل نصية تُبعث إلى مركز مراقبة حركة الطيران ومركز العمليات البرية. وقد تعاونت هوندا جِت مع شركة Bongiovi Aviation من أجل تطوير نظام صوتي مدمج داخل ألواح المقصورة دون اللجوء إلى تثبيت مكبرات للصوت. أما مظهر الطائرة الخارجي، فأثرته مسحة عصرية عكسها خليط من ألوان الأزرق البحري العميق والرمادي الغامق والذهبي الفاخر.
جُهّز هذا الطراز بأدوات تحكم آلية تتولى القيادة في حال خرجت الطائرة عن سقف الطيران الآمن.
الدفع التوربيني
Daher TBM 960
كشف الصانع الفرنسي Daher مؤخرًا عن الإصدار الفاخر من طرازه الشهير TBM.
وقد تعززت مزايا هذه الطائرة بمظهر خارجي راق امتزج فيه لون Sirocco الأسود باللونين الفضي والأحمر، هذه الصيغة اللونية التي ابتكرها ألكسندر إيتشاسيريو، والتي تشكل أحد الاختيارات المتاحة في برنامج التخصيص.
لكن تمايز هذه الطائرة ذات الدفع التوربيني يبرز أكثر على مستوى المقصورة الداخلية من طراز Prestige، إذ يمكن التحكم بسهولة في نظام ضبط إعدادات البيئة الداخلية ومصابيح LED والنوافذ القابلة للتعتيم إلكترونيًا، وكل ذلك من خلال شاشة عرض مركزية في متناول الركاب.
لطالما عُرفت الشركة بتصميم طائرات تركز على الجانب الوظيفي أكثر من مزايا الرفاهية، ولكنها ارتقت بهذه المزايا في طرازها الجديد، إذ جهزت الطائرة بمقاعد جديدة مريحة، إلى جانب منفذ USB لكل ضيف، وثبّتت إلى كل مقعد حاملاً لتعليق السماعات.
أما الابتكار الرقمي الحقيقي، فمحلّه قمرة القيادة التي زُوّدت بنظام إلكتروني ثنائي القناة للتحكم في المحرك والمروحة معًا، يُشغّل محرك PT6E-66XT من شركة Pratt & Whitney Canada.
ولا يحدّ هذا النظام من إجهاد الطيّار فحسب، بل يعمل أيضًا على تحسين عملية حرق الوقود. وتتميز طائرة TBM 960 بسرعة تساوي 354 ميلاً/الساعة وتُعد عالية الكفاءة بالقياس إلى حجم الوقود الذي تحرقه، والذي يبلغ 215 لترًا/الساعة.
وتتجلى إحدى اللمسات الرائعة في نظام الطيران المدمج من طراز G3000، أو ما تطلق عليه الشركة اسم "مساعد الطيار الإلكتروني"، والذي يشتمل على نظام حماية من التجمد، ونظام مراقبة الحدود القصوى للطائرة، ووضع الهبوط الاضطراري.
كما جُهزت الطائرة بنظامHomeSafe Emergency Autoland من غارمن، والذي يعمل على قيادة الطائرة بأمان إلى أقرب مدرج مناسب إذا أصيب الطيار بمكروه.
وأضافت داير إلى قمرة القيادة رادارًا من من طراز GWX 8000 Doppler من غارمن لتتبع أحوال الطقس. بدأت عمليات تسليم هذا الطراز داخل أوروبا، لكنها في الولايات المتحدة ما زالت تنتظر الحصول على التراخيص.
في هذا الطراز، يعمل نظام للطوارئ من غارمن على قيادة الطائرة إلى أقرب مدرج إذا أصيب الطيار بمكروه.
طائرة مروحية للتنفيذيين
ACH160
ليس بالإمكان حصر تمايز هذا الطراز، الذي يمثل النسخة المخصصة للمديرين التنفيذيين من طائرة إيرباص المروحية القياسية H160، في مساحته الداخلية الفسيحة المكسوة بالجلد.
