واحات مترفة من فرنسا إلى اليابان وأمريكا تستعير بهاء ثلج أبيض يكرسها أجمل مقاصد التزلج في العالم.
قال رجل حكيم مرةً: «من عساه يحتاج إلى جناحين إن كان يمتلك زلاجات؟» وإذ نوافقه الرأي نحتفي بمتعة تجارب تزلج آسرة تعد بها امتدادات البساط الثلجي، ونستعرض في ما يأتي مقاصد سياحة شتوية وواحات لهواة المغامرات الثلجية تتجلى فضاءات أنس معلقة فوق هامات السحاب.
ميجيف، فرنسا
ثلوج مون بلان وعبق التاريخ
تحتجب بلدة ميجيف التزلجية الآسرة في أعالي جبال الألب بجنوب شرقي فرنسا، حيث لا تنفك تستقطب نخبة الأثرياء والمشاهير في العالم إلى فتنة منحدراتها الثلجية مذ تكرس فضاؤها في عشرينيات القرن الفائت أول منتجع للتزلج في فرنسا.
لا شك أن تجربة التزلج التي تعد بها هذه الواحة تملأ النفوس حبورًا وتليق بالهواة على اختلاف قدراتهم، وإن كانت تشكل وجهة مفضلة لأصحاب المهارات من المستوى المتوسط. تنبسط منطقة التزلج إيفازيون مون بلان على امتداد أربع مئة كيلومتر تتناثر عبرها 230 حلبة يستزيد معظمها من بهاء إطلالة متفردة على الجبل الأعلى في أوروبا، والأشد روعة على الأرجح. تتوافر أيضًا لهواة التزلج مسارات ثلجية أقيمت خارج الحلبات، وإن كان بهم توق إلى مزيد، فإن جل ما قد يحتاجون إليه هو تذكرة Mont Blanc Unlimited التي تتيح لهم اختبار المنحدرات الثلجية في البلدين المجاورين: إيطاليا حيث منتجع كورموايور، وسويسرا التي تحتضن منتجع فيربييه.
لا تنفك بلدة ميجيف تستقطب النخبة إلى فتنة منحدراتها الثلجية مذ تكرس فضاؤها
في عشرينيات القرن الفائت أول منتجع للتزلج في فرنسا
في ميجيف، يحتشد هواة التزلج أيضًا لمشاهدة بعض أفضل المتمرسين في الرياضة الشتوية يتنافسون سنويًا للفوز بالبطولة السنوية Audi FIS Cross World Cup التي تستضيفها البلدة أواخر شهر يناير كانون الثاني. وتشكل البطولة الشتوية الشهيرة لرياضة الغولف التي تنظمها بي إم دبليو في المنتجع حدثًا آخر يجتذب الزائرين، شأنه في ذلك شأن مهرجان ميجيف الدولي لموسيقا الجاز الذي تنعقد أنشطته في شهر مارس آذار بمشاركة عدد من مشاهير هذا العالم. وإن بقي في العطلة متسع من الوقت للاستكشاف فلا ضير في زيارة مزرعة قطعان الرنّة التي تحتضنها هذه الواحة.
تربض في وسط ميجيف بلدتها العتيقة المرصوفة بالحجارة والتي يمتد تاريخها إلى القرون الوسطى. هنا تنبسط ساحتها الرئيسة بين كنيسة من القرن الرابع عشر ترتفع في جانب منها، وبين مبنى البلدية الرابض في الجانب الآخر، لتستلب الزائرين إلى التيه في عبق التاريخ فيما يطوّفون بأرجائها على متن عربات تجرها الخيول. تشكل البلدة أيضًا موطنًا لكثير من المتاجر، وصالات العرض الفنية، والمقاهي والمطاعم الفاخرة. فمن متجر دار هيرميس الذي تكاد زيارته تتحول إلى طقس راسخ، إلى متجر مونكلير الذي نجح في بناء قاعدة من الزبائن الأوفياء، أو دار إيف سالومون الفرنسية للفراء بالغ الفخامة، أو متجر آلار AAllard الذي لا ينفك يربض في الموقع نفسه منذ عام 1926 موفرًا لمريديه مستلزماتهم من الألبسة الفاخرة المخصصة للتزلج - لا يسعك في ذلك كله أن تغفل عن تلك الحيوية التي تنبض بها البلدة. لن يكون من المستغرب أن تقع هنا أيضًا على لوحة أصلية لخوان ميرو تزين جدار إحدى الصالات الفنية رفيعة المستوى. وربما تتفكر في خيار اقتنائها فيما تحتسي كوبًا من الشوكولاته الساخنة في مقهى لا دوريه الشهير.
