المتأهلون للتصفيات النهائية

تعكس أعمال المبدعين العشرة الذين تأهلوا للتصفيات النهائية في الجائزة، جمال العلا وتأثيرها العميق على الإبداع؛ إذ ساهمت تصاميمهم في سد الفجوة بين تراث العلا الغني والتصميم المعاصر، ليتردد صداها عالميًا.

وقد خضعت المشاركات كلها للتقييم من قبل لجنةٍ متخصّصة مكوّنة من خبراء في عالم التصميم. كما درست لجنة الجائزة المقترحات المرشّحة للقائمة القصيرة، ودعمها في عملية الإنتاج والترويج سواءً داخل العلا أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي والأنشطة العالميّة.

وجاء إعلان الفائزين، والخمسة الآخرين الذين تأهلوا إلى المرحلة النهائية، ضمن "أسبوع باريس للتصميم" حيث تعرض أعمالهم الإبداعية المخصصة للبيع في معرض أطلقه المصمم العالمي إيرفيه سوفاج في "جاليري إم أر" بالعاصمة الفرنسية، وذلك خلال الفترة بين 8 إلى 16 من سبتمبر الجاري.

ويعد الاحتفاء بالفائزين من مبادرات الهيئة الملكية لمحافظة العلا من أجل الارتقاء بمجالات التصميم والإبداع والابتكار في العلا في سياق تحقيق استراتيجية "رؤية العلا" الهادفة إلى دعم وتنويع الاقتصاد، وتمكين المواهب.

ويرافق هذا الحدث طرح كتاب بعنوان "إصدارات مدرسة الديرة"، في حين يترقب المهتمون إعلان تدشين إقامة العلا للتصميم، وافتتاح مساحة العلا للتصميم.

قائمة الأعمال الفائزة

بالحديث عن التصاميم المشاركة في الجائزة، قالت نورا الدبل، المديرة التنفيذية للإدارة العامة للفنون والصناعات الإبداعية بالهيئة: "لقد عكست أعمال الفائزين طبيعة وتراث العلا ببراعة، على غرار إصدارات مدرسة الديرة"، مشيرة إلى إطلاق أول إقامة للتصميم بالعلا في أكتوبر المقبل، ومساحة العلا للتصميم مطلع عام 2024.

وأضافت: "تعكس هذه المبادرات التزام العلا بفتح آفاق التصميم بطرق مبدعة وديناميكية"، متطلعةً إلى رعاية هذه المبادرات الطموحة التي تحوّل العلا إلى مركز للتصميم في المنطقة، ومحطة تفاعل بين نُخَب المصممين المحلية والعالمية.ونستعرض في ما يأتي الأعمال الخمسة الفائزة بالجائزة.

مجموعة الشاي النبطية «غونجان غوبتا»

يحمل أول الأعمال التي تأهلت للتصفيات النهائية لجائزة العلا للتصميم، توقيع المصممة الهندية عونجان غوبتا التي تحظى بشهرة دولية، والتي عرضت إبداعاتها معارض مرموقة للتصميم مثل Design Miami وArt Basel وFuorisalone وDesign Days Dubai.

تشتمل "مجموعة الشاي النبطية" على أربعة مكونات ذات أغطية من النحاس النقي مغطاة بمسحوق الفخّار. ولأن المجموعة مستوحاة من أهمية الحِجْر كونه محطة على طريق الحج، فإنها تجمع بأناقة بين حاوية لوتا الهندية والفوهة مستدقة الطرف النبطية المصنوعة من الفخار.

تتوفر المجموعة بمقاسين من أباريق الشاي والحليب، وتكملها أوعية جميلة المظهر للسكر والبسكويت، ما يرتقي بتجربتك في احتساء الشاي بطريقة تقديم مستوحاة من العلا.

تجسد أعمال غونجان منتجات يدوية معاصرة مع مزيج ممتع من الأشكال والطقوس الهندية، ما يكسبها جاذبية عالمية.

«طوى» من استوديو شدة

استوحي هذا العمل من معالم العلا الآسرة إذ يلتقي في الأفق بالنجوم والسماء. ويمكن استخدامه للاستمتاع بالمشاهد الخلابة أيضًا كسجادة فائقة الجمال، ذلك لأنه مصنوع من مواد طبيعية، مثل الجوت المستخدم في السجاد، مدعومًا بدعامة مقاومة للماء.