فهذه الطائرة تعد أيضًا برحلة هادئة ومريحة، ويمكن التحكم في مناخ مقصورتها والاستفادة من مزاياها التي تشمل منافذ USB شخصية وفتحات فردية لجهاز التدفئة والتبريد.
لتخصيص المساحة الداخلية، تعاونت إيرباص مع شركة هاريسون إيدسغارد لتصميم اليخوت، وكانت الحصيلة استخدام مواد متنوعة وترتيبات مختلفة للمقاعد. ولكن الجائزة الحقيقية تذهب إلى براءات الاختراع الثماني والستين التي باتت تضمن تجربة سفر أكثر أمانًا على متن هذه الطائرة.
في وضع استعادة التحكم، يوقف الطيار الآلي السقوط الحر الناجم عن حالة حلقة الدوامة، وهي سبب رئيس في حوادث طائرات الهليكوبتر، وتحدث غالبًا قبل أن يتنبه إليها الطيار.
وتأتي طائرة ACH160 مجهزة بمثبّت آلي ينشط إذا كانت الظروف الجوية لا تسمح للطيار بالرؤية بوضوح. وقد عُزز تصميم نظام الإلكترونيات من طراز Helionix 3 بشاشة مبسطة تحول دون إغراق الطيّار بالمعلومات.
ويقول طيار الرحلات الاختبارية أوليفييه جينسي، الذي شارك في مشروع طائرة H160 منذ انطلاقته: "إن قيادتها مختلفة عما هو معتاد، والطيران بها أسهل وأكثر أمانًا".
وتشمل الإحصائيات الأخرى التي ينبغي ذكرها: سرعتها القصوى التي تبلغ 178 ميلاً/الساعة ومدة تحليقها القصوى التي تصل إلى 4 ساعات ونصف ساعة.
Adrien Daste/Airbus
تحمل هذه الطائرة 68 براءة اختراع، منها وضع استعادة التحكم الذي يتيح للطيار الآلي وقف السقوط الحر.
مفهوم تصوري مبتكر
Global 7500 Pod Altea
على النقيض من المساحات المفتوحة التي تهيمن حاليًا على تصميم مقصورات الطائرات الخاصة، تتبنى شركة ألتيا Altea مفهومًا تصوريًا جديدًا لكبسولة تدعم الخصوصية.
ابتكرت شركة الطيران والتصميم، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، هذا التصميم ليتزامن مع تسليم بومباردييه لطائرتها المئة من طراز Global 7500 في شهر مارس. وقال روبن دانلوب، الشريك المؤسس في الشركة: "فكرنا في الأمر الآتي: ماذا لو أتاك ستة زملاء، كلهم يعملون مثلاً في صندوق التحوط نفسه، ويريدون السفر معًا إلى أوروبا؟ سيرغبون حتمًا في العمل داخل حجراتهم الخاصة، وربما يلتقون لاحقًا في منطقة مشتركة لمناقشة أعمالهم أو لمشاهدة فيلم".
يتباهى هذا المفهوم التصوري بأقسام توفّر الخصوصية، وبمجلس يمكن تحويله إلى غرفة نوم فسيحة، وحمام يحاكي النادي الصحي يكمّله حيّز للاستحمام بمرذاذ. ولضمان تجربة سفر متكاملة، استُخدمت الإضاءة المعمارية، والمواد الطبيعية، وجرى توسيع المساحة المخصصة للتخزين.
ويقول دانلوب موضحًا: "يسرّنا أن نقول إنها واحة خصوصية داخل طائرة خاصة"، مضيفًا أنه وفريقه استلهموا هذا المفهوم من التصميمات الاسكندنافية التي راجت في منتصف القرن العشرين.