لكن زيارة ميجيف لا تكتمل دون المرور بمطارها الرابض في الأعالي والذي يتيح الانطلاق على متن طائرات أحادية المحرك للتأمل في قمة جبل مون بلان وأنهاره الجليدية من علو. في أي يوم عادي، لن يجد الزائر غرابة في مرأى طائرات مروحية تنقل الركاب عبر جبال الألب إلى منتجع التزلج في كورشفيل أو في فال ديزير Val d’Isère لقضاء بضع ساعات فوق المنحدرات، أو حتى لجولة تسوق وجيزة تعقبها وجبة غداء.
أما في ميجيف نفسها، فالخيارات التي ترضي الذائقة وفيرة ليس في وسط البلدة فحسب، بل فوق المنحدرات أيضًا، حيث شهرة المطاعم الكثيرة، وفي طليعتها مطعم لا فولي دوس La Folie Douce (المتاح للمتزلجين فحسب)، ومطعم سوبر ميجيف Super Megève، لا تقتصر على تمايز الأطعمة التي تقدمها، بل تشمل أيضًا مواقعها المتفردة وشرفاتها الخارجية التي تغتسل بدفء الشمس وتوفر إطلالات آسرة على البساط الثلجي. تَعِد أرجاء البلدة أيضًا بتجارب رفيعة المستوى لاختبار أطايب منطقة الألب التقليدية، سواء أكان خيار الزائرين مطعم فلوكون دو سيل Flocons de Sel للطاهي الشهير إيمانويل رينو الحائز ثلاث نجوم ميشلان، أم مطعم ليه غران كرو دو فوندو Les Grands Crus de Fondues الذي يمتع الذائقة بألذ أصناف مخفوق الجبن التي يعدها طاه خبير من الجبن المنتج في منطقة الألب حصريًا.
في ميجيف، تنبسط منطقة التزلج إيفازيون مون بلان على امتداد أربع مئة كيلومتر تتناثر عبرها 230 حلبة.
وأنت تتأمل في الخيارات المتاحة للإقامة في ميجيف قد تجد ضالتك في فندق ليه فيرم دو ماري Les Fermes de Marie حيث لا ينبغي تفويت تجربة ترف تستلهم نمط العيش في منطقة سافوا. فالفندق الذي ارتفع بنيانه من أخشاب عمرها مئة عام استُعيدت من مزارع ميجيف القديمة ومحيطها، يجسد معاني الفخامة الحقيقية في أعالي الألب. يوفر هذا المقصد لضيوفه رحلات جوية للانتقال إلى مطعمه الحصري الرابض فوق قمة الجبل، وينظم لأجلهم جولات فوق المنحدرات الثلجية على متن زلاجات تجرها الكلاب، لتندرج مثل هذه الأنشطة في قائمة الأسباب الكثيرة التي تجعل من الفندق خيارًا مفضلاً راسخًا عند النخب الفرنسية، لا سيما الرؤساء السابقين. كما تحتضن هذه الفسحة منتجعًا صحيًا متفرًدا تشكل الجلسات العلاجية التي يتيحها خاتمة مثالية لنهار طويل فوق مسارات التزلج.
