عند الحديث عن السيارات ذاتية القيادة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الاعتماد عليها في المدن المزدحمة والرحلات الطويلة للحفاظ على راحة المسافرين قدر الإمكان. ولكن اتحاد أبوظبي للسيارات ذاتية القيادة كان له رأي مختلف تمامًا، إذ أعلن عن دورته الافتتاحية لسباق الجائزة الكبرى الذي ينوي إقامته في إبريل المقبل.
تشارك في هذه الدورة 10 فرق من مختلف الجامعات ومعاهد الأبحاث حول العالم، من أجل اختبار برمجيات ومستشعرات القيادة الذاتية التي تطورها هذه الجامعات، وهو الهدف الرئيس من البطولة.
على حلبة مرسى ياس
وبدلاً من البحث عن نجوم سباقات الفورمولا 1 التقليديين، فإن متابعة هذه البطولة ستكون مقتصرة على برمجيات القيادة الذاتية. وسوف تقام البطولة على حلبة مرسى ياس الأيقونية التي استضافت العديد من البطولات والسباقات المهمة منذ عام 2009.
الجدير بالذكر هو أن السيارات المشاركة في السباق ستكون كلها متطابقة، إذ إنها من طراز Dallara Super Formula SF23 بتصميم العجلات المفتوحة، وهي مشابهة للسيارات التي قادها لويس هاميلتون وماكس فيرستابين ولكن مع وجه اختلاف رئيس يتمثل بإزالة مقعد السائق واستبدال حاسوب به.
ومن شروط السباق الذي تديره شركة Aspire المحليّة والمنظمة للحدث، أن تكون السيارات كلها متطابقة في المواصفات الفنية: تزن كل سيارة 690 كيلوغرامًا وهي مزودة بمحرك من 4 أسطوانات قادر على توليد سرعة قصوى تصل إلى 300 كيلومتر/الساعة.
ولكن إذا كانت السيارات كلها متطابقة في المواصفات، فما الذي سيحدد تفوّق مركبة على أخرى؟ الإجابة على هذا السؤال جاءت في مقابلة مع مجلة BBC للعلوم، إذ يعد السباق فرصة لقياس الاختلافات في برمجيات القيادة الذاتية وآليات الذكاء الاصطناعي المستخدمة من قبل كل فريق، وذلك لأن السيارات كلها مزودة بمجموعة من المستشعرات التي يقتصر دورها على جمع المعلومات طيلة مدة السباق وتسجيل تفاصيل الطريق وتزويد خوارزميات الذكاء الاصطناعي بهذه المعلومات من أجل توليد البيانات والمعلومات اللازمة للتحكم في السيارة من دون الحاجة إلى تدخل مستخدم بشري.
تجربة مختلفة
تطمح شركة Aspire أيضًا لتوفير تجربة مختلفة لمشاهدي السباق، إذ تسعى لاستخدام تقنيات الواقع الافتراضي لوضع المشاهد مكان السائق من أجل تقديم تجربة مختلفة عما تتيحه سباقات الجائزة الكبرى التقليدية.
رغم أن سباق اتحاد أبوظبي للسيارات ذاتية القيادة هو أكبر سباق لهذه الفئة من المركبات، إلا أنه ليس الحدث الأول من نوعه، إذ نُظّم في عام 2017 سباق حول بوينوس آيرس لسيارتين بأنظمة قيادة ذاتية. ورغم أن إحدى السيارتين تعطلت في منتصف السباق، إلا أن السيارة الأخرى وصلت إلى النهاية بسلامة.
من الجدير ذكره أن الهيئة المنظمة للفورمولا إي Formula E كانت تسعى لإطلاق سلسلة من السباقات الآلية المماثلة في المستقبل القريب، لذلك من المتوقع أن نرى هذه السباقات ذاتية القيادة تنتشر مستقبلاً.