ويشيع في المساحة الداخلية مزيج من الجلد النباتي الذي يغطي ظهر المقاعد، وخشب الصنوبر الطبيعي الذي يكسو الجدران الجانبية وألواح السقف. يقول دانلوب: "اخترنا مواد بسيطة وحيوية مع مسحة لونية متفردة. أقصد طابعًا مرحًا".
يتباهى هذا المفهوم التصوري بغرفة نوم فسيحة وحمام يحاكي النادي الصحي.
المركبة الطائرة
Klein Vision AirCar
تفوقت مركبة AirCar التي طورتها شركة كلاين فيجن Klein Vision على عدد من منافسيها في فئة المركبات الطائرة بحصولها على شهادة إجازة الطيران من هيئة النقل السلوفاكية.
وتسعى الشركة إلى نيل شهادتي EASA وFAA لكي يتسنى لها الانتقال إلى مرحلة الإنتاج المكثف في وقت مبكر من العام المقبل.
في وضع القيادة على الطرقات، تتميز مركبة AirCar ذات المقعدين بتصميم أنيق ومستقبلي وجناح مثبّت إلى جزئها الخلفي. وتفرد المركبة الطائرة جناحيها وذيلها مثل لعبة ضخمة، لتتحول من سيارة إلى طائرة. وعند الهبوط بها، يستغرق تحولها إلى سيارة أقل من ثلاث دقائق، إذ يُطوى الجناحان الرئيسان إلى هيكلها، وتنكمش أسطح ذيلها على نحو يُمكّنها من الدخول إلى مرآب يتسع للسيارات التقليدية.
ليس بمقدور هذه المركبة الإقلاع فورًا إذا علقت في ازدحام مروري، ولكن إذا أراد صاحبها تقليل وقت التنقل بين مدينتين، فما عليه إلا اللجوء إلى المطارات المحلية حتى يقلص على نحو ملحوظ من الوقت الذي يتطلبه السفر.
يكمن بهاء هذه المركبة الطائرة في أنها ملائمة للبنيات التحتية وتحترم القواعد السارية حاليًا. وقد جرى تزويدها بمحرك بي إم دبليو سعته 1.6 لتر يُشغّل العجلات والمروحة لتحقق مدى سفر يصل إلى 622 ميلاً، فيما تبلغ سرعتها 186 ميلاً/الساعة.
تراوح سرعتها على الطرقات بين 100 ميل/الساعة و112 ميلاً/الساعة، وتبلغ سرعة إقلاعها 75 ميلاً/الساعة. سيكون النموذج الأولي المعد للإنتاج جاهزًا هذا العام، وسيراوح سعر الطائرة بين 500 ألف دولار ومليون دولار، وذلك بحسب الميزات الفاخرة وإلكترونيات الطيران والتجهيزات الأخرى.
Klein Vision
إذ تفرد المركبة جناحيها وذيلها مثل لعبة ضخمة، تتحول من سيارة إلى طائرة.
برامج العضوية
FlyExclusive Jet Club
لا تتكرر كثيرًا الظروف التي يكون فيها الربح موزعًا على الأطراف كلها، لا سيما في برامج عضوية الطيران الخاص المفتقرة للتنظيم. في العادة، تكون القواسم المشتركة بين برامج العضوية شبه منعدمة، إلى درجة تبدو معها الفروق شاسعة عند مقارنة برنامج وآخر.
للوهلة الأولى، يظهر أن برنامج العضوية Jet Club الخاص بشركة FlyExclusive مربك مثله مثل باقي برامج العضوية. فبدلاً من سعر الساعة الثابت الذي تقدمه معظم البرامج، يدخل في السعر الإجمالي لهذا البرنامج السعر اليومي وسعر الساعة، فضلاً عن رسوم العضوية الشهرية التي تتيح تفقد الفئات الثلاث من طائرات رجال الأعمال التي توّفرها هذه الشركة من طراز Citation.