www.megeve.com
www.fermesdemarie.com
كورشفيل
جوهرة الألب الفرنسية
كلما اتجه المرء صعودًا صار الهواء أنقى - هذا مبدأ علمي – وصار أيضًا أوفر. هكذا هو الحال في كورشفيل. ينبسط المنتجع الرابض في أعالي الألب الفرنسية عبر خمس قرى للتزلج، يعكس التفاوت في معدلات ارتفاعها عن سطح البحر التباين أيضًا في المكانة التي تحظى بها. في الأعلى تجثم قرية جاردان ألبان Jardin Alpin (أو كورشفيل 1850 كما تُعرف بسبب معدل ارتفاعها) التي تزخر بمجموعة من المتاجر الراقية وتشكل واحة تتناثر عبر أرجائها فنادق فاخرة ومطاعم حائزة نجوم ميشلان، الأمر الذي يجعل منها بوضوح المقصد الأشد تميزًا واستقطابًا للنخب. أما نزولاً، فتتدرج قرى موريون Moriond (كورشفيل 1650) وفيلاج Village (كورشفيل1550)، ولا براز La Praz (كورشفيل 1300)، وسان بون Sain-Bon (كورشفيل 1100).
قد يسهل على المرء تصور واقع هذا المنتجع بالغ الفخامة إذا ما علم أن المصاعد التي تحمل المتزلجين صعودًا عبر الحلبات كانت حتى وقت غير بعيد تتزين باسم شانيل، وأن ثمة متجرًا حقيقيًا فيه يحمل اسم Save The Rich. بل إنك قد لا تجد تقريبًا أي علامة للمنتجات الفاخرة لا تمتلك متجرًا لها في كورشفيل. فضلاً عن ذلك، يزهو المنتجع باحتضانه سبعة مطاعم حائزة نجوم ميشلان، وهو عدد يفوق أعداد المطاعم المماثلة في أي منتجع آخر للتزلج في العالم. وعلى ما هو متوقع، لا مكان في الألب ينافس هذه الواحة على ذاك الصخب الحيوي الذي يملأ ليلها.
وإذا كانت فضاءات الأنس لا تكتمل دون أماكن إقامة متميزة تأوي الزائرين إلى دفء مرافقها وأسرتها، فإن منتجع كورشفيل يزخر بالفنادق الفاخرة، التي يقع كثير منها مباشرة ضمن نطاق منطقة التزلج. بل إنه يُعد منتجع التزلج الوحيد في فرنسا الذي يستوطنه فندقان من فئة الست نجوم، وهذا ليس بالأمر العادي إذا ما أخذنا في الحسبان أن فرنسا كلها لا تضم سوى ثمانية فنادق من هذه الفئة.
يفرض نقاء الثلج سطوته على أرجاء منتجع كورشفيل الذي ينبسط على امتداد أربع قرى.
لا شك في أن الوجهة المثلى في كورشفيل تبقى فندق شوفال بلان Cheval Blanc، التابع لمجموعة LVMH، والشامخ بكل بهائه فوق قمة قرية كورشفيل 1850، تمامًا على ما يليق به. يتيح الفندق لزواره، الذين يحضر كثير منهم على متن طائرات مروحية تحط بهم في مطار مرتفع مجاور، اختبار معاني الرفاهية في مجموعة وفيرة من مرافقه التي تشمل مطعمًا حائزًا ثلاث نجوم ميشلان، ومتجرًا لدار لويس فويتون، وناديًا صحيًا تضمن طقوسه العلاجية، التي تحمل توقيع غيرلان، استعادة الرفاه والحيوية. أما الضيوف من المتزلجين، فأسباب الترف التي يخصهم بها الفندق تعلو فوق حدود المتوقع لتشمل خدمة مساعدين يتولون مهمة تدفئة أحذية التزلج في الصباح ووضع معدات كل ضيف مباشرة عند نقطة الانطلاق فوق المسارات الثلجية. ولتجربة تزلج أكثر تفردًا، يبتكر الفندق بالتعاون مع دار لاكروا زلاجات مصممة بحسب الطلب. فضلاً عن ذلك، من السهل أن تتحقق هنا أمنية أي زائر يرغب في أن يشق طريقه فوق الثلج المتساقط حديثًا عبر مسارات نقطة لا سولير La Saulire، النقطة الأعلى في منطقة التزلج، قبل أن تصير متاحة للعموم في الصباح. ومع تقدم ساعات النهار، لا ضير في علاج صحي مصمم بحسب الحاجة أو جلسة لتناول شاي بعد الظهيرة في أعقاب مغامرة ثلجية صاخبة.
