على مدار أكثر من ثلاثة عقود، دأبت دار أسولين للكتب الفاخرة على طرح إصدارات تتغنّى بالتنوع الثقافي، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الفنانين والمصوّرين والمصممين والكتّاب. وقد أسفرت هذه المشاريع التعاونية عن مؤلفات تضيء على مواضيع مختلفة. ومع بداية عام 2025، تطرح أسولين ثلاثة كتب تغوص في إرث المملكة العربية السعودية وثقافتها، من أبواب الدرعية والزي التراثي إلى صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون.
Diriyah Culture: Doors
لكل منطقة في المملكة العربية السعودية رموزها الثقافية والمعمارية والفنية المتفردة، حتى ليكاد المرء يَحار في الجانب الذي ينبغي التركيز عليه عند التطرق لتاريخ المملكة.
Assouline
في كتاب "ثقافة الدرعية: الأبواب"، التقطت عدسة المصوّر لعزيز حماني الحكايات المتصلة بأبواب الدرعية وزخارفها المتنوعة.
وخير مثال على ذلك منطقة الدرعية، التي خصّتها أسولين بهذا الكتاب المتفرد الذي يضيء على فن تزيين الأبواب. كانت الدرعية في ما مضى معروفة بأبوابها المنقوشة بالمثلثات والنقاط فحسب، ولكن التأثيرات الثقافية التي شهدتها دفعت الحرفيين باتجاه تنويع الأشكال الهندسية، فكان أن وظّفوا الدوائر والأقواس والمعيّنات والأهِلّة، ثم الزخارف النباتية والخطية.
كيّف الحرفيون هذه العناصر بأساليب مبتكرة، ثم زينوا بها أبواب الدرعية حتى أصبحت معالم بارزة يقف الناظر إزاءها إجلالاً وتقديرًا.
يتبيّن هذا التمايز من المعاينة الأولى لكتاب "ثقافة الدرعية: الأبواب" الذي التقطت فيه عدسة المصوّر لعزيز حماني الحكايات المتصلة بأبواب الدرعية بما تشتمل عليه من زخارف متنوعة (سعره 1,190 ريالاً سعوديًا).
Assouline \ Laziz Hamani
كان الحرفيون يشكّلون أقلامًا خاصة من الخشب والقصب لتلوين الأبواب وزخرفتها.
Costumes of Saudi Arabia: A Heritage of Fashion
تتباهى المملكة العربية السعودية بإرث ثقافي متنوع نَسجته قبائل كانت متفرقة ثم توحّدت في ما بعد تحت راية واحدة. ويتجلّى هذا التنوع أكثر ما يتجلى في الأزياء التقليدية الشائعة في كل منطقة من مناطق المملكة.
وقد ركزت أسولين في كتاب "أزياء السعودية: إرث الموضة" على هذه الناحية خصوصًا، فجعلت من التلاقح الذي وقع بين القبائل المتجاورة منطلقًا للإضاءة على التأثيرات التي حدّدت معالم ثقافة المملكة العربية السعودية.
لتحقيق هذا الغرض، جالَت صاحبة السمو الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود والكاتبة سيان تيكار والمصور الشهير لعزيز حماني مختلف ربوع المملكة لاستقصاء جملة الأزياء والكماليات الرائجة فيها.
كانت النتيجة كتابًا من القطع الكبير، مجلّدًا تجليدًا يدويًا فخمًا، ويبلغ مجموع صفحاته 192 صفحة تدعمها 100 صورة توضيحية (سعره 5,700 ريال سعودي).
Assouline
يستعرض الكتاب عبر 192 صفحة تأثيرات التلاقح بين القبائل المتجاورة على معالم ثقافة المملكة، بما في ذلك الأزياء التقليدية.
The Legacy of a Saudi Art Space: Prince Faisal bin Fahd Arts Hall
عندما تأسست صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون في عام 1985، كانت من أوائل مباني مدينة الرياض المخصصة للفنون. عامًا تلو الآخر، أصبحت الصالة ملتقى للفنانين ومركزًا لتشكيل المشهد الفني في المملكة العربية السعودية، إذ كانت تحتضن المواهب الناشئة وتتعهدها بالرعاية وتضيء على إبداعاتها المختلفة.
Assouline
يضيء الكتاب على تاريخ صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التي كرّست حضورها مركزًا لتشكيل المشهد الفني في المملكة.
بعد عمليات التجديد التي خضعت لها الصالة، تعززت مكانتها ليس بوصفها معلمًا يشهد على التغيرات الثقافية في المملكة فحسب، بل من حيث كونها حاضنة للمبدعين أيضًا، لا سيما في الطابق السفلي المسمّى "مساحة" والذي يحتضن استوديوهات عدة ومختبرًا للطباعة على القماش ومحترفات فنية ومكتبة.
يجتمع تاريخ الصالة من الماضي إلى الحاضر بين دفتي هذا الكتاب المعنون "إرث مساحة فنية سعودية: صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون" والذي يتضمن نصوصًا من تأليف ريم السلطان وإيمان الجبرين، وصورًا بعدسة عبد الرحمن طه، ورسومات بتوقيع نفارد يِركَنيان (سعره 570 ريالاً سعوديًا).