تمتلك FlyExecutive، الشركة المزوّدة لبرامج العضوية والملكية الجزئية، والتي يقع مقرها في كارولينا الشمالية، 85 طائرة ذات ملكية جزئية، ولذلك يمكنها أن تتيح للمستخدمين رحلات مضمونة، وهي ميزة تعطيها أفضلية على منافسيها في سوق الطيران الخاص الذي يواجه تحديات جمة.
لكن الرئيس التنفيذي للشركة، جيم سيغرايف، رأى أن إتاحة طريقة أنجع لتسعير ساعات الطيران ستفيد المستخدمين الذين تتباين احتياجاتهم. تخضع معظم الرحلات للتسعير بناء على متوسط الأسعار الذي يشمل حتى الرحلات الأقصر التي لا تتعدى ساعة ونصف ساعة، ولهذا يزداد السعر كلما طالت الرحلة.
وفي هذا يقول سيغرايف: "كان أعضاء برنامجنا يتجنبون لهذا السبب الطيران بين ساحلي الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن البرنامج الجديد غيّر هذا الحال، لأن سعر الساعة الذي نقدمه أصبح الآن أرخص بكثير من أسعار منافسينا".
يغطي السعر اليومي التكاليف الثابتة للبرنامج، فيما سعر الساعة يساعد على معرفة المدة التي تستغرقها رحلات محددة. أما الميزة الأخرى التي يتفرد بها برنامج Jet Club، فهي القدرة على تبديل الطائرات.
ويعلق سيغرايف على هذا بقوله: "لا يوجد حد يومي للرحلات ولا تُقتطع رسوم إضافية. وكلما زاد عدد الرحلات اليومية لمستخدمي البرنامج، زاد معدل التوفير الذي يحققونه".
لكن ثمة حالة واحدة تصبح فيها أسعار شركة FlyExecutive في غير صالح الزبون وهي الرحلات الجوية التي تستغرق 30 دقيقة. ويقول سيغرايف: "ربما من الأنسب للأشخاص الذين يستفيدون من رحلات قصيرة أن يستعينوا بخدمات شركة تمتلك طائرات من طراز KingAir".
ويختم بقوله: "لكننا نلاحظ زيادة في عدد الزبائن الذين يميلون إلى القيام برحلات طويلة المدى".
تمتلك شركة FlyExecutive أسطولاً من 85 طائرة ذات ملكية جزئية.
السياحة الفضائية
SpaceX
رفعت الأشهر الاثنا عشر الماضية الستار عن سباق الفضاء الجديد. فقد ظهرت صواريخ على شاكلة صواريخ ميركوري، وطائرات تخترق حاجز الصوت، ومناطيد تختبر الأعالي الشاهقة، وتمكنت كلها من ولوج عالم كان حكرًا على وكالة ناسا، مجيزة بذلك لعدد من الأفراد استكشاف الفضاء، وإن لدقائق. وفيما حملت مركبتا بلو أوريجين Blue Origin وفيرجن غالاكتيك Virgin Galactic على متنهما مجموعة من المشاهير في عام 2021، جسدت رحلة Inspiration4 على متن صاروخ Falcon 9 القابل لإعادة الاستخدام الذي طورته شركة سبايس إكس SpaceX، المشروع الأكثر نجاحًا.
اتسمت هذه المهمة الفضائية المدارية التي استغرقت ثلاثة أيام على متن كبسولة Resilience من طراز دراغون Dragon، بمختلف المزايا التي تجعلها أشبه بمقدمةٍ تمهّد لإصدار جديد من سلسلة ستار تريك، بطاقمها المدني متعدد الثقافات الذي ضمّ مليارديرًا وثلاثة خبراء متخصصين يجمعهم حب الفضاء. وفي سياق هذه الرحلة، جرى جمع قرابة 250 مليون دولار لصالح مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال، وهو أمر يستحق الثناء أيضًا.
وفي شهر أبريل الفائت، نظمت سبايس إكس رحلة ثانية مميزة إلى محطة الفضاء الدولية أطلقتها تحت اسم Ax-1، وشارك فيها ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابق.