أما فوق منحدرات التزلج المشذبة، فالكل سواسية (إذا ما غضضنا الطرف عن الدراجات الثلجية التي تنقل الضيوف إلى المطاعم الفاخرة الواقعة ضمن نطاق الحلبة)، وتجربة التزلج في كورشفيل رائعة بغض النظر عن معدل الارتفاع أو مستوى مهاراتك. لكن الجدير بالذكر هو أن هذا المنتجع ذا المنحدرات الثلجية الوفيرة، يفرض كثيرًا من الصعوبات على أولئك الذين يختبرون التزلج خارج المسارات المحددة. كما أنه يشتمل على عدد من أصعب مسارات التزلج المخصصة للمحترفين. تمتد واحة التزلج التي تشمل مسار كورشفيل المنبسط بطول 150 كيلومترًا ومنطقة لي تروا فاليه Les Trois Vallées الكبرى (التي يشكل المنتجع جزءًا منها) على طول ست مئة كيلومتر وتضم 275 حلبة، ما يجعلها الأضخم من نوعها في العالم. وفي ظل توافر ما يزيد على 169 عربة مصعد وعربة نقل جرارة على السكة المعلقة في الهواء، فإن أحدًا لن يضطر إلى الانتظار حقيقة في الزحمة.
تحث بطولة السيدات السنوية للكأس العالمي للتزلج في الألب، التي تُنظم في شهر ديسمبر كانون الأول من كل عام، وبطولة الغولف الشتوية حديثة العهد، على تخصيص موعد سنوي لزيارة كورشفيل. أما في ما يتعلق بالنخبة من المتزلجين الجادين، فلا شك في أن هذا المنتجع يبقى مقصدًا غاية في التميز لمغامراتهم الرياضية.
www.courchevel.com
www.chevalblanc.com
نيسيكو، اليابان
الواحة النادرة
لعلك واحد من كثيرين لا تنفك أعدادهم اليوم تتزايد يظنون أن التزلج في جبال الألب بات عادة نمطية قديمةً قِدَمَ هذه الرياضة الشتوية نفسها، وأن الارتحال شرقًا هو البديل الأمثل. في هذه الحالة، فإنك لن تجد أفضل من نيسيكو وجهة تلبي توقعات هواة التزلج من الباحثين عن ثلاثية الثلج، والعلاجات الصحية، والأطعمة التي تسمو بالذائقة.
يقع مجمع نيسيكو في جزيرة هوكايدو الرابضة في الجزء الأقصى من الشمال الياباني، ويحتضن أربعة منتجعات تزلج مترابطة هي أنوبوري، ونيسيكو فيليدج، وغراند هيرافو، وهانازونو. وبالرغم من أن منتجع هيرافو يشغل المساحة الكبرى ويُعد الأكثر شهرة، إلا أن أنوبوري يبقى الخيار الأمثل للعائلات. وربما يجدر هنا ذكر أن السائحين بمعظمهم يُطلقون تسمية نيسيكو على كامل أرجاء المنطقة المحيطة بجبل يوتي المكلل بالأبيض، والذي تحول اليوم إلى بركان شبه نشط يأسر الناظرين بمشهده الأخاذ.
يشرع مجمع نيسيكو، الممتد عبر أربعة منتجعات ثلجية، واحاته للمتزلجين على اختلاف مهاراتهم، لكنه يزخر أيضا بمناطق مفتوحة للتزلج خارج المسارات المحددة.