تصميم إطار الكرسي الصلب القوي المطلي باللون الأسود ومساند الذراعين المتطورين والحبل القطني المتين، كلها عناصر تمكّن هذا التصميم من التعبير عن الكيفية التي تُقدر بها الطبيعة.

و«طوى» أحد منتجات استوديو شدة الذي أسسه كل من وطفاء حميد الدين وديم الحقباني في عام 2015، وهو يهدف إلى إثراء مشهد التصميم في المملكة العربية السعودية من خلال تحدي السائد وصياغة علامات تجارية تبقى لأزمنة طويلة.

أراضي العلا: مجموعة تقديم التمور

استمدت "مجموعة تقديم التمور" إلهامها من التربة الخصبة في حرة خيبر وحقول النخيل الشهيرة، وهي مجموعة حاويات قابلة للرص بعضها فوق بعض في شكل بركان لتقديم التمور للحفاظ على تقاليد الضيافة السعودية.

تخزّن الحاوية السفلية التمور، بينما يقدم الجزء العلوي الغموس المصاحب عادةً للتمر. أما الغطاء العلوي، فيُستخدم كصحن صغير للتخلص من نواة التمر. وقد صُنعت المجموعة من الحجر البازلتي الأسود أو الحجر الأبيض.

أنتجت هذه المجموعة شركةُ طِيب التي تأسست في عام 2019، والتي تتبع مبدأ تصميميًا يجمع بين الملاءمة واستيفاء الغرض من المنتج ومدى استدامته. كما أن تصاميمها مستوحاة من الثقافة والقصص العربية والإسلامية، وهو ما يقدّم مزيجًا متناغمًا من التراث والحرفية مع لمسة عصرية مميزة وبسيطة.

مجموعة البخور التراثيّة

تمزج هذه المجموعة بين تقنيات الإنتاج الحديثة والأعمال اليدوية القديمة، كما تمتاز بخطوط واضحة مستوحاة من قطع الأحجار في الحِجر والرموز المنقوشة عليها، بينما تنبعث من حامل البخور هالة من الهدوء.

وتأتي هذه المجموعة ممهورة بتوقيع سارة حفيظ المصممة الداخلية التونسية ومؤسسة العلامة التجارية Maya Luxury، وهي صاحبة باع طويل في هذا الصدد، وتستمتع بتجربة المفاهيم المكانية الجديدة المستوحاة من الفن والعمارة على حد سواء.

فانوس الزيت

عمدت إيمان ملاح، المهندسة المعمارية والمصممة الفرنسية المغربية، التي تقيم في باريس، إلى تصميم هذا الفانوس ليضاهي مصباح الزيت البيزنطي الأصلي الموجود في الحِجر.

وقد حافظت المصممة، التي درست في مدرسة NS للهندسة المعمارية في ليون وكلية جمعية الهندسة المعمارية في لندن، على شكل الفانوس وحدّثته ليتناسب مع الاستخدام المعاصر؛ فوضعت الشبكة في مركز الفانوس المصنوع من السيراميك وركزت على مقبضه.

أسست إيمان ملاح الاستوديو الخاص بها في عام 2022، وفي رحلتها لاستكشاف الهوية الثقافية وتكامل البناء، تمتد مشاريعها من تصميم الكائنات إلى الهندسة المعمارية، كما تشمل أعمالها الفنية التعاون مع مؤسسات حائزة جوائز، مع التركيز على المشاريع السكنية والثقافية في باريس ولندن.أما الأعمال الخمسة الأخرى التي تأهلت للنهائيات، فهي كالآتي:

أحجية

"أحجية" عمل متأهل آخر ضمن التصفيات النهائية لجائزة العلا للتصميم، وهو من إنتاج استوديو ثاقب للتصميم الصناعي ويقع مقره في المملكة العربية السعودية، وقد أسسته المصممات الصناعيات الرائدات رغد سندي وأصيل الحسيني وفاطمة الغامدي وفرح الدوسري وسارة الغامدي في عام 2020.