اقتضت الرحلة التي نظمتها أكسيوم سبايس Axiom Space على متن كبسولة "إنديفور" Endeavour من طراز دراغون، إجراء الركاب أبحاثًا وافرة لصالح مؤسسة مايو كلينك Mayo Clinic ومستشفى مونتريال للأطفال ومستشفى كليفلاند كلينك Cleveland Clinic وغيرها من المؤسسات العالمية.
وعلى ما هو عليه حال رواد الفضاء المحترفين، أُخضع المشاركون كافة لبرنامج إعداد شمل التدريب على استخدام أجهزة الطرد المركزي والمكوث في حيز ضيق، وذلك من أجل تقريبهم من أجواء الكبسولة التي تعادل مساحتها الداخلية مساحة مركبة رياضية متعددة الاستعمالات.
وقد استقرت الأهمية التاريخية لهذه البعثات على أمرين اثنين: أولاً كانت الرحلة الفضائية المدارية والرحلة إلى محطة الفضاء الدولية من أولى الرحلات التي موّلها أفراد عاديون وأطلقتها شركة خاصة. ثانيًا جرى التحكم في الكبسولات بشكل مستقل. وعند الجمع بين الأمرين، سرعان ما يتبين أن السياحة الفضائية باتت تعد بأكثر من رحلة ممتعة، وخصوصًا أن المشي في الفضاء والارتحال إلى المدارات القمرية بات ممكنًا الآن.
SpaceX
بدت المهمة الفضائية المدارية على متن كبسولة Resilience أشبه بمقدمةٍ لإصدار جديد من سلسلة ستار تريك.
طائرة رجال الأعمال ذات المقصورة الفسيحة
Gulfstream G400
بدأت غلفستريم التخطيط لجعل طائرة G400 أفضل طائرة رجال أعمال في فئتها منذ عام 2009. من المتوقع أن تحصل الطائرة على التراخيص في عام 2025، وهي أصغر عضو في الأسطول الذي يضم طائرات G500 وG600. في التصميمات الأولية، حدد الزبائن المساحة ومزايا الراحة الوظيفية والتقنيات التي ستجهز بها الطائرة.
كان مطلبهم في الأساس طائرة حديثة ذات مدى عابر للقارات. ويتميز الإصدار النهائي من هذا الطراز بمقصورة فسيحة، مع إمكانية الاختيار بين مجموعة من المواد الفاخرة وترتيب المساحة التي تتوزع على منطقتين ونصف بحسب الحاجة.
يمكن أن يشتمل ترتيب المساحة على مقاعد لنحو 12 شخصًا، ومجالس مجهزة بطاولات، وغرفة مكتب، وحجرات نوم لخمسة أشخاص. يُذكر أن طائرة G400 تنتمي إلى فئة الطائرات المجهزة بمقصورات رحبة، غير أن هيكلها أصغر من هيكل شقيقتيها في الأسطول وذلك على الرغم من أنها تتساوى معهم من حيث الطول المقطعي والارتفاع.
كما أنها مزودة بنظام متطور لعزل الصوت يتيح تجربة سفر هادئة، بالإضافة إلى عشر نوافذ تزعم غلفستريم أنها الأكبر بين نوافذ المقصورات في طائرات رجال الأعمال.
أما قمرة القيادة، فمجهّزة بمنصة غلفستريم من طراز Symmetry Flight Deck، وهي منصة مشتركة بين الجيل الأحدث من طائرات غلفستريم، وتحتوي على مقابض تحكم جانبية نشطة وشاشات تعمل باللمس تحد من أعباء الطيارين.
يصل مدى سفر طائرة G400 إلى 4,200 ميل بحري عند التحليق بسرعة 0.85 ماخ، فيما تبلغ سرعتها القصوى 0.90 ماخ، وكل ذلك بفضل محركاتها من طراز PW812GA التي تطوّرها شركة برات أند ويتني Pratt &Whitney.