يمكن للمتزلجين أن يختاروا إما تذكرة موحدة تتيح لهم استخدام المنتجعات الأربعة كافة، وإما تذكرتين فرديتين لمنتجعي أنوبوري وهيرافو. وبغض النظر عن خيارهم، فإن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمجمع جعل منه أرض عجائب شتوية، إذ إن التقاء الهواء البارد الذي يهب من سيبيريا ومياه بحر اليابان الدافئة سخا على نيسيكو بوفرة ثلوج تتساقط بغير توقف دون أن تتلبد طبقاتها. تمتد المناطق الصالحة للتزلج عبر المنتجعات الأربعة على مساحة 2191 فدانًا من الثلج ذي الحبيات الدقيقة مثل غبار الألماس. وبالرغم من أن هذه الواحات تشرع فضاءها للمتزلجين على اختلاف مهاراتهم، إلا أنها تزخر أيضًا بمناطق مفتوحة للتزلج خارج المسارات المحددة. لكن ما يتفرد به نيسيكو في المقام الأول هو أنه يشكل واحدًا من المقاصد الفضلى في العالم لاختبار متعة يعز نظيرها يعد بها التزلج ليلاً. فبينما توفر ثلاثة من المنتجعات الأربعة (هيرافو، ونيسيكو فيليدج، وأنوبوري) حلبات للتزلج تغمرها أضواء المصابيح ليلاً، تجتذب منحدرات نيسيكو هواة التزلج المتمرسين من مختلف أنحاء العالم للاستزادة من سحر هذه التجربة. فضلاً عن ذلك، يمكن لأصحاب المهارات المتقدمة في هذه الرياضة التوجه إلى جبل يوتي للانغماس في ما يشبه حلمًا آسرًا يتيحه التزلج فوق فوهته البركانية المكسوة بالثلج. أما أولئك الذين يتوقون إلى إثراء عطلة التزلج في نيسيكو بما يمتع الذائقة، فإنهم سيجدون ضالتهم حقيقة في هذه الواحة. فلا شيء يرقى إلى جودة المأكولات البحرية المتوافرة هنا بسبب موقع نيسيكو القريب من المحيط. في أعقاب يوم طويل فوق منحدرات التزلج، لن يجدَّ هواة المغامرات الثلجية كثيرًا في البحث عن وجهة لتزويد أجسامهم المتعبة بالطاقة. فكثيرة هي الخيارات المتاحة عندما يتعلق الأمر بمطاعم تزخر موائدها بأصناف السوشي الشهيرة، وتوفر في غالب الأحيان إطلالات أخاذة على جبل يوتي. ولا يتأخر مجمع نيسيكو عن غيره من الواحات في بلد يقارب مفهوم المطاعم الحائزة نجوم ميشلان (وافتتانه بالطعام الفرنسي أيضًا)، بكثير من الجدية (يحتضن اليابان العدد الأكبر من المطاعم الحائزة ثلاثة نجوم ميشلان). يحضر مطعم كاميمورا، الحائز واحدة من نجوم ميشلان، والذي يُنظر إليه في نيسيكو بوصفه مؤسسة قائمة بحد ذاتها، في مقدمة مطاعم المجمع التي تتبنى مبدأ المواءمة بين منتجات هوكايدو المحلية والذائقة الفرنسية. الجدير بالذكر أن الأراضي الزراعية الفسيحة في هوكايدو توفر لنيسيكو مخزونًا لا ينضب من المنتجات الطازجة، بما في ذلك الحليب. يكفي أن يختبر الزائر تأثير ذلك في المذاق الأسطوري للمثلجات الهشة والفطائر المنتفخة المحشوة بالقشدة.
يقع مجمع نيسيكو في موقع استراتيجي جعل منه أرض عجائب شتوية
تمتد فيها المناطق الصالحة للتزلج عبر أربعة منتجعات مترابطة
يوفر مجمع نيسيكو أيضًا لهواة المنتجعات الصحية تجارب يندر مثيلها يختبر المرء في سياقها التقليد الياباني العريق للاستحمام في الينابيع البركانية الساخنة التي تزخر بها المنطقة. هناك تتحول الجلسة التي تجمع بين الاستحمام في المياه ذات المنافع العلاجية، وتأمل مشهد الثلوج البديع، إلى أكثر من طقس جسدي. تصير رحلة للتيه في ألق يسمو بالعقل والروح.