ويهدف «أحجية» إلى خلق تجربة ممتعة يتعرف من خلالها زائر مدينة العلا على ملامح زيارته الفريدة في أثناء تجميع مكونات الأحجية، ويمنح المنتج الزوار فرصة لتخيّل زيارته للعلا، إذ تضم كل مجموعة من القطع مناظر خلابة تخلق تجربة لا تُنسى.

ومن جانبه، يعمل استوديو ثاقب على استحضار ثقافة التصميم الصناعي المحلية لتمهيد الطريق أمام استعادة ثورية لإنشاء المنتجات في سوق المملكة العربية السعودية بدمج التراث المحلي الغني مع استراتيجيات وتقنيات التصميم الصناعي.

صخرة الكتب

إنه عمل جماعي من إنتاج راشد العريفي وأحمد وحمد المناعي وعبد الله بن هندي، وهو مستوحى من الحجر الصخري في العلا تكريمًا للتراث الثقافي للمنطقة. ولأنه منحوت من الحجر الرملي المصقول، فهو يحاكي الأدوات الحجرية القديمة التي عُثر عليها في مدينة العلا.

تصميم صخرة الكتب يجعله مثاليًا للقراءة بيد واحدة، علمًا أن تفاصيله تستحضر الأنماط الفريدة للصخر الرملي الأحمر وجماليات المناظر الطبيعية الوعرة في مدينة العلا.

مشبك الخطوات

تتبنى سارة كانو، صاحبة هذا العمل، مبادئ التصميم البطيء في الاستوديو الخاص بها، و"مشبك الخطوات" هو قطعة جواهر مميزة متعددة الاستخدامات ومناسبة للجنسين مصممة في صورة مشبك لتثبيته على الملابس، كما يُستخدم قلادةً.

يعرف عن سارة شغفها بالاستدامة الاجتماعية والثقافية والبيئية في أعمالها، وقد ولدت في الدمام بالمملكة العربية السعودية، ودرست التصميم المعماري في بوسطن. كما يدعم خبرتها المتنوعة في مجالات التصميم المختلفة إيمانها بأن للتصميم طبيعة عالمية، بغض النظر عن حجمه.

حديقة الرمل

يجسّد العمل الفني المسمى "حديقة الرمل" المستوحى من مدينة العلا، والذي أنجزه استوديو تجلي، جوهر رمال المدينة الهادئة، ما يسمح للمستخدم بالإحساس بهدوء هذه الوجهة الجميلة وسكينتها أينما كان.

يستطيع المستخدم استخدام الجرافة المصغرة المضمنة مع المنتج ليرسم أنماطًا فريدةً بنفسه على الرمال أو استخدام مقابر الأسد المصغرة، ما يعزز إحساسي اليقظة والاسترخاء. إنها تجربة تنقل المستخدم إلى واحدة من أكثر الوجهات روعةً في العالم.

يكرّس استوديو تجلي، الذي أسسه بدر الرميان في عام 2016 جهوده لتقديم حلول إبداعية وتصميم منتجات وخدمات تصنيع من الطراز الأول.

تمثال النمر العربي

تتألف هذه المجموعة التي قدمها عبد الله بن هندي - وهو مهندس معماري وفنان ومصمم وصانع ألعاب بحريني، ومؤسس العلامة التجارية Toyio لتصميم الألعاب، وشريك في Shepherd Studio - من 3 منحوتات بسيطة تجسد جمال النمر العربي المهدد بالانقراض.

صممت هذه المنحوتات بأحجام مختلفة لترمز إلى وحدة الأسرة والحاجة إلى الحفاظ على الطبيعة للأجيال القادمة. وتمثل أبًا وأمًا وشبلاً، ما يجعلها إضافة معبّرة لأي مكان لتذكر الأطفال والكبار بأهمية حماية البيئة ومخلوقاتها.

يُشار إلى أن الجائزة تحمل اسم العلا نظرًا لكونها من أقدم مدن شبه الجزيرة العربية، وفيها مدينة الحجر التاريخية التي تعد أول موقع سعودي صُنف كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فضلاً عن امتداد تاريخها لنحو مئتي ألف عام من الوجود البشري، ما يؤهلها لتكون أكبر متحف حي في العالم.