Andrew Hertzog/Gulfstream
يتميز الإصدار النهائي من هذا الطراز بمقصورة فسيحة، مع إمكانية الاختيار بين مجموعة من المواد الفاخرة وترتيب المساحة الداخلية بحسب الحاجة.
المقصورة بالغة الفخامة
RH G650 Jet
وجّهت علامة RH العملاقة في قطاع الأثاث المنزلي نظرها الثاقب صوب قطاع تأجير الطائرات الخاصة مع إطلاق RH One، وهي طائرة من طراز G650 من غلفستريم تستوعب اثني عشر راكبًا.
لقد أحببنا التصميم الناعم والبسيط والأحادي اللون للمساحات الداخلية التي تزيّنت بالكامل بخشب السنديان الأوروبي المصقول والذي يغلب عليه لون أبيض باهت.
أما أبرز ما حثّنا على استحسان هذا التغيير الجديد، فهو النأي عن الألوان الهادئة العقيمة التي تسود في معظم طائرات رجال الأعمال، وتدرجات اللون القشدية المرفقة بمسحات لونية عرضية في الطائرات ذات الملكية الخاصة.
تتمايز مختلف أقسام المقصورة بالاستخدام الوفير لخشب السنديان الأوروبي المصقول.
يذكرنا هذا الملاذ الخشبي بالمقصورات الفاخرة التي كانت تزهو بها السفن العابرة للمحيطات في ثلاثينيات القرن الماضي، لا سيما مع زخارفه المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ ونوافذه الشبيهة بالكوّات.
وقد جُهّزت المساحة الداخلية باثني عشر مقعدًا تتدثّر بكسوة من الكتان باللون الفحمي، وبخزائن يغطيها الجلد باللون الرمادي، بالإضافة إلى سجاد منسوج يدويًا.
قد لا يستسيغ الجميع وفرة الأسطح الخشبية في المساحة الداخلية، ولكن الإحساس الغامر بالهدوء يشيع أجواءً أنيقة ومتفردة. وكان تجميع هذا القدر الكبير من المشغولات الخشبية في وحدة متجانسة إنجازًا تقنيًا أيضًا.
أما المظهر الخارجي لطائرة RH One، فيميّزه طلاء معدني ثنائي اللون، فيما هيكلها السفلي يزهو بلون رملي، ما يجعل تعرّفها أمرًا سهلاً.
يذكّر هذا الملاذ الخشبي بالمقصورات الفاخرة على متن السفن العابرة للمحيطات في ثلاثينيات القرن الماضي.
الطائرة متوسطة الحجم من المستوى الأعلى
Bombardier Challenger 3500
قد يفضي مشروع إعادة تجهيز طائرة قديمة بتصميم داخلي أكثر حداثة إلى كارثة محتملة. ولكن هذا المشروع بدا منطقيًا في حالة طائرة Challenger 350 من بومباردييه، والتي تتربع على عرش الطائرات الأكثر مبيعًا في فئة الطائرات متوسطة الحجم من المستوى الأعلى.
ويتميز طراز تشالنجر 350 بكلفة التشغيل الأدنى في هذه الفئة، بالإضافة إلى كونه الأكثر موثوقية. وبدلاً من تطوير هيكل طائرة جديدة، قرر صانع الطائرات الكندي إعادة ابتكار المقصورة الداخلية لهذا الطراز بإضافة ميزات تستلهم طائرته ذات المدى الطويل جدًا من طراز Global 7500.
على سبيل المثال، تتفرد مقاعد Nuage التي خُصصت لطراز Challenger 3500 بمزايا الراحة الوظيفية المميزة للمقاعد التي أطلقتها بومباردييه بداية في طائرة Global 7500 قبل عامين، بما في ذلك إمكانية إمالتها إلى وضع انعدام الجاذبية لتحقيق أقصى قدر من الراحة.