أما في ما يتعلق بفسحات العيش، فالمنطقة تزخر بالفيلات الفاخرة، على غرار فيلات زابورين Zaborin الخمس عشرة التي تنبسط في وسط غابة هانازونو حيث بُنيت على طراز نُزل ريوكان اليابانية التقليدية. تشتمل كل من الفيلات على حوضين من مياه الينابيع البركانية الساخنة الغنية بالمعادن (حوض داخلي وآخر أقيم في الهواء الطلق).
بعيدًا عن النزل التقليدية، لا يبدو توافد المجموعات الفندقية الدولية إلى نيسيكو مستغربًا. في هانازونو، افتُتح مؤخرًا فندق جديد لعلامة بارك حياة تمتد مرافقه المتكاملة على مساحة رحبة، وتشمل تقديماته خدمة شخصية لتجارب التزلج، وأجنحة مجهزة بأحواض مياه الينابيع الساخنة، ومساكن خاصة تقع على أعتاب مسارات التزلج، فضلاً عن مجموعة من المطاعم التي يشرف عليها طهاة من حملة نجوم ميشلان. ومن المتوقع أن تبدأ قريبًا علامات الريتز-كارلتون، ودبليو، وأمان، بتقديم خدماتها الفندقية في نيسيكو. ففي نهاية المطاف، الكل يتوق إلى الاستفادة من هذه الواحة الثلجية الفردوسية.
www.niseko.ne.jp/en
www.zaborin.com
www.hyatt.com
منتجع يلوستون كلوب، الولايات المتحدة الأمريكية
ملاذ حصري للنخبة
إذا كنت من هواة التزلج برفقة كبار الشخصيات أمثال بيل غيتس عبر منحدرات جبل خاص ضمن أول منتجع حصري للتزلج في العالم، فإنك تحتاج بداية إلى الانضمام لعضوية منتجع يلوستون كلوب بولاية مونتانا. تقتضي هذه العضوية اقتناء ملكية ضمن أرض المنتجع، حيث أسعار العقارات تراوح بين ثلاثة ملايين دولار وخمسة وعشرين مليون دولار، فضلاً عن دفع رسوم أولية تساوي أربع مئة ألف دولار، ورسم اشتراك سنوي مقداره 37,500 ألف دولار. قد لا نحتاج إلى التعليق على هذه الأرقام في ظل الحديث عن ملاذ «حصري». لكن من الجلي أن بعضهم قد لا يجد ضيرًا في تكبد هذه المبالغ إذا كان المقابل الاستمتاع بتجربة حصرية مسرحها 2900 فدان من الثلوج. كما يمكن للأعضاء وضيوفهم استخدام مرافق منطقة التزلج الممتدة على مساحة 5,800 فدان في منتجع بيغ سكاي المجاور.
في منتجع يلوستون كلوب الجبلي، يمكن للمتمرّسين في رياضة التزلج اختبار مهاراتهم عبر المنزلقات الثلجية شديدة الانحدار، والقفز عبر مسارات متدرّجة سحيقة.
يوفر المنتجع الجبلي، الرابض وسط سلسلة جبال روكيز، متعة تزلج من الطراز الرفيع عبر مجموعة متنوعة من المسارات المناسبة لهواة التزلج على اختلاف مهاراتهم. كما يمكن للمتمرسين في هذه الرياضة الإفادة من كثير من مسارات التزلج غير المحددة وغير المشذبة وشديدة الانحدار، وغيرها من المنزلقات الحادة، ومواقع التزلج الفسيحة التي تخترق الغابات متيحة لهم التزلج عبر امتدادات الأشجار، والقفز عبر مسارات متدرجة سحيقة. يحتضن المنتجع تسعة عشر مصعدًا للتزلج، وما يزيد على مئة مسار.
