بالقرب من مياه الخليج التي تحتضن مدينة لوسيل في العاصمة القطرية، يشمخ معلم معماري فريد يُشبه في تفرّده تكوينات المرجان، بخطوط منحنية تنساب كما لو كانت مرآة لحركة البحر نفسه.
إنه فندق روزوود الدوحة Rosewood Doha، حيث تنبع الفخامة من عمق التراث القطري وتتشكل برؤية معمارية معاصرة تحتفي بالابتكار.
بتوقيع المعماري القطري إبراهيم الجيدة، يتّخذ المبنى طابعًا عضويًا مستوحى من الشعاب المرجانية التي تُزيّن قاع الخليج العربي، فيما تتكامل التفاصيل الداخلية مع هذا الطابع بانسجام حسيّ يفيض بالأناقة، ويحمل توقيع ليانغ وو، المصمم الداخلي في الاستوديو الأمريكي ماير ديفيس، المعروف بابتكاراته في عالم الضيافة الفاخرة.
وفي روزوود الدوحة، تولّى وو مهمة ابتكار بيئات داخلية تنبض بالحواس وتُجسّد روح العلامة الفندقية.
يضم الفندق 155 غرفة وجناحًا فاخرًا، إلى جانب 162 شقة فندقية و276 وحدة سكنية تحمل جميعها بصمة علامة روزوود فيما تحتفي بالرموز الجمالية المحلية ضمن رؤية معاصرة.
تصميم يستحضر روح المكان
تتناثر في أرجاء فندق روزوود الدوحة تفاصيل تستحضر ذاكرة المكان، من الزخارف غير المتماثلة التي تكسر الرتابة، إلى المشربيات المعاد تصورها برؤية معاصرة واللمسات المستوحاة من قوارب الداو الشراعية وأصداف البحر، في تماهٍ رقيق مع التراث البحري القطري.
وفي قلب هذه التجربة الغامرة، تتألق الفنون بوصفها ركيزة جمالية وروحية تنسج بُعدًا عاطفيًا يعمّق ارتباط الزائر بالمكان.
فالفندق يحتضن مجموعة فنية منسّقة بعناية، تضم أعمالًا للفنان ياسر الملة، المعروف بتجسيده البصري للعناصر التراثية برؤية حداثية، إلى جانب إبداعات المهندس عزام المناعي، الذي يمزج في أعماله بين البعد المعماري والرمزي، في مقاربة بصرية تحتفي بالهوية.
Rosewood Doha
كما تبرز مجموعة خزفية فريدة أبدعتها الفنانة غادة الخاطر لتمنح الفضاءات لمسة ناعمة تحاكي الروح المحلية بأسلوب معاصر.
تنتشر هذه الأعمال في أرجاء الفندق كأنها محطات حسية صامتة، لا تكتفي بدور زخرفي، بل تؤسس لحوار بصري دائم مع الضيف، يُوقظ الانتباه إلى تفاصيل تستمد مادتها من البيئة القطرية.
فكل قطعة فنّية لا تُعرض عبثًا، بل تكمّل سردية معمارية متكاملة تُبرز عمق المشهد الإبداعي المحلي، وتمنح المكان هوية بصرية متفرّدة ترتقي بتجربة الضيافة إلى ما هو أبعد من الفخامة الملموسة.
Rosewood Doha
تجربة الطعام.. تنوّع وابتكار
أما تجربة الطعام في روزوود الدوحة، فتتجلّى في تنوّع مدروس يلبي توقعات مختلف الأذواق، من خلال عدد من المفاهيم المبتكرة التي يتصدّرها مطعم شامي مفتوح على مدار الساعة، ومطعم مستوحى من حوض البحر الأبيض المتوسط يركز على المأكولات البحرية الصحية.
وتكتمل هذه الرحلة الذوقية مع "باتيسري باترفلاي" Pâtisserie Butterfly، الوجهة التي تحتفي بفن المعجنات الفرنسي.
على أن تجارب الطعام على اختلافها في روزوود الدوحة تنطلق من احترام الجذور وخصوصية المكان. ويستقر برنامج "شركاء في الأصالة" من روزوود في قلب هذه الفلسفة، متجسداً في الشراكة الملهمة مع الخبير القطري في قطاع الزراعة جاسم الكواري، الذي يدير مزرعة "بليسيد لاند" العائلية.
تلتزم المزرعة بزراعة محاصيل عضوية ومستدامة، وتورّدها مباشرةً إلى مطابخ الفندق، ما يضمن طعاماً طازجاً ويرسّخ صلة عميقة بالأرض.
Rosewood Doha
التزام بالاستدامة وتجربة عافية متكاملة
في انسجامٍ تام مع الرؤية المستدامة للضيافة، وإلى جانب برنامج "شركاء في الأصالة"، يُدار الفندق بكفاءة عالية، مع اعتماد تقنيات تشغيل صديقة للبيئة تعزّز ممارسات الاستدامة في أدق تفاصيله اليومية.
أما مركز العافية أسايا Asaya، فيُمثّل جوهر التجربة المتكاملة، بوصفه ناديًا اجتماعيًا حصريًا مخصصًا للأعضاء فحسب، يُقدّم باقة من البرامج العلاجية المصممة حسب احتياجات كل ضيف، إلى جانب تجارب مائية متكاملة، ومبادرات صحية تستند إلى فلسفة تحقيق التوازن بين الجسد والعقل.