وتُعد التجهيزات الأخرى مثل المطبخ المعاد تصميمه، والشاشات التي تعمل باللمس، وخاصية التحكم في المقصورة عبر الهاتف الذكي، معالم فارقة أيضًا. والأفضل من ذلك كله هو أن سعر هذا الطراز، البالغ 26.7 مليون دولار، هو السعر نفسه لطراز تشالنجر 350 الذي لم تلغِ بومباردييه إنتاجه بعد، الأمر الذي سيتغير تدريجيًا ما إن يدخل طراز تشالنجر 3500 حيّز الخدمة في النصف الثاني من هذا العام.
Chad Slattery/Bombardier
أعادت بومباردييه ابتكار المقصورة الداخلية بإضافة ميزات تستلهم طائرتها ذات المدى الطويل جدًا من طراز Global 7500.
مبادرات من أجل الاستدامة
Victor
في عام 2019، نشرت شركة الطيران الخاصة فيكتور ملحقًا من 12 صفحة في صحيفة وطنية، توضح فيه حقيقة الانبعاثات في قطاع الطائرات الخاصة. واضطر مؤسس الشركة، كلايف جاكسون، إلى مواجهة معارضة قوية من شركات الطيران الأخرى، بحجة أن الإفصاح عن هذه المعلومات سيضر بسمعة هذا القطاع. بالرغم من ذلك، ضاعفت شركة فيكتو جهودها، وأصبحت أول مزوّد خدمات في قطاع الطيران الخاص يلتزم الحياد الكربوني.
أعلنت فيكتور أنها ستعوّض انبعاثات الكربون الناجمة عن رحلاتها بما لا يقل عن 200%، وهي لا تنتظر حتى يطالبها زبائنها بذلك، بل إنها تنفق مئات الآلاف من الدولارات كل عام من صافي أرباحها للتعويض عن تلك الانبعاثات. كما أن فيكتور تتسم بشفافية غير معهودة، وذلك من أجل تجنب التهم المتعلقة بعمليات "التمويه الأخضر".
يكشف تقرير الشركة المُدقق لعام 2021 عن أن طائراتها الخاصة قطعت ما مجموعه 2,917,223 ميلاً بحريًا العام الماضي، ما أدى إلى حرق 2,401,385 غالونًا من الوقود وطرح 27,906 أطنان من الانبعاثات.
تستثمر الشركة في 14 مشروعًا حول العالم، مثل مشروع محمية ريمبا رايا للتنوع الحيوي في بورنيو.
ولتعويض هذه الانبعاثات، اشترت فيكتور 60,128 ائتمانًا كربونيًا، واستثمرت في 14 مشروعًا حول العالم، مثل مشروع محمية ريمبا رايا للتنوع الحيوي في بورنيو، ومشروع محمية كيو سيما للحياة البرية في كمبوديا، ومشروع كاراكابي لطاقة الرياح في تركيا.
اشترت فيكتور ما نسبته 93% من إجمالي الائتمانات، فيما ابتاع زبائنها النسبة المتبقية. وتُحصّل فيكتور ائتمانات الكربون الخاصة بها من خلال مزوّدي خدمات مُعتمدين من قبل أطراف أخرى، وهما فيرتس Vertis وساوث بول South Pole، ما يتيح تتبع برامجها وصولاً إلى آخر دولار منفق.
يقول جاكسون: "ينتزع مخططنا الرامي إلى تعويض الانبعاثات بنسبة 200% القرار من أيدي زبائننا، من خلال اتخاذ خطوات قياسية للحد من انبعاثات الكربون في مختلف رحلاتنا، وذلك دون إضافة أي تكلفة على الزبون". ويضيف أن فيكتور تشجع زبائنها على الموازنة بين "امتياز" السفر على متن الطائرات الخاصة، و"الالتزامات الواجبة تجاه الكوكب".