للحفاظ على الحصرية، حدد المنتجع العدد الأقصى للأعضاء بما مجموعه 914 عضوًا. لكن بغض النظر عن هذا العدد الضئيل، تضاهي أعداد المصاعد، والمسارات الثلجية ومساحة الأراضي الصالحة للتزلج ما هو عليه الحال في منتجعات التزلج التي تخدم ملايين الزوار سنويًا. إن دل هذا الواقع على شيء ما، فإنه يدل على أن انتفاء الحاجة إلى الانتظار طويلاً في الصفوف أمام المصاعد وعدم ازدحام المنحدرات بالمتزلجين، وعدم الاضطرار إلى التدافع أمام المرافق الأخرى، كلها عناصر ستجعلك غير راغب بعد ذلك في ممارسة هوايتك بالطريقة «التقليدية».
فضلاً عن ذلك، تتوزع في أرجاء المنتجع مطاعم يديرها طهاة من المشاهير، وأخرى من طراز المطاعم الأمريكية التقليدية، ومقاه وأكواخ أقيمت مباشرة عند أطراف المنحدرات، كلها تتيح للأعضاء الانغماس في تجارب طعام رفيعة المستوى بأسلوب ولاية مونتانا.
للحفاظ على الحصرية، حدد المنتجع العدد الأقصى للأعضاء بما مجموعه 914 عضوًا.
لكن أعداد المصاعد، والمسارات الثلجية فيه تضاهي ما هو عليه الحال في منتجعات التزلج التي تخدم ملايين الزوار سنويا
يفيض سحر مونتانا أيضًا على أرجاء مجمع ذا فيليدج الذي يشكل وجهة مركزية جديدة في المنتجع، محتضنًا مرافق متنوعة تشمل منتجعًا صحيًا جديدًا ألحقت به أحواض جاكوزي داخلية وخارجية. هنا أيضًا قاعة رحبة تحمل اسم الحظيرة وتستضيف حفلات موسيقية لفنانين كبار. كما يتفوق هذا الملاذ في تقديماته عندما يتعلق الأمر بالأوقات العائلية والمهارات الاجتماعية، إذ يوفر للأعضاء تجارب مصممة بحسب الطلب ومثالية لأفراد العائلة كلهم تشمل مشاهدة الأفلام في قاعة سينمائية بتقنيات بالغة التطور، وتسلق الصخور في حجرة داخلية، وتنظيم مباريات في لعبتي الهوكي وكرة المراوغة، وسباقًا سنويًا للتزحلق على الثلج على متن صناديق من الكرتون، ما يضفي على العطلة هنا طابعًا غير تقليدي. ينشط أيضًا فريق الحجّاب الميدانيين في المنتجع في تنظيم تجارب عشاء على متن كاسحات الثلوج، وجولات بالدراجات الثلجية برفقة مرشدين إلى متنزه يلوستون الوطني الشهير.
يوفر منتجع يلوستون كلوب، الرابض وسط سلسلة جبال روكيز، متعة تزلج حصرية للأعضاء.
من المنافي للمنطق بالطبع القول إن الأعضاء يقصدون هذه الوجهة على متن رحلات تجارية. تُعد شركة XOJET مزود خدمة تأجير الطائرات الخاصة المفضل لدى المنتجع، وتقدم أسعارًا حصرية للأعضاء وضيوفهم إذ ترتحل بهم إلى مدينة بوزمان في مونتانا، حيث يمكنهم الانتقال من المطار إلى المنتجع برًا أو على متن طائرات مروحية. كما يوفر المنتجع خدمة مستشار شخصي للسفر لأعضائه من هواة الثلج الباحثين عن العزلة والخصوصية، والذين سيقدرون توافر فريق أمني للحراسة يشرف عليه ضابط سابق، الأمر الذي لن يعارضه بيل غيتس على الأرجح.
www.yellowstoneclub.com