طٌرِحت واحدة من سيارات فيراري الكلاسيكية الأشد ندرة، وهي 250 GT/L برلينيتا لوسو من عام 1964، خلال مزاد Cliveden House الذي نظّمته دار آر إم سوذبيز في 8 يوليو 2025، مقابل سعر بلغ نحو 1.2 مليون دولار أمريكي. 

ورغم تفردها التصميمي والتاريخي، إلا أن هذه التحفة الفارهة لا تزال بانتظار مالكها الجديد، إذ لم تُسجّل أي عملية بيع رسمية حتى اللحظة.

فيراري 250 GT/L .. توليفة لونية فريدة لم تتكرّر

هذه النسخة النادرة من فيراري 250 GT/L برلينيتا لوسو  ذات الهيكل الداخلي رقم 5461، تُعد العاشرة من أصل 23 سيارة صُنعت بقيادة جهة اليمين، ما يمنحها مكانة استثنائية عند جامعي السيارات في المملكة المتحدة. 

وخُصّصت هذه النسخة منذ البداية للسوق البريطانية، وتمايزت بطلاء خارجي باللون الأزرق ومقصورة داخلية مكسوّة بجلد كونولي الرمادي مع سقف وسجاد أرضي بلون متناغم، في توليفة لونية فريدة لم تتكرر في أي نسخة أخرى من هذا الطراز داخل المملكة.

آر إم سوذبيز تطرح فيراري 250 GT/L برلينيتا لوسو 1964 بسعر 1.2 مليون دولار.. والتحفة لا تزال بانتظار مالكها

RM Sotheby’s

كانت السيارة قد طُلبت في أبريل 1963 عبر شركة مارانيللو كونسشنيرز Maranello Concessionaires في بلدة إغهام، واكتمل تصنيعها في 27 ديسمبر من العام نفسه، قبل أن تُسلّم في يناير 1964 إلى أول مالك لها، المتسابق البريطاني المعروف إرنست فيل سكراج، أحد أبرز وجوه سباقات النوادي بعد الحرب العالمية الثانية. ورغم تاريخه التنافسي الحافل، فضّل سكراج أن يُبقي هذه المأثرة خارج الحلبات، مكتفيًا بالاستمتاع بها بوصفها سيارة للتجوال الفاخر.

ترحال أنيق بين نخبة الهواة

واصلت السيارة خلال العقود التالية رحلتها في أوساط النخبة، متنقلة بين مجموعة من الهواة المرموقين في عالم السيارات الكلاسيكية. شملت قائمة ملاكها أسماء بارزة مثل ميجور ييتس، وريج باركر، مرورًا بالسير أنتوني بامفورد، أحد أكثر جامعي السيارات شهرة في أوروبا، وصولاً إلى سائق السباقات ويليام توكيت الذي اقتناها في ثمانينيات القرن الماضي واحتفظ بها حتى عام 1991.

آر إم سوذبيز تطرح فيراري 250 GT/L برلينيتا لوسو 1964 بسعر 1.2 مليون دولار.. والتحفة لا تزال بانتظار مالكها

RM Sotheby’s

في ذلك العام، دخلت السيارة عهدة مالكها الحالي، وهو جامع سيارات وسائق في سباقات السيارات أحادية المقاعد، احتفظ بها لما يزيد على 34 عامًا، واعتنى بها كما يليق بتحفة من هذا الطراز. 

تحت رعايته، خضعت فيراري 250 GT/L لعدد من عمليات الصيانة الدقيقة التي عزّزت أصالتها الفنية، بدءًا من إعادة بناء كاملة للمحرّك وناقل الحركة، إلى جانب تحديث نظام التعليق على يد ورشة دي كيه إنجينيرينغ DK Engineering في عام 2004، تلاها تجديد شامل لنظام الكبح لدى شركة أوميغا موتورسبورت Omega Motorsport. 

وفي خريف 2011، أثبتت السيارة جدارتها على الطرقات الطويلة بمشاركتها في فعالية إيطاليا كلاسيك فيراري غران تور Italia Classic Ferrari Gran Tour، التي امتدّت خمسة أيام بين مارانيللو والبندقية، مؤكدة قدرتها على الجمع بين الأداء التاريخي ومتعة القيادة المعاصرة.

آر إم سوذبيز تطرح فيراري 250 GT/L برلينيتا لوسو 1964 بسعر 1.2 مليون دولار.. والتحفة لا تزال بانتظار مالكها

RM Sotheby’s

وتتجلّى القيمة التوثيقية لهذه النسخة النادرة من خلال حصولها على شهادة Ferrari Classiche في يوليو 2011، اعترافًا رسميًا من المصنع الأم باحتفاظها بالمحرّك الأصلي سعة 3.0 لترات من تصميم كولومبو Colombo، بأرقامه المطابقة. 

وأُرفق مع السيارة ما يُعرف "بالكتاب الأحمر" الذي يُوثّق تفاصيل اعتمادها الفني، إلى جانب تقرير شامل من إعداد مارسيل ماسيني، أحد أبرز مؤرخي علامة فيراري على مستوى العالم، إلى جانب حقيبة الأدوات الأصلية، وعجلة سلكية احتياطية من بوراني Borrani.

وتُعرض سيارة فيراري 250 GT/L اليوم بطلاء أحمر فيراري الفاتح، مع مقصورة أنيقة مكسوّة بجلد أسود، تجمع بين الحضور القوي والأناقة المتقشّفة، رغم تغيّر الألوان عن تركيبتها الأصلية. 

أما مالكها المقبل، فله حرية المفاضلة بين إعادتها إلى مظهرها الأول بلونها الأزرق الرمزي ومقصورتها الرمادية الفريدة، أو الإبقاء على مظهرها الحالي. في الحالتين، تبقى السيارة مؤهلة بقوة للظهور في أرقى فعاليات السيارات الكلاسيكية، سواء على الطرقات البريطانية أو في جولات إيطاليا التي تحتفي بإرث فيراري الخالص.