قفزة هندسية غير مسبوقة في عالم الطيران، جاءت مع إعلان شركة بيل تكسترون Bell Textron عن تطوير طائرة ثورية تجمع بين الإقلاع العمودي والانطلاق بسرعة نفاثة، بفضل تصميم ذكي يدمج مراوح قابلة للطي مع محركات فائقة الدفع.
يأتي هذا المشروع ضمن برنامج Speed and Runway Independent Technologies (تقنيات السرعة والاستقلال عن المدارج)، التابع لوكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة داربا DARPA، الذي أُطلق عام 2023 بهدف رئيس: تطوير طائرة تقلع مثل المروحية وتحلّق بسرعة طائرة نفاثة، من دون الاعتماد على المدارج التقليدية.
وتهدف الطائرة إلى بلوغ سرعة تصل إلى 833 كيلومترًا في الساعة، متجاوزةً بفارق كبير قدرات أسرع المروحيات التقليدية. هذه السرعة تمنحها أفضلية استراتيجية في ميادين القتال، خصوصًا في البيئات الوعرة أو المواقع التي يصعب فيها استخدام المدارج.
تحوّل جوي مبتكر
التصميم المقترح من بيل تكسترون يلفت الأنظار بجرأته الهندسية، إذ تعتمد الطائرة على شفرات طيران ضخمة توفّر لها الرفع العمودي عند الإقلاع.
وما إن تستقر في الجو، حتى تتوقف هذه الشفرات عن الدوران وتُطوى إلى الخلف داخل هيكل الطائرة الفاخرة، في حركة دقيقة تقلّل من بصمتها الرادارية وتمنحها انسيابية أكبر. بعد ذلك، يُرجّح أن تتحوّل إلى نمط الدفع النفاث، رغم أن الشركة لم تكشف بعد عن طبيعة منظومة الدفع المستخدمة.
اجتاز نظام شفرات الطيران سلسلة من اختبارات الأنفاق الهوائية بنجاح، سواء في قاعدة هولومان الجوية أو في معهد أبحاث الطيران بجامعة ولاية ويتشيتا.
وأثبتت المراوح كفاءة عالية خلال التحوّل الديناميكي من وضعية الرفع العمودي إلى الطيران الأمامي، ما يعزّز موثوقية التصميم في بيئات التشغيل المعقّدة.
حالياً، تعمل بيل تكسترون على بناء النموذج الكامل ضمن المرحلة الثانية من البرنامج، استعدادًا لاختبارات أرضية شاملة. وإذا سارت الأمور وفق الجدول، ستنتقل الطائرة إلى المرحلة الثالثة التي تتضمن اختبار الطيران الفعلي.
وفيما يركّز برنامج داربا على تطوير التقنيات لتصنيع طائرة إنتاجية..
تشير مؤشرات عدّة إلى أن بيل تكسترون تسعى إلى تطوير منصة قابلة للتوسيع ذات تطبيقات واقعية، ما يُلمّح إلى دخول هذا الابتكار حيز الاستخدام العسكري في المستقبل القريب.